صفحة الكاتب : فلاح السعدي

يا علي
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ولادة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولادة الحق والنور والهداية للبشرية, فهي كولادة نبينا المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) فهو نفسه سوى النبوة كما أيد هذا المصطفى (صلى الله عليه وآله) بكلام ربّ العزة والجلال في قرآنه بقوله تعالى: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ )(آل عمران: من الآية61) ومن هنا ترددت كثيرا لأجل أن أضع قلمي بين الكتاب مباركا للسموات والأرض ومن فيهن هذه الولادة المباركة لكنما شجعني أن الله تعالى يقبل اليسير ويعفوا عن الكثير فبهذا أضع كلمات بسيطة على مقدار فكري ومحبتي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) راجيا من الله تعالى بحق أميري علي ونعم الأمير أن يتقبل مني ويعفوا عني ذنوبا كثيرة وكبيرة فهو العفو الغفور...
ومن هنا بدأت متحيرا في عنونة المقال وبعد تفكير ليس بالقصير قررت أن يكون العنوان هو ( علي ) فقط (علي) فهو عنوان جامع مانع ... وبدا لي بعد أن تحريت الفكر من جديد وتأملت جيدا فيما عنونت, فلمحت في بالي أن أضيف شيئا آخر للعنوان بما يناسب حال المذنب المرتجي لشفاعة سيد المتقين والأوصياء راجيا منه (سلام الله عليه) أن يشفع لوالدي ولي ولأخوتي ولعائلتي, فيكون العنوان ( يا علي ) مناديا ومفاخرا كل البشر بهذا النداء الذي لا نداء أكرم منه ولا أفضل بما فضله الله تعالى ونبيه المصطفى (صلى الله وعليه وآله) وهذا ما نراه من الإيمان بمن والى وأحب علي وبما روي عن رسول الله ( صلى الله وعليه وآله ): (  ياعلي بشر شيعتك وأنصارك بخصال عشر, أولها طيب المولد، وثانيها حسن إيمانهم بالله، وثالثها حب الله عزوجل لهم، ورابعها الفسحة في قبورهم، وخامسها النور على الصراط بين أعينهم, وسادسها نزع الفقر من بين أعينهم وعن قلوبهم، وسابعها المقت من الله عزوجل لأعدائهم، وثامنها الأمن من الجذام, يا على وتاسعا انحطاط الذنوب والسيئآت عنهم، وعاشرها هم معي في الجنة وأنا معهم) (مشكاة الأنوار ص79).
فما أكرم ما وصف به شيعة علي (عليه السلام), وليس هذا فحسب بل روي عن رسول الله (صلى الله وعليه وآله ) لعلي: ( يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك، ومن أهانك فقد أهانني ومن أهانني ادخله الله نار جنهم وبئس المصير، يا علي أنت مني وأنا منك، روحك من روحي، وطينك من طينتي، وشيعتك خلقوا من فضل )...
فالعجب كل العجب لمن يقارن علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع غيره أو يضعه دون قدره فهذا الذي يفعل هذا لا يبصر الشمس في وضح النهار, وهو الأعمى في الدنيا والآخرة, وله الخسران المبين, والعياذ بالله...
علي (عليه السلام) الذي خلقه الله من نوره الذي خلق منه نبينا المصطفى ( صلى الله وعليه وآله ) واشتق أسمه من أسمه جل وعلا فهو العلي الأعلى وهذا علي, كما أشتق لنبيه قبله فهو المحمود وهذا محمد (صلى الله وعليه وآله ) وهو الذي زق العلم زقا ونشأ بين أحضان النبوة ومنازل الوحي وعن انس، قال: (لما كان يوم المباهلة، وآخى النبي (صلى الله وعليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار. وعلي واقف يراه ويعرف مكانه، لم يواخ بينه وبين احد، فانصرف علي باكي العين، فافتقده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، 
فقال: ما فعل أبو الحسن ؟ 
فقالوا: انصرف باكي العين يا رسول الله، 
قال: يا بلال اذهب ، فاتنى به، 
فمضى بلال إلى علي (عليه السلام)، وقد دخل منزله باكي العين،
فقالت فاطمة: ما يبكيك ؟ ! لا أبكى الله عينيك، 
قال: يا فاطمة، آخى النبي (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار، وأنا واقف يراني، ويعرف مكاني ولم يواخ بيني وبين احد، 
قالت: لا يحزنك الله لعله إنما ادخرك لنفسه، 
فقال بلال: يا علي، اجب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، 
فأتى على النبي (صلى الله عليه وآله).
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك يا أبا الحسن؟
فقال: آخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله، وأنا وقف تراني وتعرف مكاني لم تواخ بيني
وبين احد ...
قال(صلى الله عليه وآله): إنما ادخرتك لنفسي، أما يسرك أن تكون أخا نبيك...؟
قال (عليه السلام): بلى يا رسول الله، أنى لي بذلك ؟ 
فاخذه(صلى الله عليه وآله) بيده، وأرقاه المنبر، فقال: اللهم، إن هذا منى وأنا منه، ألا وانه منى بمنزلة هارون من موسى، ألا، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، 
قال: فانصرف علي (عليه السلام) قرير العين، 
فاتبعه عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم).
فعلي (عليه السلام) هو صاحب الفضل والكرامات التي لا تحصى ولا تعد, سيد المسلمين وإمام
المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين فهو المنتصر للإسلام يوم الخندق وفاتح خيبر وفدك, وهو الذي جاء فيه النداء (لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار), قاتل القاسطين والناكثين والمارقين, وهو من انزل الله تعالى فيه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) (مريم:96), حين قال له المصطفى (صلى الله عليه وآله) يا علي قل: (اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة).
فترى المؤمن وعلامة إيمانه حب علي وترى المنافق وعلامة نفاقه بغض علي, فهو الفاصل بين الحق والباطل, وهو الذي حمله المصطفى (صلى الله وعليه وآله) ليسقط الصنم من أعلى الكعبة وأنزله جبرائيل كما روي عند العامة عن ابي هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم فتح مكة: أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة ؟ 
قال(عليه السلام): بلى يا رسول الله.
قال (صلى الله عليه وآله): فأحملك فتناوله، 
فقال: أنا أحملك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فقال (صلى الله عليه وآله): والله لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منى بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف يا علي فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده إلى ساقي علي فوق القرنوس، ثم اقتلعه من الأرض بيده
فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال له: ما ترى يا علي ؟ 
قال : أرى أن الله عزوجل قد شرفني بك حتى أنى لو أردت أن أمس السماء لمستها، 
فقال(صلى الله عليه وآله) له: تناول الصنم يا علي، 
فتناوله علي (عليه السلام) فرمى به، ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تحت علي، وترك رجليه فسقط على الارض فضحك فقال له: ما أضحكك يا علي ؟ 
فقال: سقطت من أعلى الكعبة، فما أصابني شئ ، 
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وكيف يصيبك شئ وإنما حملك محمد وأنزلك جبرائيل) (العمد/373) ( مناقب ابن المغازلى ص4).
وهو الذي قرت به عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما روي عن داود بن علي عن أبيه عن جده عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): ( يا علي إن جبرائيل أخبرني فيك بأمر قرت به عيني وفرح له قلبي, قال لي: يا محمد إن الله تعالى قال لي أقرئ محمدا مني السلام وأعلمه أن عليا إمام الهدى ومصباح الدجى والحجة على أهل الدنيا وأنه الصديق الأكبر والفاروق الأعظم وإني آليت بعزتي أن لا أدخل النار أحدا يواليه, وسلم له, والأوصياء من بعده, ولأحق القول مني لأملأن جهنم وأطباقها من أعدائه ولأملأن الجنة من أوليائه وشيعته).
فهنيا لكل المحبين بمن أحبوا وللموالين لمن والوا وللشيعة لعلي (عليه السلام) وآله, بهذه البركات والمنن من الباري جلت قدرته, ومن المصطفى (صلى الله وعليه وآله) وكما قال في أمير المؤمنين ( لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله وأنت, ولا يعرفك يا علي إلا الله وأنا) فمن الذي يغوص في معرفة علي (عليه السلام) لا يدرك القاع فهو البحر الذي لا قاع له.
فلك الشكر سيدي على ما منينا به من محبتك ونسأل الله أن يثبتنا على ولايتك لكي نلقى الله تعالى آمنين من الفزع والخوف والهلع كما روي عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال: ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي يا علي: لقد مثلت إلي أمتي في الطين حين رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحا قبل أن تخلق أجسادهم, وإني مررت بك وشيعتك فاستغفرت لكم, 
فقال علي: يا نبي الله زدني فيهم.
قال (صلى الله وعليه وآله): نعم يا علي تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر, وقد فرجت عنكم الشدائد وذهبت عنكم الأحزان, تستظلون تحت العرش تخاف الناس ولا تخافون وتحزن الناس ولا تحزنون وتوضع لكم مائدة والناس في المحاسبة).
إلهي وربي وسيدي نسال بعلي (عليه السلام) أسمك العظم أن تجعلنا من الآمنين ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا فإنك انت العفو المعين, أقول قولي هذا راجيا من الله القبول والشفاعة من علي (عليه السلام) فهو الناصر للضعفاء والمعين.
فسلام على علي (عليه السلام) يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث شفيعا أميرا على الصراط يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم بحب علي (عليه السلام) 
 
فلاح السعدي
F_m1333@yahoo.com
 
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/20



كتابة تعليق لموضوع : يا علي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net