صفحة الكاتب : امل الياسري

المسؤولية الاجتماعية بين الشفافية والفساد !
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيراً ما تعاني المحافظات المنتجة للنفط، من عدم تعاون الشركات الإستخراجية العاملة، في العراق سواء الأجنبية أو المحلية، وقد أكده المسؤولون في الحكومات المحلية، أو المجتمع المدني، الذي يفترض رؤية نسبة من التقدم أو التطور، على المحافظات المعنية، بشكل يحافظ على البيئة المحيطة بها، وإضافة مقدار من الرخاء، والإستقرار الاقتصادي، لسكنة المناطق المنتجة.
تعريف المسؤولية الاجتماعية، حسب وجهة نظر البنك الدولي، هو إلتزام أصحاب النشاطات الاقتصادية، بالمساهمة في التنمية المستدامة، من خلال العمل مع الحكومة المحلية، لتحسين مستوى المعيشة، لسكان المواقع النفطية، والحقول الإستكشافية، بأسلوب يخدم المجتمع والبيئة على السواء، فإن ذلك يعني صرف هذه المبالغ على مستحقيها، وضمان التعويض المناسب عن الأضرار، التي تلحق بالأشخاص أو البيئة.    
إن عقود التراخيص العراقية، ألزمت الشركات النفطية، بمجموعة من المشاريع الاجتماعية، ليس من باب العمل التطوعي، بل هو من صميم نشاط هذه الشركات، وفق المادة (41) التي وردت بإسم الصحة والسلامة البيئية، وفيها حزمة من أعمال المسؤولية الاجتماعية، لذا وجب التعامل مع هذا البند، بما يضمن تقليل التأثيرات البيئية، وحماية السكان من الأمراض السرطانية، والجلدية، والتنفسية.
المبالغ التي يفترض صرفها، من قبل الشركات العاملة، والبالغة خمسة ملايين دولار سنوياً، كما ورد في كتاب لجنة الطاقة، المرقم (3655)، في 27/2/2014 تلبيةً لطلب وزارة النفط بكتابها المرقم، ع_ت (2801)، في 18/11/2013 ،تم تخصيص مبلغ لتقديم الخدمات الاجتماعية للمحافظات النفطية، هنا يأتي السؤال بعلامة إستفهام كبيرة، أين وكيف يتم صرف هذه المبالغ؟
إن المبالغ غير المستردة، التي يتم تخصيصها من قبل الشركات الإستخراجية، لأغراض المساهمة الاجتماعية، والنهوض بالواقع الخدمي والإجتماعي للمحافظات النفطية، سيسهم  في رفع المستوى المعيشي والبيئي، لمحافظاتنا الجنوبية، التي عانت من الإهمال طيلة عقود مضت، وعليه فدائرة العقود والتراخيص البترولية، بالتعاون مع لجنة شؤون الطاقة، هي المسؤولة عن هذه الأموال، ومعرفة مصيرها، وعلى أي الأبواب صرفت؟
إن مجتمعات المحافظات المنتجة للنفط، تتحمل أضراراً كبيرة، بسبب عمل الشركات الإستخراجية فيها، فيجب مقابلتها بمنافع إجتماعية، مفترض تحقيقها لسكان هذه المحافظات، وتكمن أهميتها بتحمل جزء من التكاليف، بنتائجها المباشرة وغير المباشرة، على حياة المجتمع المدني، بما يحقق  مستوى متقدم، يخدم الاقتصاد والتنمية في آن واحد، وبهذا فمجموعة المشاريع الاجتماعية للشركات، تعد تكملة للوائح الحكومية، وليست بديلاً عنها.
الإلتزام الصارم بأخلاقيات العمل العامة، وتطبيق قوانين مكافحة الفساد، والهدر في المال العام، وضمان إنصياع الشركات الإستخراجية، هو أهم ما يجب متابعته، لتعزيز مبدأ الشفافية بينها، وبين المجتمع المتضرر الأول، من عمليات إنتاج النفط في بلدنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/01



كتابة تعليق لموضوع : المسؤولية الاجتماعية بين الشفافية والفساد !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net