صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

النفس لأمارة بالسؤ ألا ما رحم ربي , يا أيتها النفس المطمئنة!
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تنوع المعاناة والمشاكل النفسية التي يعاني منها الناس اليوم بعد هذا التطور الكبير بوسائل الأتصالات بالصورة والصوت أو الثورة الصناعية الألكترونية العالمية , وهي متشابهة بالتأثير على الأنسان مهما اختلفت حياتهم الأقتصادية ومواقعهم الأجتماعة , وتبلغ شدتها او قلتها حسب المجتمعات وكثافة السكان والحالات التي يتفردون بها لكن مهما كان لايخلو مجتمع من المشاكل النفسية , وعلى الرغم من تخصص بعض العلل بالنفسية بالذكور دون الأناث فهناك علل أحرى تصيب النساء دون الرجال , وتختلف العلل النفسية حسب الهدف الذي ترمي أليه طبيعة الأنسان  سواء كان الهدف معلن أو سر, شعوريآ أم باطنيآ (لاشعوريآ) , هو تفادي الخطر الذي يعاني منه المريض , وقد يكون الخطر حقيقي أو خياليآ , ولنضرب مثلآ لحالة من ذلك _
زوجة تضطر للأختيار بين أهلها ومدينتها وبين زوجها الذي يجد فرصة للعمل والأقامة والأنتقال لدولة أجنبية مثلا تختلف حتى باللغة فهي بحيرة من أمرها أترافقه أم تبقى مع أهلها , وتبقى تعاني القلق ربما ينتج عنه الشلل بالأطراف الرجلين لعله يكون عذر لها عن تخلفها عن مرافقة زوجها , وحاجتها للرعاية من أهلها أو لعله يعود ألى مجاورتها وتحمل مايعانيه .
وهذا مثال أخر عن جندي ادعى العمى , أثناء الحرب العالمية الثانية لأنه كلف بألقاء القنابل في شمال أفريقيا على الناس المدنيين تحديدآ في ليبيا , لكنه كان مرهف الحس ويرفض ضرب المدنيين وقتل الأبرياء والتعليمات العسكرية صارمة ووطنه يعتبر مهمته وطنية مهمة و وخطيبته تنتظر عودته لأتمام الزواج وتوفير تكاليفه من مكافاة الحرب , وبين التردد والقلق وعذاب الضمير , وهنا جاءه المرض بالعمى وعدم رؤية الخرائط الحربية وتحديد المواقع لضرب الأهداف على الأرض, وكأنه أصبح في حل عذره الأصابة بالعمى !
تقريبآ أكثر الأمراض التي يعاني منها الأنسان سببها نفسي أو نتائج له لايمكن ملاحظتها ألا بالرجوع للسيرة الذاتية وتحليلها بحالة صدق رواية المريض .
والتشخيص النفسي يسمى حالة الزوجة بالمثال الأول هي( الهستيريا الأتقلابية).
وبالمجتمعات البدائية نجد الشباب قليلون التصادم مع العادات والتقاليد المتوارثة , والتي تحولت اليوم لقوانيين أقرت كدساتير للمجتمعات بغض النظر عن قبولها أو رفضها بأعتبار مصادر التشريع هي من أحداها , ةفي العصور البدائية قبل القانون كان الشاب الذي تعجبه فتاة مثلآ ويعجبها أّذا رفض أهلها منحها له , يضعها على كتفيه ويهرب بها , بينما اليوم هناك القانون يحاسبه ويعاقب بشدة ولذا يصمت ويكتم غيظه وهو يرى فتاة أحلامه تضيع من بين يديه وربما تتزوج من غيره لذا سيكون الرد لهذا الفعل غير معلن أنما يظهر بمرض نفسي  يدفع المجتمع ثمنه دون علم لأنه باطن غير ظاهر الدافع , ولكي نسجل تفريقنا بين الجنون والعلل والأمراض النفسية لأنه نسبة المصابين بالجنون نسبة ضئيلة وحالتهم دون سبب منهم اما نقص جسدي أي بالخلقة أو حوادث خارجة عن أرادتهم وأرادة المجتمع , ولنتناول أنواع من هذه الأمراض ومنها _
العصاب ( العصبية )
هو المرض النفسي الذي لايرتفع لمستوى الجنون لكن تشخيص حالة المريض المصاب بالعصبية يوص بالتشخيص أنه 0 تنقصه الكفاءة السلامة العقلية ) , وهذا التشخيص يخلط بين العاقل والمجنون والعصبي , الثلاثة صفاتهم موجودة لديه , حسب مايتصرف بكل مرة , ولاتظهر عليه اعراض الأصابة أو الحاجة للعلاج النفسي أمام الناس الأعتياديين ألا الأخصائيين يشخصون حالته وقد يجدونه يحتاج الى الدخول للمستشفى للعلاج , واهم مايعانيه هؤلاء من حالات وهم يعانون من مشاكل المدن المزدحمة وتطورات الحياة نذكر الأمراض التالية _
القلق-
هو البلبلة أو الجزع من دوافع وأسباب خفية أي لاشعورية , لأنه صاحبها لايعرف مصدرها , لأنه خائف من المستقبل ويتوقع حدوث شيء له ويجهل مصدره , ويتخيل الأخطار وغير مطمئن لمستقبله لتوقعه أن المجتمع مقبل على كوارث غير متوقعة .
الهيستريا القلقية _
ويعتقد أن سببها المشاكل الجنسية ويعاني منها المراهق والشاب والكهل العجوز ومن الذكور والأناث و ومثال ذلك لدى المراهقين ممارسة العادة السرية , أو الأتصال بالمحارم و أو الزنا بشكل عام من ضمنه الشذوذ الجنسي , أو السبب القصور الجنسي لأسباب غير معروفة , أو تضار العادات بالمجتمع والتقاليد مع الحاجة لتلبية الحاجة الجنسية .
وهذا المرض منتشر بالعالم كثيرآ ولما شخص العالم الطبيب سيجموند فرويد , في كتبه من أشارته الى حالة الكبت الذي يتسبب بهذه المعاناة النفسية ظن الناس أنه يبالغ , واتهم أنه ينادي بالأباحية , وتسالوا أذا أنغمس الناس في الشهوات , قل عدد المصابين بالهستريا , لكن اذا حصل سيزداد المصابين بالقلق كما ذكرنا أسبابه أعلاه  وبذلك نعالج حالة لنعود لحالة اختها .
رأي فرويد وأتباع مدرسته  أن التحليل النفسي أظهر أن المشاكل الجنسية من كل أنواعها هي اهم أنواع مصادر الأمراض النفسية ومن أقوال فرويد المشهورة و انه قلما شهد من مرضاه من كان يخلو من مشكلة جنسية , وقلما شهد مريضآ سويآ أعتيادي جنسيآ , لايشكو من مشكلة جنسية .
الوسواس _
هو فكرة أو أفكارتنازع صاحبها وتطارده ليل نهار , وتصور له أخطار تسلبه راحته و سعادته , وتنتزع النوم من جفنيه , وتسبب له في الغالي القيام بأعمال تسلطية قهرية لايقوى على مقاومتها تسيطر عليه , بالرغم من علمه أنها أفكار لاأساس لها من الصحة وغير موجودة بالواقع .
ومن امثال هذه الأعمال _ غسل اليدين مرات كثيرة غير معقولة باليوم الواحد عشرات المرات دون الحاجة لذلك و أو مثلآ يقوم بعد وحساب درجات السلم وبجدية وأذا أخطأ بموقع يعود ليعيد العد من جديد , والواضح أن الوسواس فكرة كريهة تنبع من نفس مريضة , تتبعها مخاوف لاأساس لها كالخوف من الجراثيم أو الحيوانات أو الماء من الغرق أو النار من الأحتراق ألخ من حالات, وتبلغ حالات مرضية لدى النساء تصل الى خوف المرأة من الرجل ولاتحتمل الحديث عن الزواج أو المعاشرة الزوجية , وخوف الرجل من النساء , كلها من خزين من الروايات المؤلمة ربما سمعها عن قصص وتجارب مؤلمة لأخرين تضرروا منها , وحتى الخوف من الأصابة بالأمراض مثلآ السرطان وغيره كأنه شبح يرافقه بينما هو بصحة تامة وسليم البدن , وهذه الحالات مضيعة للوقت ومما يروى عن مريض يوميآ يقوم بأعادة تصفيف ملابسه وترتيبها وتعليقها بأماكنها وتنسيقها كل ليلة لحد يصرف من الزمن عليها أربع ساعات لايستفاد منها نهائيآ ولاداعي لها .
الأنقباض_
هو أخطر الحالات النفسية التي تمر على الأنسان حسب رأي الأطباء المختصين حيث  يكمن في عدم ظهور المعاناة على المريض ولايشعر به أهله وأصدقاءه ليبلغوا ذويه لعلاجه , بعكس الوسواس كما ذكرنا علاماته علنية ظاهرة من التصرفات العامة , ولذلك تسمى هذه الحالة بالمنخوليا و لأنه يتصف بالهدؤ والرزانة وكظم المشاعر والانطواء على نفسه والأحتفاظ بأسراره , والظهور أمام الناس بمظهر الأنسان الأعتيادي السوي المتكامل و في الوقت الذي تجده يفكر للخلاص من هذه الدنيا بينه وبين نفسه ليقضي على نفسه بيده لابيد عمرو , كما تقول العرب .
عقدة النقص أو مركب النقص_
هذا النوع من العصبي أكثر الأنواع أنتشارآ بالمجتمعات و أكثر الأمراض النفسية تداول شعبيآ بين الناس وتجده على ألسنتهم كلما تصادموا مع أحدهم اتهموه فورآ بأنه ناقص يعاني من عقدة النقص , وهي فقدان الثقة بالنفس , وذلك يسبب التلعثم والتردد بأتخاذ القرارات , والأرتباك أمام الأخرين والخشية منهم و والتي تسبب له المضايقات وتحول حياته الى الجحيم ...
أكثر الأمراض النفسية أعلاه هي نتاج المشاكل الأقتصادية والأجتماعية بسبب زيادة عدد السكان بالأرض وحالة التنافس الشديد للحصول على المناصب والفرص الأستثمارية لعلها الضمان له لتجعله بأمان ولكون الناس متخوفون ولاثقة لهم بالمستقبل .
ولدي صديق قرأ المقال قبل أرساله وأستحلفني أن أتحدث عن عقدة نفسية بالعراق وهي تتعلق بالحاكم بالعراق للصعوبات التي مربها العراقيون وهي _
عقدة الكرسي _
الكرسي المقصود والذي يشكل عقدة للطامعين بالسلطة بالحكم هي موجودة منذ وجد الأنسان وذكر عند العرب بذكر العرش والكرسي والمنبر أي العالي المرتفع  والفراعنة كانوا يحملون الملك وهو في كرسيه ليرى بناء الأهرامات , , وكان الكرسي الفرعوني مصنوع من خشبتين متقاطعتين تغطيهما الجلود ليصبح الجلوس عليها مريحآ , وكانت تزخرف  الكراسي في ذلك الحين بالعاج والأحجا ر الكريمة ترتكز على أرجل من الحديد المنحوت بشكل أرجل الحيوانات , وقام الرومان الأغريق بصنع كراسيهم من خشب الأبينوس , المطعم بالعاج والبرونز والحجارة المختلفة الألوان وفي تلك العصور كان لايستعمل الكراسي ألا ملوك تلك البلاد وكبار حاشيتهم وكانت تنقل تلك الكراسي حيث ذهبوا , وفي العصر المعروف بعصر النهضة في أوربا أنتقلت الكراسي الى البييوت وأصبحت قطعة من قطع الأثاث الضرورية , وفي القرن الثامن عشر أصبحت الكراسي بأشكال منوعة وأحجام مختلفة وقام النجارون , في كل بلد يتفننون في الزخرفة وتجميلها حتى أواخر القرن التاسع عشر , وفي أوائل القرن العشرين غير الفن الهندسي الحديث ماصممه السلف وبدأ بتجديد كل شيء فقام الفنانون والمهندسون بأكثر بلدان العالم يعملون معآ لأيجاد نماذج جديدة مناسبة كما أكتشفت طرق جديدة لصنع الكراسي ثم خرج الكرسي عن كونه قطعة أثاث منزلية فقط وذلك بعد صنع وسائل النقل الحديثة لأنه أصبح جزء من السيارة والطيارة والقطار والسفينة والمركب وألخ و لاشك في أن الفضل في صنه هذه الكراسي المريحة يعود الى المواد التي صنعت منها لتقدم الصناعة مثل المطاط الأسنفنج اللدائن الطرية وغير ذلك وأكثر الكراسي اليوم أتخذت الطابع العملي حتى أنها أصبحت ذات أهمية بالغة في حياتنا , هناك مثلآ كراسي طبيب الأسنان وكرسي الحلاق وكرسي المفعدين المتحرك والكراسي الهزازة وكرسي الضارب على الآلة الكاتبة والكومبيوتر ولعل أعرب نوع هو كرسي النجاة المستعمل فيس الطائرات النفاثة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت فبما أن الطيار في هذه الطائرات لايستطيع أن يقفز من الطائرة بهذه السرعة عند حدوث مايوجب ذلك صنع كرسي النجاة الذي يكون الطيار مثبت فيه وماعلى الطيار ألا أن يضغط على الزر فيطير به الكرسي المجهز بمظلة فيوصله الى الأرض بسلام , ولكننا لانتمنى لرئيس دولة أن يستخدم هذا الكرسي لأنه يحتاج الألتصاق به ولايمكن أن يتركه حتى لو يموت ونشاهد أن الحكام بالعراق مثلآ يقرون قانون الخدمة العامة للمجتمع ب61سنة كحد أعلى للعمر ولكن رئيس الجمهورية عمره 90سنة وهكذا البرلمان والوزراء والسياسيين , وكل مظاهرة شعبية بالعراق تطالب بالأصلاح أو الحقوق نلاحظ هتافهم من العقدة النفسية أو المرض الجديد بعلم الطب النفسي بالعالم وهي بأنتياز عراقية هي _
الكرسي  الكرسي الكرسي والكراسي للكل !ولاأدري لما لايتعضون من تجارب السابقين لهم من الحكام وكما قال تعالى _ كان بقصصهم عبرة – فرآن كريم بسورة يوسف .
ولكن النفس أمارة بالسؤ ألا ما رحم ربي _ ولكن هذا الذي يرى كل ماعلى التراب تراب ويعدل بين الناس !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/19



كتابة تعليق لموضوع : النفس لأمارة بالسؤ ألا ما رحم ربي , يا أيتها النفس المطمئنة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net