العراق بين تحديين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 العراق جزء من هذه المنطقة الساخنة فلابد ان يتأثر بأحداثها، والتحديات التي تواجه العراق بشكل مباشر هي تحديات داخلية وأخرى خارجية:

1-هناك مخاوف حقيقية في الشارع من فوضى عارمة اذا ما تعرضت الدولة العراقية الى انهيار فأنه يدمر العراق تماماً، ويتسبب بحرب أهلية لا يُعرف لها مدى.

2-هناك خطة وضعها الغربيون للمنطقة منذ ثمانينات القرن الماضي تقضي بتفتيت احد  طرفي معادلة التوتر اما الكيان الصهيوني، وهذا مستبعد، او تفتيت الدول المحيطة ومن يتعاون، وهذا قد حصل الى حد كبير فعلاً، فما يجري اليوم ليس عفوياً وحتى الفوضى الخلاقة على الذوق الامريكي جاءت لتنفذ هذا المخطط الرهيب.

3-امريكا تريد ان تمسك العصا من الوسط في هذه السياسة (الفوضى الخلاقة)، وتعمل على ايصال الاطراف المتصارعة الى وضع لا تحسم فيه الامور من قبل طرف بمفرده. انظر سوريا، ليبيا، اليمن ثم العراق.

4-تهدف امريكا وحلفاؤها من هذه السياسة لتتطلع هذه الشعوب المكتوية بنيران الحروب والغارقة بالأزمات الى (الرجل الابيض) على انه المخلّص، والحقيقة على عكس ذلك فامريكا هي المتسبب الاول في كل هذه الحروب والازمات.

5-هناك أزمة ثقة بين الشعب والحكومة وحتى الاصلاحات لم تكن جدية فلا زال الفساد الاداري والمالي على أشدّه، وحتى التظاهرات للاسف دخلت عليها أياد خبيثة وصرفت أموال خليجية وجندت لها قنوات اعلامية مشبوهة.

6-الوضع الاقليمي هو الآخر متآمر على العراق، تركيا تدفع بالارهابيين وتسهل لهم المرور الى العراق وهكذا الأردن الذي يتسامح معهم الى جانب دول الخليج الداعمة مالياً لهذه العصابات.

7-امريكا تتدخل دائماً فلا تريد حسم الامور على يد ابناء العراق وتكررت هذه الظاهرة السيئة في تكريت حين أراد الحشد ان يحررها والآن في الانبار تعاد القصة نفسها.

8- الأزمة الاقتصادية العاصفة بالعراق اليوم فقد يعجز العراق عن تسديد رواتب الموظفين في الأشهر القادمة وقد تعود ظروف مشابهة لتسعينيات القرن الماضي، فأسعار النفط لا يمكنها ان ترتفع ولا توجد مؤشرات قريبة على الارتفاع. اضف الى ذلك الفساد الاداري والمالي ونظام المحاصصة وان العراق يدافع عن نفسه ضد الارهاب الممول خليجياً والمدعوم دولياً، كذلك انعدام المراقبة الجادة على حركة النقد وعبث المؤسسات غير الضرورية والحالة البيروقراطية والتفاوت الفاحش في المرتبات التي اوجدت طبقية مقيتة مرعبة تشكل تحدياً كبيراً امام بناء العراق.

9-الهجرة الأخيرة للعوائل والشباب التي تهدف الى تفريغ العراق من طاقاته وكفاءاته لتحول شعبنا الى مهاجر ومنافي، والغريب في الأمر ان تركيا ممر آمن تستقبل فيه مئات الآلاف من السوريين والعراقيين وتدفعهم الى البحار يموتون او ينجو بعضهم، ثم الدول الغربية الباحثة عن اليد العاملة الرخيصة ومآرب أخرى ليس في خدمة بلداننا مطلقاً، بينما الحل هو في دحر الارهاب وتجفيف منابعه حينها لا يغادر أي مواطن بلده بسهولة.

 

حلول في الأفق:

الشعب العراقي يعقد آمالاً على:

1-المرجعية ودورها الراشد في اخراج العراق من أزماته فهي صمام الأمان لكل العراقيين.

2-الحشد الشعبي المنتصر والقادر بفصائله على حسم المعركة ضد الارهاب اذا ما دعم حكومياً ونأى عنه الفيتو الامريكي.

3-الانقلاب العسكري وربما تعدّ له امريكا حالياً من خلال ضابط وقد ينجح ذلك كما حصل في مصر وقد يخفق كما حصل في ليبيا. فأمريكا تراقب الاحداث في العراق بشكل قوي ودقيق.

4-الاتجاه نحو حكم رئاسي بالانتخاب المباشر من قبل الشعب، وهذا يقضي بتجميد البرلمان ثم حلّه، فالمرحلة بحاجة للقفز على المحاصصات التي أهلكتنا، وان الخروج من الأزمة القائمة لا تتم الا من خلال رجل قوي منتخب قد يمارس ديكتاتورية فردية لكن غير ظالمة.

5-فشل الديمقراطية المعلّبة بمعنى انها لم تحقق الحدود الدينا من السعادة ورفاه العيش والاستقرار، فلا مندوحة عن التغيير، وحتى لا يدخل الغرب على الخط عبر منظمة الامم المتحدة المأسورة للامريكي، فلابد ان يتصدى العراقيون أنفسهم لعملية التغيير، بضرورة لحاظ عدم تكرار الوجوه المتصدية وكأن مشكلة العراق للأسف الشديد هي هذه الوجوه ينقلونها من موقع الى آخر تاركين العراق بعرضه العريض من الكفاءات والشخصيات والطاقات الهائلة.

لابد ان يتم تغيير هذه الكتل من خلال صناديق الانتخاب ولا نؤمن بأِقصاء أحد ولا بمشروع محاصصة وحتى الدستور الذي يمهد لمثل ذلك يجب تغييره من غير تردد.

المهم مصلحة العراق وشعبه أولاً لا ان يتحول الدستور إلهاً يعبد من دون الله سبحانه، فالشعب الذي صوّت عليه هو نفسه الذي يريد تغييره وهو حق دستوري مكفول للشعب بعد مضى 12 سنة عليه.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/22



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين تحديين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net