صفحة الكاتب : مهند ال كزار

الحسين هو من سيصلح العملية السياسية في العراق..!
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في عصر تميز بالظلامية، والتدهور، ومكانً مملوء بالفقر والفاقة وصعوبة المعيشة، عصر تصارعت فيه الإمبراطوريات حتى سيطر الروم والفرس على العالم أجمع، وأخذت كل منهن تكتل القوى حول محورها لتكون لها الغلبة والقوة والسيطرة .
 
 
كان هناك؛ العرب الذين عزلتهم الطبيعة القوية عن بقية العالم، حتى باتوا يغزون بعضهم بعضاً، الا أن التاريخ لم يكن يقبل أن يبقي الحال كما هو عليه، وبدأ بخطواته الظافره من عند الصادق الأمين حتى بات التغيير هو سيد المواقف.
 
 
هذا التغيير أنجب شاب؛ يشهد التطور الحديث والدولة الجديدة، في بيت النبي عليه وعلى أله أفضل الصلاة والسلام، ويعاصر عرب الجاهلية في محيطها وتناقضاتها العامة، فكان الصادق الأمين أراد بذلك تدريبه، وتهيئته لتولي شؤون الدولة الجديدة من بعده .
 
 
كان علي عليه السلام لا يراع أعداءه، ولا يداهن رقباءه، وهو على جانب عظيم من العلم والمقدرة، وتاريخه كتاريخ بنيه يشهد على ذالك، فشعر التضحية ذالك الشعور الشريف، كان في علي وبنيه ومن غرائزهم، ولا سيما في الحسين عليه السلام وما في الآباء ترثه الابناء .
 
 
أن نجاح الأمة يعتمد على يد القائد لزمامها، وإصلاحها يتوقف على صلاح أمامها، ومن أعظم الخيانات هو ترشيح وتنصيب غير الأكفاء لأدارة أعمالها، وأي أمة اتخذت فاجرها إماماً، وجهالها حكاماً، فلا بديل لها من الانقراض والانتهاء، وهذا خطر محدق بكل أمة ما لم يصلحونه الناهضون المخلصون الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
 
 
كان هذا هو هدف الحسين عليه السلام، الثورة على القائد الفاسد، الذي غش الأفكار، ونصب الفجار، وبث الأموال في وجوه الأمة حتى أخرست الألسن، وأغمدت السيوف وكمت الأفواه، وصمت الأذان، حتى أوشك أن لا يحس أحد بمسؤوليته عن مظلمة أخيه، ومعارضة ظالميه، وأرجع الأمة الى سابق عهدها، من سيطرة العوائل والعصبية على مجمل شؤون الدولة.
 
 
ذاك هو الشهيد، حسين الفضيلة، إذ ظن من قتلوه أنهم قد قتلوا دعوته، ونهضته التي أريد منها بناء المجتمع الصالح، والجماعة الصالحة التي وضع لبنتها الاولى في ال 72 شخصاً، الذين رافقوه وبذلوا مهجهم، ودماءهم، دونه ودون القضية والعقيدة المحمدية، ولم يحترم فيهم ولا بجثثهم أي شعار ديني، أو أدب قومي .
 
 
الامام الحسين عليه السلام، هو أكرم الخلق، وبلاؤه يمثل عصارة ما ابتلي به الأنبياء، وما خابت أمة تمسكت به وبمنهجه الذي خرج من أجله، وما نقله الامام الصادق مصداق لذلك حيث قال ؛
 
 
" أن في كتاب علي عليه السلام_ ان أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون ثم الأمثل فالامثل، وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك ان الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن، ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، وان البلاء أسرع الى المؤمن التقي من المطر الى قرار الارض ".
 
 
ثورة عاشوراء هي النبراس الذي يجب أن نسير فيه، والطريق الذي نسلكه، وما نمر به من ظروف صعبة، وأنقسامات، وأرهاصات، هي بسبب أبتعادنا عن مضامينها والمبادئ التي نهض من أجلها سيد الشهداء، فتولية الفاسدين والجهلاء، وتعدد الولاءات، أبعدتنا عن المجتمع الصالح، والجماعة الصالحة التي أرادهما لنا الحسين عليه السلام . 
 
 
علينا أن نفهم أن نجاتنا بالتمسك بالحسين عليه السلام، بتعاملنا، بأختياراتنا المستقبلية، بسلوكنا العام، بتغليب مصلحتنا العامة على الخاصة، وهذا الأمور هي من ستغنينا عن النزاهة، والرقابة، والمفتشيات، التي أوجدتها الحكومات المتعاقبة، بسبب كثرة الفاسدين والمندسين ومن ساروا على نهج الذين حاربوا الإصلاح منذ وهلته الاولى .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/20



كتابة تعليق لموضوع : الحسين هو من سيصلح العملية السياسية في العراق..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net