صفحة الكاتب : امل الياسري

قَدمِتْ كربلاءُ فالكائناتُ عزاءُ!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(إنظروا أيها الجنود الشجعان، وأنتم في خنادقكم، الى ذلك الرجل الشرقي المسلم، الذي زلزل الأرض تحت أقدام الطغاة)، عبارة أطلقها الزعيم الفيتنامي الأصل (هوشي فنه)، مخاطباً جنوده في معاركهم، ضد القوات الأمريكية الغازية، مذكراً إياهم بالإمام الحسين (عليه السلام)، حيث أفتتح عصراً جديداً لدى المسلمين، بشعاره المدوي هيهات منا الذلة! 
فرض التراجع والإنسحاب، كان أهم ما يريده الطاغية الأموي يزيد الفاسد، فأعوانه المارقون، كانوا يعدون مسيرة الحسين (عليه السلام)، خروجاً على خليفتهم البغيض، وبما أن (مثلي لا يبايع مثله)، فقد خاض الإمام معركة الحق والكرامة، ضد الباطل والذل، فجلّ ما أراده هو إصلاح أمة جده، (صلواته تعالى عليه وعلى أله)!
صرحٌ عملاق من السخاء الجهادي، بالنفس، وبالإخوة، والعيال، والأصحاب، والانصار، (عليهم السلام ورضوانه تعالى عليهم أجمعين)، كلهم نسجوا بقيادة الغريب العطشان، ملحمة الطف الأليمة، فباتت عالمية الوجود، إنسانية البقاء، والناس تستلهم الدروس والعبر، على مر العصور والدهور، من مناهل كربلاء المقدسة، معلناً إنتصار الدم على السيف، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون! 
قدمت كربلاء الحسين (عليه السلام) هذا العام، وعراقنا يشهد أنواعاً من الكائنات النورانية، المجاهدة ضد الإرهاب، المتمثل بأحفاد يزيد عليه اللعنة، وعلى رأس هؤلاء الأحرار، المرجعية الرشيدة التي واكبت العزاء الحسيني، طيلة سفرها الخالد، فكانت ترحل قوافل الحشد المقدس، ليحتفلوا بحياتهم الأبدية مع الإمام الحسين (عليه السلام)، دفاعاً عن الأرض والعرض! 
عرش الشهادة الجهادي، الذي تزعمه سبط المصطفى الإمام الحسين، (صلواته تعالى عليهما)، في واقعة الطف، لم يكن وليد الصدفة أبداً، بل أن حديث فاجعة النواويس، أو نينوى، أو كربلاء، كان خبرها معروفاً، في جميع الأديان والطوائف، وما مسيرات العزاء المليونية في العالم أجمع، إلا دليل أن الدماء أريقت، والكرامة إنتصرت!  
كائنات علوية حسينية، صارخة نادبة، فدماء النصر إقتربت، وفوز بالنعيم سيسجل لهذه الثلة المؤمنة، التي أسقطت عروش الطغاة الأمويين بمظلوميتها، وهي نفس صرخات الحشد الجهادي، الذي يقض مضاجع الدواعش في أيامنا، فهم رجال لا تلهيهم الحياة الدنيا عن السعادة، في وجودهم مع أنصار إمامهم الحسين، وأخته العقيلة الحوراء (عليهما السلام)! 
ما أروع الإعلام الحسيني النابض، بالكرامة والإصلاح، إنه الإعلام الزينبي، الذي إختاره الباريء (عز وجل)، لعقيلة الطالبين الحوراء زينب، وإبن أخيها الإمام السجاد (عليهما السلام)، لوجودهما في معركة الإيمان كله على الكفر، فإستعملت السيدة العالمة، أفضل ما في يديها من أسلحة، مكنتها من قلب المعركة لصالحها، فأنتصر الحق، وقضي الأمر! 
العراقيون يستقبلون شهر الحزن والعزاء، ملبين نداء (لبيك يا زينب)، وهم كأنصار العقيدة الحسينية الشامخة، كلما قدمت كربلاء إليهم، تراهم يجددون عهد الولاء لأبناء البتول (عليهم السلام)، في ساحات الجهاد الكفائي، مطلقين صيحتهم: (أبد والله يا زهراء ما ننسى حسنياه) لذا كلما جاء محرم الحرام، هتفت الكائنات: عزاء ... عزاء!      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/17



كتابة تعليق لموضوع : قَدمِتْ كربلاءُ فالكائناتُ عزاءُ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net