صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

القوة تُصنَع ولا تُستورد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لكي تكون قويا عليك أن تصنع وسائل قوتك , وكل مُستورد لقوة لا يمكنه أن يكون قويا , وإنما مرتهنا بإرادة القوة التي إستورد منها بعض أسباب القوة.

والدول التي لا تصنع سلاحها لا يمكنها التحدث عن القوة , فهي مثل الأرانب التي تلبس جلد الأسد!!
ومن الواضح أن سبب الخيبات العاصفة ببعض المجتمعات ناجم من عدم قدرتها على صناعة ما تحتاجه من السلاح , فتسعى لشرائه لتقيّد مصيرها بإرادة مَصدرهِ , وفي هذا فقدان للسيادة والحرية والكرامة الوطنية والإنسانية , لأن الذي يبيعك سلاحا يمتلكك تماما , لأن مصيرك مرتبط بسلاحه.
 
وهذه الحالة فاعلة في الواقع العربي منذ أكثر من نصف قرن , أو منذ أن أسست جيوشها وإعتمدت على غيرها في التسليح , مما أدّى إلى ما آلت إليه الأحوال في جميع الأقطار العربية وبلا إستثناء.
ولا يُعرف لماذا لم تبدأ الدول العربية بسياسات التصنيع العسكري مع بدايات تأسيس قوتها العسكرية , كما تفعل المجتمعات القوية , وإن فعلت فأنها تخرّب ما صنعت ولا تتواصل وتتطور كما حصل في العراق ومصر ودول أخرى بدأت وتوقفت.
وعليه فأن الدول العربية ليست قوية أو أنها متوهمة بالقوة , وهي تستورد كل شيئ من غيرها , وتحسب أن قوتها في النفط وحسب , وما تمكنت من توظيف عائداته لتحقيق المرتكزات الحقيقية القادرة على صناعة القوة , وتناست أن جوهر القوة يكمن بالمعرفة والعلم وإعمال العقول وتأهيلها للإبداع والتواصل والتفاعل الوطني الأصيل.
وما يجري في بقاع العرب من صراعات دامية تستخدم أسلحة وذخائر مستوردة من الآخرين , وتساهم أموال النفط بتوفيرها ودفع حساباتها , أي أن العرب يسخرون الثروات النفطية لدمارهم وتنمية أسباب إضعافهم وهونهم.
فالعرب يقاتلون بأسلحة غيرهم , ومن يقاتل بأسلحة غيره يحقق مصالح السلاح  ويناهض مصالحه , فالذي يبيع السلاح لا يفعل ذلك إن لم يكن إستخدامه محققا لمصالحه , ولذلك فأن إستخدام العرب للسلاح قد حقق مصالح مَصادره وما حقق مَصلحة عربية واحدة.
ومن يتصور بأن العرب أقوياء لأن لديهم القدرة على شراء الأسلحة من غيرهم , فهو يعيش سرابا , لأن ما أنجزه العرب بالأسلحة المستوردة لديارهم هو الخراب والدمار والضياع , والتعبير عن العداوة والعدوان والإنتقام والتحول إلى أسواق مفتوحة لتجار الأسلحة وشركات الإفتراس الحضاري اللذيذ.
فالقوي مَن يصنع سلاحه والضعيف مَن يستورده , فيتوهم القوة وهو الواهن الضعيف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/26



كتابة تعليق لموضوع : القوة تُصنَع ولا تُستورد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net