صفحة الكاتب : امل الياسري

المدرسة وتحديات القرن الحادي والعشرين!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مدافن للنفايات، وليس مدارس للتربية والتعليم، هو أقل ما يمكن أن توصف به، أماكن الدراسة، وتلقي العلوم والمعارف، في مؤسساتنا التربوية، والأسباب كثيرة منها: وجود الثغرات الكبيرة في عصر الإنترنت، عوضاً عن التلفزيون التربوي، الذي أكل عليه الزمن وشرب، دون اللجوء الى الطرق الحديثة في عرض المعلومات، فلا يعير الطالب أي أهمية لهذه القنوات الرتيبة! 
المناهج الدراسية في الوقت الراهن، ما زالت دون المستوى المطلوب، لأننا ما برحنا نسير، على طرق الماضين الأوائل، في تقديم المادة الدراسية، في الكتاب وبشكل روتيني باهت، لا طعم، ولا لون، ولا رائحة له، لذا ترى التلميذ يكره حقيبته، عدا الأسبوع الأول من أيام دراسته، لأنها تثقل كاهل ظهره، دونما فائدة لغياب الرغبة في التعليم! 
عدم وجود إستراتيجية تربوية، وطنية، شاملة لأهداف الدولة في تربية الناشئة، هو ما خلق جيلاً فوضوياً، ذلك أن الأهداف الحديثة، التي برزت الى السطح، تحمل في زواياها جملة من العلل التربوية الغربية، حيث لا تنسجم وديننا الحنيف وتقاليدنا، فالنفاق التربوي أمسى ظاهرة خطيرة، طرأت على كتبنا المظلومة، بسبب ضعف خطة التنمية الوطنية، في مجال التربية! 
أصحاب المصالح لا ينفكون عن التخطيط، لتحطيم البنية التربوية لمجتمعنا، ذلك أن أجيالنا الصاعدة في الماضي القريب، كانت تمثل النخبة المتميزة، في كافة الإختصاصات العلمية، والأدبية على مستوى العالم، بسبب رصانة النظام التربوي في العراق، وإنتهاج أسلوب التنظيم، والتقييم، والرصد، والتقويم لكل سلوك طارئ، يحاول النيل من العقل العراقي الواعد، الذي يعد البذرة الأساس للتقدم.
الفساد الإداري والمالي، بل وحتى الأخلاقي، باتت السمات الأبرز، للنظام التعليمي في العراق، والسبب في فلسفة الدولة، التي يراد منها الإلتفات، الى كيفية بناء جيل مخلص، للوطن والمواطنة، وفي إطار المجتمع ومبادئه، خاصة ونحن في خضم الثورة الإعلامية والفضائية، إن لم نقل كونية، لأن مخاطرها أسوء ما تكون، على جيل عزل عن العالم لفترة طويلة!  
أشارت المرجعية الرشيدة، الى المعوقات التي تواجه العملية التربوية، وهي لم تركز عليها إعتباطاً، بل لأن المؤشرات باتت خطيرة جداً، مع تصاعد نسبة الأمية، وفقدان الطاقات الشبابية، بسبب إنتشار أفكار التطرف والتكفير، لتهدد أركان الدولة، حيث ينشأ جيل فوضوي، عنيف، متطرف، وعليه وجب الحذر، وإيجاد الحلول الواقعية، للمشاكل التي تعترض وزارة التربية، وبأسرع وقت ممكن!
التركة السيئة التي ورثها معلم النظام البائد، هي أهم مشكلة تعترض العملية التربوية في العراق، لأن المعلم بشخصيته القديمة، يحتاج الى الإطلاع على الطرق الحديثة، في علم النفس التربوي، لإكتساب المفاهيم الجديدة، كما إن إصراره على رتابة الطرق التقليدية، يدل على ضعف القدرة على التواصل، مع الأنظمة التربوية المتطورة، وبالتالي زيادة الثغرات بين المعلم والتلميذ!   
إن تحديات القرن الحادي والعشرين، تحتم علينا بذل المزيد من الاهتمام، بالجانب النفسي للتلميذ، وتمتين العلاقة بين المدرسة والبيت، وإصلاح الواقع الإشرافي والتوجيهي، لبناء جسور الثقة مع الإدارات، وعوائل التلاميذ بتعميق الدور، الذي تلعبه مجالس الآباء والمعلمين، وتفعيل النشاطات اللا صفية، كالجانب الرياضي والأدبي، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة، للقضاء على الإرهاب، خدمة لأطفالنا بحاضرهم ومستقبلهم! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/28



كتابة تعليق لموضوع : المدرسة وتحديات القرن الحادي والعشرين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net