صفحة الكاتب : مهدي المولى

العبيد والحرية
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من احقر الحقراء  ومن ارذل الاراذل هو العبد الذي يرفض الحرية ويعظم العبودية ومن يفرضها عليه  لا يمكننا ان ننكر او نتجاهل ان العراقيين عاشوا  كل تاريخهم عبيد ارقاء ينتقلون بالوراثة من يد طاغية الى يد طاغية اخر والكثير منهم اعتبر ذلك امر واقع يجب القبول به وعبادة من يفرضه 

فبعد تحرير العراق في 9-4- 2003  وفرضت الحرية على العراقيين والغيت العبودية اثار غضب اولئك الذين اعتقدوا ان العبودية دين وخلق ومن فرضها كدين رباني  لا يجوز مخالفته او الخروج على طاعته لهذا رفضوا الحرية ومن يدعوا اليها ودعوا الى العبودية والى ربها صدام  وخالقها معاوية فمثلا من اصول دينهم هو عدم الخروج على من فرض العبودية ولا يجوز ان تقول له اف حتى لو ذبح ابنك اغتصب عرضك نهب مالك هتك حرمتك ضرب جلدك والويل لك ان تأففت ولو في قلبك  ففي هذه الحالة خرجت على شريعة الرب ومن يخرج على الشريعة يذبح على الطريقة الوهابية وكان هؤلاء ملتزمون ومتمسكون بهذه الشريعة اي بدين العبودية اي ببيعة العبودية التي فرضها  الطاغية معاوية   وجددها ال سعود وصدام
ونعود الى هؤلاء الذين امتزجت العبودية بدمائهم واصبحت جزء من عقولهم  ومن قيمهم واخلاقهم ودينهم فتراهم مغرمون ومفتونون بالعبودية وبمن كل من يدعوا اليها ويمقتون ويكرهون الحرية ومن يدعوا اليها 
حتى اصبح الخلاف والصراع الدائر في العراق  بالحقيقة صراع بين الحرية والاحرار وبين العبودية والعبيد  حيث اصبح صراعا داميا لم يحدث مثيل له في كل الحروب التي حدثت في التاريخ لهذا لا يمكن ان تتوقف هذه الحرب الا بانتصار احد الاطراف وهزيمة الطرف الآخر اي انتصار الحرية والاحرار وهزيمة العبودية والعبيد او بالعكس وانتصار اي طرف يعني بداية مرحلة جديدة ليس في تاريخ العراق بل في تاريخ المنطقة  وحتى العالم
المعروف جيدا ان المواطن العراقي بعد التحرير في 2003 شعر انه انسان  لان عقله تحرر من اي احتلال وتحررت كلمته من اي قيود واغلال واصبح بأمكانه ان يفكر بحرية وان يعبر عن ذلك بحرية مطلقة بدون خوف او مجاملة وادرك الفرق الكبير  في الحياة التي كان يعيشها في ظل العبودية وحكم العبيد وفي ظل الحرية والاحرار اي ما قبل التحرير وما بعد التحرير فلا شك انه كان دون الحيوانات منزلة والان أصبح انسان يملك عقل وكرامة وقيم ودين واخلاق
المشكلة التي واجهت العراقيين في العهد الجديد في النقلة الجديدة ان الكثير من العراقيين الذين تطبعوا بطابع العبودية والذل  والتي مسخت عقولهم وانسانيتهم وجعلتهم بدون كرامة ولا قيم ولادين ولا خلق  لا قيمة لهم سوى انهم مطايا يستخدمهم الطاغية حسب اهوائه ورغباته فهؤلاء رأوا في الحرية  حالة جديدة لا قدرة لهم على تحملها  بل رأوا في الحرية  عدوا لهم  فهؤلاء تطبعت نفوسهم على الذل والاهانة على الكذب والاحتيال على الفساد والرذيلة  على خلاف عالم الحرية والاحرار عالم العزة والكرامة والعفة والنزاهة والصدق والاخلاص من الطبيعي يرفضون عالم الحرية والاحرار ويستخدمون كل سبل الرذيلة والاجرام من اجل عودة نظام العبودية    والعبيد
 الغريب والمدهش  ما نسمعه من صراخ وعويل وضجيج هؤلاء العبيد ابواق وطبول وخدم وعبيد الطاغية صدام الذين لم نسمع لهم ولا كلمة اف في زمن الطاغية كانوا مجرد مطبلين ومزمرين لصدام ولعناصر جواريه والويل كل الويل لمن لا يلتزم بتعليمات التصفيق والتطبيل والتزمير  كم  اتمنى من هؤلاء الذين تظهرهم فضائية الخشلوك ولو واحد منهم لم يصفق لصدام ولم يقل له بالروح بالدم نفديك ياصدام   فكانوا يتنافسون ويتصارعون  في ما بينهم من اجل التقرب من صدام منزلة او يلفت نظره بانه اكثر تصفيقا وتمجيدا ينال بعض الهدايا وكان الكثير منهم وصل الى  هدايا صدام والى المناصب عن طريق زوجاتهم اعراضهم
رغم ان العراقيين يعيشون في حرية مطلقة الى حد الفوضى لم يعش اي شعب من شعوب العالم بمثلها ورغم ان هؤلاء يقولون ما يرغبون وما يريدون ويتظاهرون ويحتجون ما يحلوا لهم ويسبون ويشتمون بدون محاسبة ولاحسيب بكل وسائل الاعلام بل يهددون ويتوعدون اهل بغداد وعبارة جئناك يابغداد نقطع رؤوس الشيعة الروافض كما حث في مظاهرات واعتصامات صحراء الانبار وولدت من رحمها داعش الوهابية والكلاب الصدامية ياترى ماذا سيولد من رحم هذه المظاهرات  في بغداد وبقية مدن الوسط والجنوب صحيح ان بدايتها تختلف اختلافا جذريا انها انطلقت من هموم المواطن ومعاناته وآلامه وطالبت بالقضاء على تلك الهموم وتلك المعانات وتلك الآلام ونالت تأييد كل الاحرار في العراق وفي المقدمة المرجعية الدينية الرشيدة الا انها بدأت تأخذ منحى آخر منحى الفقاعة النتنة في الانبار مثل الغاء الدستور والمؤسسات الدستورية طرد وابعاد الاحزاب الاسلامية   والمقصود بها الشيعة فقط  و  بدأت صرخات الاساءة الى الحشد الشعبي المقدس واطلاق عبارة المليشيات  الوقحة التي اطلقها احد الاطفال الحمقى من المحسوبين على الشيعة  
احد هؤلاء العبيد لم يعجبه نسيم الحرية وعطرها الذي  يشمه العراقيون في ساحة التحرير وهم يتظاهرون ويعبرون عن توجهاتهم عن رغباتهم بحرية وبأرادة مستقلة  فأغضبه ذلك النسيم العليل والعطر الفواح والمنظر الجميل   الذي شكلته الحرية وتمنى ازالته والقضاء عليه ورغب في عودة نظام العبودية والعبيد لانهم لا يعيشون الا بها فقال
دعوني امشي وامشي كي احرر نفسي
ليته قالها في زمن العبودية والعبيد
هذه هي طبيعة العبيد يرون في الحرية قيود واغلال وسدود
لهذا نقول لشعبنا  لاحرار العراق امامكم  حروب ونيران سيفتعلها ويشعلها العبيد بطرق مختلفة واساليب متنوعة
فما عليكم الا ان تلتزموا بالحرية ان تكونوا احرارا فاذا فعلتم ذلك فال النصر لكم والارض لكم والحياة لكم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/30



كتابة تعليق لموضوع : العبيد والحرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net