صفحة الكاتب : منتظر الصخي

الشرق الأوسط ونبوءة الدمار
منتظر الصخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حينما يتم الحديث عن الشرق الأوسط، سيتبادر إلى الأذهان فوراً، ما يجري من حروب داخلية في البلد الواحد، وصراعات سياسية سيطرت على الأجواء في بلد آخر، وحرب نفوذ ومحاور التي أزمتها الخلافات الإقليمية بعد ما تمكن من أن تلقي بظلالها على واقع البلدان، وهجرة شباب من أوطانهم إلى أرض أوروبا التي خدعتهم دموع ميركل التمساحة، بعد غرق بعضهم في البحر ليهاجروا إلى دار الحق .
العراق الذي يخوض حروب متعددة في آن واحد، حرب إصلاحية لا زال الفساد يعيش نشوة النصر فيه، لم تجر أي ثورة إصلاحية إلى الآن، رغم بعض الأوامر التي وإن نجحت في إمتصاص غضب الجماهير، لكنها في الوقت نفسه لم تردع الفاسدين في الإستمرار بمشاريعهم، فالقضاء الذي يعتبر من أهم المفاصل في الدولة، والذي يتم من خلاله محاسبة الجناك  والإقتصاص منهم وردعهم، لم يحدث أي عملية إصلاحية داخل مؤسساته، فهو إلى الآن يعيش وسط التجاذبات السياسية،  التي أنهكته وجعلته من وسيلة للقضاء على الخصوم السياسيين .
وحرب إقتصادية سنتهي بإفلاس العراق ما لم يتم حل المشكلة حلاً جذرياً، فالحذر كل الحذر من الحلول الترقيعية  التي لم تزيد الطين إلا بلةً، الإعتماد على النفط سيكون السبب في مرت العراق سريرياً، حيث لطالما نادت الأصوات بوجوب الإعتماد على مصادر أخرى في دعم خزينة الدولة، وكالعادة لا حياة لمن تنادي، وحرب ضروس تخوضها قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر ضد تنظيم داعش الإرهابي، فرغم توقف العمليات لكن ما حققته القوات العراقية من تقدم جعلت من إرهابيي داعش يأنون من شدة الوجع الذي لحقهم .
القوات العراقية تحاصر وهي على أهبة الإستعداد للبدأ بعملية التحرير، لكن بعض الدول الإقليمية لا ترغب بأن يتقدم الحشد، لإتهامها إياه بالتخندق الطائفي وهذا ما لا يصدقه مجنون كيف بالعاقل، فكل العالم يعلم إن الحشد متكون من جميع أبناء العراق ومن يريد التأكد فليأتي بنفسه ويرى، لكن هناك أمر آخر تخفيه صدورهم، حيث إن حرب النفوذ هي سبب الرفض، فالبعد الطائفي يلعب دوراً مهما في ساحات هذه الحرب، كيف وهم يرون الشيعة قد أطبقوا الخناق وبات هلاهم بدرا، بدءاً من لبنان مروراً بسوريا والعراق وانتهاء في اليمن، ليظن بعضهم إن مصراً تعرضت للعاصفة الشيعية الشمسية  .
لبنان يعيش  حالة من القلق السياسي، بلد بلا رئيس، المسيحيين لم يحسموا أمرهم، جعجع وغريمه الآخر ميشال عون أساس المشكلة، فمتى الإتفاق العلم عند ربي، والنفايات أشعلت أزمة داخلية، شعب ناقم على سياسيه والذين حالهم كحال ساسة العراق، لا تهمهم إلا أنفسهم رغم صعودهم بأصوات الفقراء، والحرب التي تخوضها المقاومة والجيش اللبناني على الإرهاب لم ترق للبعض من النفعيين .
سوريا وحرب الخمس سنوات، والتي لا زالت تستمر بقوة، فمؤخرا روسيا والصين يتدخلان بشكل مباشر في سوريا، في دلالة على تعب الأسد من خوض غمار الحرب لوحده، أقل من النصف وأكثر من الثلث هي واقعة تحت سيطرة النظام، وأما الجزء المتبقي فيتقاسمه الدواغش والنصرة وما يسمى بجيش الحر، فكما يسميها حلفاؤه هي حرب كونية، داعش أتت من كل حدب وصوب، ما يسمى بالجيش الحر تلقى الدعم من جميع الدول التي تحلم بزوال حكم الأسد، كي يتمكنوا من خسف هذا القمر الشيعي، إسرائيل هي المرعوبة منه أكثر، فزعماء الشيعة ينون تحرير القدس وكامل فلسطين من دنسهم، وآل سعود يخشون من زوال ملكهم على أيد الشيعة، مما جعلهم يعشون حالة الهستريا والتخبط في دعم التنظيمات الإرهابي ذات البعد الإيدولوجي الوهابي .
اليمن يأن هو الآخر فجرحه لا يزال ملتهباً، حركة الحوثي وقوات صالح تخوص حرباً من أجل السيطرة على الدولة، هذا الأمر لم يقبله الجنوبيين فهم يطمحون بالإستقلال عن اليمن، ليعلن هادي رفضه ما يسمى بالإنقلاب على الشرعية، ليتدخل السعوديون وأخوتهم الخليجين مدعومين بغطاء أميركي وأوروبي على خط المواجهة، خوفا من سيطرة الحوثيين على اليمن وبالتالي تمكن الإيرانيون أو الشيعة من لعب دورا قد يهدد ملك ملوك وحكام الخليج .
مصر قد تصبح في ليلة وضحاها في خبر كان الفعل الناقص، الإخوان لم يهدأ لهم بال حتى يسترجعون حكمهم، ولو بذلوا دمائهم في سبيله، طبعا وصول السيسي للحكم بعد إنقلاب واضح على مرسي جاء بدعم خليجي، داعش ولج إلى مصر ليخلق الرعب فيها، ليتمكن من النفاذ إلى ليبيا ويصول ويجول دون أن يردعه رادع .
كل هذه الأمور ستؤول إلى دمار الشرق الأوسط، حتى وإن كانت هناك بعض البلاد تعيش في مأمن مما يجري، لكنه طاعون الدمار سيأتي إليها لا محاله، بسبب إشتراك حكومات هذه البلاد بشكل وآخر بالنزاع الداخلي للبلدان الأخرى، حيث إن الحكمة الإلهية تقضي أن العقاب سيبدأ في الدنيا قبل الآخرة، ولات حين مندم، فلا سبيل آخر أن يرجع السلام لبلاد الإسلام إلا بالتحكيم لمنطق العقل، حيث إن إفساح المجال للشعوب بأن تقول كلمتها، سيكون الحل الأول والأخير لجميع مشاكل المنطقة التي تمر بها، ولابد من أن تكف بعض الدول من التدخل بشؤون غيرها، حيث إنها تعمل على إستمرارية الصراع . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر الصخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/28



كتابة تعليق لموضوع : الشرق الأوسط ونبوءة الدمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net