صفحة الكاتب : علاء الساعدي

ماذا لو اصبح نهج البلاغة دستور العراق
علاء الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لكل دولة دستور خاص يختلف بعض الشيئ عن غيره من الدول وتكون قوانين هذالدستور هي البنة الاساسية لبناء هذه الدولة والمحافظة عليها ويحتوي على عقوبات في حال مخالفة اي فرد لاحد تلك القوانين ولكن رغم كل هذا تجد الظلم والفساد الاداري مستشرآ في جميع الدول اذا نعلم من هذا انه توجد حلقة مفقودة في هذالدستور لم يتم اكتشافها وهذا دليل على ان العقول التي سنة هذه القوانين ليست بالمستوى العقلي والعلمي الكامل فلو كانت تمتلك فكرا لا يخفى عليه شيئلاصبح القانون الذي تسنه مثالي خال من الأخطاء وبذلك يعم العدل والخير على الامة بلكامل ولكن على مر التاريخ لم يوضع دستور كامل الا في زمن الأمام علي/ عليه السلام/ والدليل على ذلك عم الخير في البلاد اثناء فترة حكمه وهذا دليل على عظمة فكره اذ في زمنه كانوا يجوبوا البلاد بحثآ عن مستحقي الصدقات فلم يجدوا حتى قال مقولته الشهيرة انثروا القمح على قمم الجبال حتى لا يقولوا جاع الطير في بلاد المسلمين كل هذا حصل خلال اربع سنوات اي مايعادل في وقتنا هذا دورة انتخابية واحدة ولكن لو نضرنا الى الفارق بين انجازات دولة امير المؤمنين /عليه السلام/ وانجازات الحكام في وقتنا هذا لوجدت فرقآ شاسعآ فحكامناتقلدو سدة الحكم لسنوات عدة ولم تنال منهم الامة سوى الظلم والأضطهاد والجوع رغم ان مصادر جلب الاموال تختلف عما كانت عليه في زمن الامام /عليه السلام/فليوم حصل تطور في الصناعة والزراعة والتجارة واستخراج الموارد الطبيعية وبذلك تصل خزائن الدولة الى ارقام خيالية من الاموال ورب سائل يسئل ان الامام علي /عليه السلام/ كان معصومآ ومحفوفآ بلعناية الألهية فلا يمكن مقارنته بحكامنا في هذالعصر? .
فنقول :نحن لا نريد ان يكون الحاكم او الرئيس متصفا بصفات امير المؤمنين/عليه السلام/ ولا نريد ان يصل الى المستوى العالمي الذي ناله امير المؤمنين بفضل قربه من الله سبحانه وتعالى انما نريده ان يتبع نهج امير المؤمنين /عليه السلام/ في قيادته للدولة وكيف تعامل مع الامة وما عليهم سوى القرائة والتدبر في كتاب نهج البلاغة الذي يعتبر دستور امير المؤمنين /عليه السلام/ والان سوف نرى احدى قوانين هذه الدستور والتي يمكن تطبيقها لمحاربة الفساد الاداري الذي هو اساس ضياع ثروات البلاد وتعطل كثر من مؤسسات الدولة وفشلها.فيقول امير المؤمنين في كتابه لأحد ولاته :
انظر في امور عمالك فستعملهم اختارآ[اي ولهم الاعمال بلأمتحان]ولا تولهم محاباة واثرة [اي اختصاصآ وميلآ منك لمعاونتهم .اثرة: اي ستبداد وبلا مشورة ] فأنهما جماع من الشعب [ اي جمعان شعب وفروع الجور والخيانه ] وتوخ [ اي اطلب وتحر] منهم اهل التجربة والحياء من اهل البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام المتقدمة فأنهم اكرم اخلاقآ واصح اعراضآ واقل في المطامع اشراقآ وابلغ وفي عواقب الأمور انظر.
وحتى لا يمدوا ايديهم الى اموال الناس بسبب الفقر وحتياجاتهم يقول اميرالمؤمنين /عليه السلام/
ثم اسبغ [ اكثر] عليهم الارزاق فأن في ذلك قوة لهم على استصلاح انفسهم وغنى لهم عن تناول ماتحت ايديهم وحجة عليهم ان خالفوا امرك او ثلموا امانتك.
وامر بعد ذالك بمتابعتهم ومراقبتهم حتى لا يقصروا بعملهم فقال عليه السلام.
ثم تفقد اعمالهم وبعث العيون من اهل الصدق والوفاء عليهم فأن تعهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانه والرفق بالرعية .
وفي حال تقصيرهم باعمالهم التي اوكلت اليهم وخيانتهم الامانه يقول عليه السلام.
وتحفظ من الاعوان فأن احدا منهم بسط يده الى خيانه اجمعت بها عليه عندك اخبار عيونك اكتفيت بذلك شاهدا فبسطت عليه العقوبة في بدنه واخذته بما اصاب من عمله ثم نصبته بمقام المذلة ووسمته بالخيانه وقلدته التهمة .
هذا احد القوانين من نهج البلاغة فمن اراد ان ينشئ دولة كدولة امير المؤمنين /عليه السلام/ فعليه ان يجعل بدل دستوره الوضعي .نهج البلاغة كما وان هذا نموذج من اجتماع الدين والسياسة فكم اتمنى ان يكون دستور بلدي هو نهج اليلاغة ولكن ليس للقول والقرائة فقط بل للتطبيق ايضآ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/21



كتابة تعليق لموضوع : ماذا لو اصبح نهج البلاغة دستور العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net