صفحة الكاتب : مهدي المولى

لماذا تخلى المسلمون عن الحسين
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


هل لانهم خائفون هل لانهم دون مستوى الاسلام
هل معقول ان الحسين لم يجد مسلم واحد من الصحابة من التابعين يؤيده ويناصره في رفض خلافة  عدو الرسول ورسالة الرسول وابن عدوه وابن عدوه يزيد في  رفض خلافة الفئة الباغية بقيادة ال سفيان التي كثير ما حذر الرسول منها ودعا المسلمين الى اقصائها وحتى  مقاتلتها
 لهذا بدأت الفئة الباغية  تفكر في ارغام الحسين في اخذ البيعة منه الاعتراف بخلافتهم الغير شرعية باي طريقة من الطرق   و اذا استمر في رفض بيعة  يزيد والاعتراف بخلافته انها ستدبر جريمة قتله صحيح ان الفئة الباغية كانت ترغب في  اخذ البيعة من الحسين وتفضلها  على قتله  فبيعته في صالح حكمهم وتمنحه الشرعية كما تمنحهم المبرر على ذبح كل من يعارض حكمه وخلافتهم  على خلاف قتله  الذي ربما يسبب لهم بعض المتاعب والمشاكل  رغم انهم مبدعون في قتل  كل من يحاول الوقوف بطريقهم وأخفاء معالم الجريمة بل رمي الاخرين بها ولوقتل الامام الحسين في مكة او المدينة لا يسبب لهم اي مشكلة فهؤلاء قاموا بجرائم بشعة ضد المسلمين في مكة والمدينة لم تؤثر على وضعهم ابدا بل نالوا التأييد من قبل المسلمين والخضوع لهم مثلا قتلوا الرجل الثاني بالاسلام  ومن اهم الشخصيات الاسلامية التي وقفت الى جانب الرسول ودافعت عنه ونشرت رسالته  وصنعت له دولة وقاتل اعدائه بصدق واخلاص وهو المؤمن الصادق المخلص سعد بن عبادة ولم يحدث اي شي حتى من قبل الانصار كما انهم اول من تآمروا على قتل الرسول خلال عودته من مؤتة كما انهم منعوا الرسول من كتابة وصيته وعندما اصروا على الكتابة اسرعوا الى قتله كما انهم قتلوا ابا بكر وقتلوا عمر بن الخطاب وقتلوا عثمان وقتلوا طلحة وقتلوا الزبير وقتلوا مالك الاشتر وقتلوا الامام علي
 وحرقوا الكعبة وغزو المدينة المنورة وذبحوا شبابها ونهبوا اموالها واغتصبوا نسائها وجمعوا ما تبقى منهم وطلبوا منهم البيعة على اساس انهم عبيد ارقاء ومن يرفض  يذبح  ولم يحدث اي شي وهذا ما تفعله داعش الوهابية بقيادة ال سعود في المدن الاسلامية التي تغزوها وتسيطر عليها
لهذا نرى الحسين وصل الى قناعة تامة بان الفئة الباغية ستقوم بقتله وبوسيلة قذرة حقيرة وترمي جريمة قتله على عناصر مقربة منه او جهات اخرى معادية لها وتظهر بمظهر المدافعة عن الحسين وتقوم بالقاء القبض عليهم ومن ثم قتلهم بحجة ثارا للحسين كما فعلت بقتلهم  لعمر بن الخطاب وقتلهم لعثمان بن عفان  وهذه عادة كل المجرمين في كل التاريخ ابتداء بمعاوية وانتهاءا بصدام
فالامام الحسين  لم يفكر بثورة مسلحة ابدا بل  كانت حركته ودعوته اصلاحية انه رفض بيعة يزيد  والاقرار بخلافته الغريب لم يجد من يؤيده ويدعمه من المسلمين من النخبة الاسلامية  مثل عبد الله بن الزبير عبد الله بن عمر عبد الله بن العباس  ابن ابي بكر ابن سعد الكثير من الصحابة  حتى محمد بن الحنفية عبد بن جعفر فهؤلاء  جميعا موقفهم موقف مؤيد لخلافة يزيد ومقر بها موقف جبان وانتهازي لو وقفوا الى جانب الحسين ورفضوا بيعة يزيد لتمكنوا من الغائها وتمكنوا من وضع الاسلام على الطريق الصحيح كل ما فعلوه انهم نصحوه بالهرب الى هذا البلد او ذاك البلد وهذا دليل على انهم لا يرغبون  بوجود  الحسين بينهم لصدقه وخلقه وعلمه لهذا لم يبق امام الحسين الا الخروج
فقرر الامام الحسين الخروج من مكة والمدينة  الى العراق بسرعة خوفا من قيام هؤلاء  الفئة الباغية بقتله وبقتله حسب ووفق تفكير الفئة الباغية يعني اساءة بالغة للحسين والحسين لا يخاف من الموت وانما يريد الموت بعز وكرامة
 وهذا يعني لا يوجد مسلم  واحد في مكة في المدينة متفهم لموقف الامام الحسين لماذا هذا الصمت هذا الجبن هل الجميع تخلوا عن الاسلام وعادوا الى دين الجاهلية   حتى بني هاشم مثل اولاد العباس وعلى رأسهم عبد الله بن العباس الذي يوصف بحبر الامة طبعا كذبا هل معقول عبد الله بن جعفر   يقف موقف المتخاذل الجبان وكأن الامر خلاف عادي على قطعة ارض او سلعة وليس على الاسلام وقيمه الانسانية ونتيجة لهذا الموقف قررت عائلته زوجته البطلة زينب الكبرى واولاده التخلي عنه  والانضمام الى ركب الحسين واستشهدوا معه في كربلاء
 وهكذا نرى هذه المجموعة الانتهازية   لا تملك قيم ولا مبادئ اسرعت بمجرد رحيل الامام الحسين من المدينة ومكة الى مبايعة عدو الاسلام يزيد والاقرار بالجاهلية وخلافتها وقيل ان بعضهم لم ينم ليلته بحجة الذي يموت  ولا بيعة في رقبته يموت ميتة جاهلية    رغم انهم يعلمون ان  مبايعة يزيد هو اعتراف بدين الفئة الباغية والاقرار بدين الجاهلية والغاء لرسالة الرسول ورفض لهما
لا شك ان الامام الحسين امتاز بقوة ارادة لا مثيل لها في كل التاريخ رغم  واقع الاحباط الذي فيه ورغم جبن  النخبة الاسلامية بل حتى عدم تفهمها لابسط امور  الشرف والكرامة  فصمم وعزم على الموت بعز وكرامة في العراق
فهذا الوضع  الفاسد المفسد اصبح الحسين لا يطيقه  وكأنه يردد   بيت الشعر التالي
فيا  موت زر ان الحياة ذميمة   ويا نفس جدي ان دهرك هازل
فخروج الامام الحسين  يبحث عن موت بكرامة وعزة  وموت العز والكرامة   يدخل في قلوب وعقول الاخرين وينيرها  ولو بعد حين وهذا ما يريده وما يبتغيه الامام الحسين من تحديه  لدين الجاهلية ورفضه لخلافة الذل والعبودية حتى وان تزيت بزي الاسلام
يا ترى لماذا الامام الحسين اختار العراق مكان لموت العز والكرامة قلنا موت العز والكرامة هو تأثير هذا الموت في نهضة وحركة الاخرين وكان العراق من اكثر الامصار ملائمة لتحقيق هذا الهدف فالعراق هو مصدر ومنبع كل الحركات الفكرية السياسية  والدينية   والثورية فكانت القوى الظالمة المظلمة الفئة الباغية بقيادة ال سفيان لا تعير اي اهمية لاي  بلد من بلدان خلافتها ولا تعده في الحسبان لانها تنظر لابناء هذه البلدان مجرد قطيع بقر
لهذا كان الطاغية معاوية يعير العراقيين عندما يلتقي بهم بقوله ان ابن ابي طالب علمكم الجرأة على السلطان وعندما فكر الطاغية معاوية بفرض ابنه يزيد خليفة على المسلمين كان مترددا فذهب اليه المتملق والمنافق المعروف المغيرة بن شعبة وقال له لا تهتم اعلن خلافة يزيد فانا اقمع واضطهد اهل الكوفة وزياد يقمع ويضطهد اهل البصرة ونفرض عليهم البيعة اما بقية المدن المدينة مكة مصر اليمن الشام فهؤلاء قطيع من الاغنام لا رأي لها ولا موقف
فلو قتل الحسين في هذه المدن اي مدن القطيع لما حدث للحسين  هذا التاثير نتيجة قتله في العراق  فكل حركة سياسية فكرية دينية ثورية اتخذت من الحسين رمزا وقوة في تحديها وكل واحدة منها صرخت لبيك ياحسين وستستمر هذه الصرخة تتسع وتزداد حتى تعم الارض
فصرخة الحسين لا بكاء ولا لطم ولا حزن ولا ضرب الصدور ولا ضرب الرؤوس والظهور  ولا التبذير والاسراف صرخة الحسين تحدي وفخر واعتزاز وحب وتضحية ونكران ذات
مهدي المولى




 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/25



كتابة تعليق لموضوع : لماذا تخلى المسلمون عن الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net