صفحة الكاتب : طاهر الموسوي

انقذوا العراق قبل فوات الأوان
طاهر الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في ظل الظروف الصعبه والحرجه جدا التي يمر به العراق ولأسباب متعدده منها الحرب مع تنظيم داعش الارهابي والازمة المالية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، بالاضافة الى التنافس والخلافات التي وصلت حد الصراع بين الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية وحتى التي لم تدخل وتشارك فيها رغبة منها بالعودة بالعراق الى ما قبل التاسع من نيسان 2003 الأمر الذي جعلها تتحالف مع داعش في احتلاله الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وتكون جزء مهم للوصول الى غاياتها المشؤومه وبدعم مفضوح من قبل دول كانت ولا تزال تضمر العداء والشر للشعب العراقي تقف في مقدمتها السعودية وقطر وتركيا وحتى الأردن والإمارات العربية المتحدة فضلا عن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل ومشروعهم في تغيير موازين القوى السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحتى دول الخليج واليمن وسوريا مرورا بلبنان،من هنا أصبح العراق الدولة التي تدخل ضمن صراع المحاور شاء العراق أم لم يشاء ،لذا نشاهد الدولة التي من المفترض ان تكون الحليف الأول للعراق والذي عقد معها اتفاقيات استراتيجية وأبرم عقود بمليارات الدولارات للتسليح نجد أنها تتباطئ في تنفيذ وعودها اتجاه العراق الذي يخوض منذ أكثر من عام حرب ضروس مع الإرهاب الذي هدد في وقت من الأوقات العاصمة بغداد والمدن المقدسة، اما الحرب الاقتصادية التي تعتبر هي الأخرى حربا على البلد وهو بأمس الحاجة لجميع ما تحتاجه المعركة من أموال للتسليح وأدامة زخم المعركة بالاضافة الى تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتنشيط السوق المحلية الذي أصبح اليوم في ادنى مستوى في حركة الأموال برغم من ارتفاع مبيعات البنك المركزي للعملات الصعبة التي تفوق الدخل القومي،ما يهدد بشكل كبير احتياط البلد من العملات الصعبة وهبوط بسعر صرف الدينار العراقي، اما في الجانب السياسي والذي يشهد حراكا شعبيا ومطالبات جماهيرية بتحسين الوضع الخدمي ومحاربة الفساد المالي والإداري واصلاح الجهاز القضائي وغيرها من المطالب المشروعة والتي كان لتأييد المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف أهمية كبيرة في دعم الخطوات الإصلاحية التي أعلن عنها رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وحزم الإصلاحات التي لم يلمس لها المواطن أي أثر في الواقع إلا الشيء البسيط !!.
وللأسف الشديد أن المتابع للوضع العراقي قد لا يكون متفائل بالخروج من جميع هذه الأزمات العسكرية والسياسية والاقتصادية في ظل ضعف الهرم التنفيذي حتى الان برغم من تفويض المرجعية الدينية التي طالبت بالضرب بيد من حديد والدعم الجماهيري وحتى الكتلة السياسية التي أعلنت دعمها لإجراءات العبادي التصحيحية التي لم تحقق ما كان يطمح اليه العراقيون، بل نشاهد أن بعض الإصلاحات استهدفت الطبقة الوسطى في المجتمع من الموظفين الحكوميين من خلال سلم الرواتب الغير مدروس حسب رأي المختصين!!.
لذا أصبح لزاما على رئيس الحكومة تغيير استراتيجية إدارة الأزمة بجميع تفرعاتها وتنفيذ ما وعد به الشعب من اصلاحات ،في ذات الوقت الذي يواجه تحديات مواجهت التنظيمات الارهابية ومن تحالف معها من البعثيين وازلام النظام المقبور، وان لا يعتمد على الحليف الأمريكي الذي فشل في تنفيذ ما وعد به العراق خلال هذه الأزمة والبحث عن حلفاء جدد أكثر جدية ممكن ان يكون عون للعراق في ازمته الحالية وحربة ضد الارهاب في جانب التسليح والجهد الاستخباراتي وحتى الاقتصادي والمالي خصوصا وأن الكثير من الدول اعلنت استعدادها لتقديم الدعم بلا حدود ،بل كانت سباقة في دعم ومساندة العراق منذ اليوم الأول في حربة ضد داعش حيث أن إيران الإسلامية وروسيا كانتا سباقتين في تزويد العراق بالسلاح والعتاد وحتى الطائرات الحربية والمروحيات بالاضافة الى الخبراء والمستشارين العسكريين ،وهي مستمره بهذا الدعم الغير مشروط ،وفي حال عدم اتخاذ هذه الخطوه وبسرعة والطلب بشكل رسمي من الحليف الإيراني والروسي الدخول بشكل مباشر في حرب العراق على الارهاب ومساندة البلد اقتصاديات عبر الاستثمار وفتح الاعتمادات المصرفية لاستيراد ما يحتاجة البلد من تجهيزات عسكرية ومواد غذائية سوف يفوت الأوان ويدخل العراق في حسابات أخرى قد تؤدي الى انفراط عقد التحالف الوطني وخلط الأوراق وفشل الحكومة في إدارة البلد فضلا عن تفكيك البلد وسقوطة بيد الإرهاب والفساد لا سامح الله ولن ينفع حينها الندم على ما سوف تؤل اليه الأمور.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طاهر الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/30



كتابة تعليق لموضوع : انقذوا العراق قبل فوات الأوان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ا ، في 2015/10/31 .

ٱلأستاذ طاهر الموسوي
السلام عليكم .
ٱشاركك مخاوفك من المستقبل المجهول للعراق .في ضل مايواجهه من تحديات كبيرة وخطيرة .تهدد كيانه جميعا .؟ فالعراق ضحية شعبه .ٱولا .وفساد الطبقة السياسية .ثانية .وتكالب العدو والصديق عليه .كل متذرع بذريعة يخفي بها تورطه في سفك دم العراقيين .فقد كنا نعيش كشعب عراقي واحد في السابق وقد مر العراق في ظروف حرجة كثيرة لكن بناء الشعب كان متماسق وصامد ٱمام رياح التٱمر .ولم يجرء ٱحد على ٱستغلال الورقة الطائفية في مؤامرته .التي لم تنل من عضد الشعب .حتى حدث التغيير بعد2003م فٱنقسم الشعب وتحت تٱثير ممارسات وخطط الامريكين .الى طوائف ومذاهب وقوميات .بعد قطع الرابط الوطني بينها وحلول الطائفية المقيتة كبديل لها .لأٱن ٱلأعداء وضعوا خططهم لتقسيم العراق وتغيير حدوده الحالية فكان لابد من اللعب بالوتر الطائفي ليرقص الجميع على ٱنغامه .رئيسة وزراء بريطانية تاتشر لها تصريح .تقول فيه .ٱي ٱن العراق الحالي لم يكن موجود ؟ سابقا وهذا الكلام حدث قبل الغزو .ٱي ٱن الغرب وٱمريكا ٱتفقوا تلى مخطط تقسيم العراق منذ وقت طويل .هنا لابد من ٱلأشارة .الى الشعب ..فبحماقة البعض وسذاجة تفكيرهم ولعوامل كثيرة ٱخرى وقعوا في فخ المخابرات والدوائر المشبوهه التي وجدت لها سبيل في تٱجيج الفتنه الطائفية في العراق والتي الى اليوم ندفع ثمنها .فلبلنة العراق وٱنستنساج التجربة اللبنانية كان محور تفكير الاعداء الذي لم يجدوا صعوبة في تحريك قوى عراقية لأٱيقاد تلك النار ،. من هنا وضعت القوالب الكونكريتية للتقسيم في العراق .لكن كما ٱحتفل العراقيون بٱزالة تلك القوالب من شوارعهم .سنحتفل بٱزالة قوالب التقسيم المصطنعة من العراق كافة وبدماء تضحيات ٱبناءه البررة ولتسقط المؤامرة .فهذا بلد علي والحسين وموسى بن جعفر ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجه القائم .صلوات الله عليهم ٱجمعين .لن يزول ،،




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net