صفحة الكاتب : مهدي المولى

الانتخابات المصرية موضع تندر
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 اكد  المراقبون والمشرفون على هذه الانتخابات بان الاقبال على صناديق الانتخابات كان ضئيل جدا الى درجة غير متوقعة فلليوم الثاني لم تتجاوز نسبة الذين ادلوا بأصواتهم نسبة ال 15 بالمائة  مما دفع الكثير من الناس الى التندر والسخرية بهذه الانتخابات بقولهم ان مراكز الانتخابات  خلت من الاختراقات وخلت من الناخبين
مما دفع الحكومة الى حث المواطنين على التصويت ولما وجدت هذا الحث لم يدفع المواطنين الى الذهاب الى مراكز الانتخابات والادلاء باصواتهم اتخذت بعض الاجراءات لدفعهم الى ذلك مثل
منحت  كل العالمين في الدولة اجازة يوم كامل من اجل تمكينهم من التوجه الى مراكز الانتخاب والادلاء باصواتهم الا ان المواطينين فضلوا البقاء في البيت
كما انها سمحت للناخب باي هوية يقدمها حتى لو منتهية الصلاحية ومزورة
كما ان اللجنة المشرفة على الانتخابات قررت فرض عقوبة مالية مقدارها 500  جنيه على كل من يمتنع عن الادلاء بصوته
  لماذا المواطن العربي  يعزف ويتخلف ولا يهتم في الانتخابات في الادلاء بصوته لاختيار من يمثله في حين تراه يسرع بكل قوة وبدون   تفكير الى الفوضى  الرفض وحتى الى العنف والارهاب
لماذا لا يستخدم العقل  ويفكر مسبقا في اتخاذا الاجراء السليم في بناء وطنه وسعادة نفسه لكنه يلغي عقله ووعيه وتغلب عليه الانفعالات  الغير واعية والمشاعر الجياشة والعواطف المنفعلة وبالتالي كل جهوده كل تضحاياته تذهب في صالح عدوه الذي غير من شكله فقط
خرج الشعب المصري  في مظاهرات واحتجاجات واسعة   واطاح بنظام حسني مبارك لا شك انها كانت موضع احترام وتقدير الشعوب العربية والعالمية ومع ذلك لا ننكر دور الجيش المصري المهم في حزمها
وذهبت تلك الجماهير الى صناديق الانتخابات واختارت الاخوان المسلمين  من الطبيعي ان هذا الاختيار كان بدافع الانفعال والعواطف الغير عقلانية واتضح ان هذا الاختيار لم يحقق رغبات وطموحات الجماهير المتظاهرة فخرجت نفس تلك الجماهير منددة بحكم الاخوان وتدخل الجيش وانهى حكم اخوان المسلمين رغم انها خطوة مشكوك فيها  قد تفتح ابواب كثيرة على الشعب المصري من اهم هذه الابواب باب الارهاب الوهابي الظلامي
انقسم المصريون بين رافض ومؤيد لخطوة الجيش   فالسيسي لا يختلف عن مبارك في الهدف هو حب السلطة والمال والتحكم بالناس وهذه طبيعة كل قادة الجيوش العربية حيث فرض نفسه رئيسا ومنح صلاحيات واسعة  لا ثاني له حتى البرلمان  بموجب هذه الصلاحيات التي يتمتع بها السيسي يصبح تحت سطوته وهذا يعني عودة نظام مبارك  امر حتمي حتى لوكان بصورة بشكل اخر فاغلبية المرشحين في هذه الانتخابات هم من قادة الجيش الذين كانوا في خدمة مبارك ومن اصحاب المال والاعمال  ومن انصار مبارك الذين صبغوا وجوههم واطلقوا لحاهم فهناك من  حذر من تحويل البرلمان الى  ثكنة عسكرية
السؤال لماذا عزفت هذه الملايين التي ملأت مصر صراخا وعويلا وهددت وتوعدت عن الخروج من بيوتها والتوجه   الى الشارع لترشيح نفسها الى صناديق الانتخابات لاختيار من يمثلها فهو الاسلوب الصحيح الاصح والافضل هل خمدت جذوة الانفعال العاطفي وردات الفعل الغير واعية وركنت الى الكسل والجمود يا ترى لماذا تخلت عن طريق العقل طريق النجاح
فلو ذهبت تلك الجماهير التي غيرت حكم مبارك وغيرت حكم الاخوان الى صناديق الانتخابات واختارت من يمثلها بوعي وعقل لغيرت الكثير من المفاسد والسلبيات واستطاعت ان تحقق احلامها وطموحاتها ومنعت عودة اللصوص والفاسدين  ياترى لماذا تخلت عن قطف الثمار الذي زرعته بنفسها ودعت غيرها تقطفه لصالحها هل تدري ان تصرفها هذا يصب في خدمة   اعدائها   وبالضد من مصلحتها سواء في المظاهرات الانفعالية وردات الفعل الغير عقلانية او في التخلي عن الادلاء باصواتها في صناديق الانتخابات
ولو  تمعنا نحن العراقيون  في وضعنا الحالي لاتضح لنا اننا نعيش المرحلة التي يعيشها الشعب المصري كنا نأمل ان تكون مرحلة ما بعد صدام مرحلة خير وحرية ونور وفعلا كانت كذلك الا اننا للاسف لم نكن بمستوى المرحلة فتعاملنا معها  بمستوى مرحلة صدام وذهبنا الى الانتخابات واخترنا الاشخاص على اساس قومي ديني طائفي مناطقي عشائري وبعضنا باع صوته  الذي هو شرفه كرامته ربه مقدساته بابخس ثمن ذهبنا بدون وعي بدون عقل وكانت المصيبة الكبرى والجريمة العظمى  فغرقنا في بحر الفساد  والارهاب
وخرجنا نطلب النجدة   الا من معين يعيننا  من يعيننا من ينجدنا  وبأيدينا اغرقنا انفسنا فما علينا الا ننجد وننقذ انفسنا بانفسنا وهذا يتطلب
الاستمرار في المظاهرات السلمية الواعية   بدون الانجرار الى العنف واحذروا من القوى المعادية لكم  القوى الارهابية الوهابية والصدامية تحاول ركوب الموجة ومن ثم اختراقها والسيطرة عليها والتوجه بها نحو تحقيق اهدافها وكذلك القوى الفاسدة السارقة فانها تحاول جرها الى العنف وبالتالي يسهل ضربها
التمسك والالتزام بارشادات المرجعية الدينية العليا واعتبارها قدوة لكم وقائدة في هذه المرحلة العصيبة
الدعوة الى  تطبيق الدستور واحترامه والتمسك بكل الموسسات الدستورية والقانونية  واحترامها
وتهيئة هذه الاصوات ليوم الانتخابات لصناديق  الانتخابات هذا هو الطريق السليم انا لا يهمني رأيك ومن تنتخب الذي يهمني ان تقدس صوتك كلمتك وان تكون منطلقة من قناعتك الذاتية لا خوفا  من احد ولا مجاملة لاحد كل  قناعتك ان هذا الشخص الذي منحته صوتك انه شريف امين وهدفه خدمة العراقيين جميعا
مهدي المولى


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/21



كتابة تعليق لموضوع : الانتخابات المصرية موضع تندر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net