صفحة الكاتب : فلاح السعدي

زينب صاحبة المواقف الكبرى
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(كلمة قصيرة)
التأريخ خلد الكثير ودون كل من صار في قلم المؤرخين, إلا أن القارئ يتلمس أن هناك من بين ما سطر جواهر تنبعث منها أشعة الحياة لتكون حبلا من الأمل يتلمسه الكثير ليصنع مثل ما صنع الآخرون وليتخذهم قدوة على مدار الحياة, ومن بين الجواهر الثمينة التي تشع من بين أسطر ما دون في التاريخ هي السيد الجليلة والأمينة ابنة الكرام الأطهار وسلالة النبوة المباركة الكبرى زينب بنت علي بن أبي طالب وبنت السيدة الطاهرة فاطمة بنت محمد (صلوات الله عليهم أجمعين), فهي الصابرة والوفية والنقية والتقية العالمة غير المعلمة والفهمة غير المفهمة كما وصفها الإمام السجاد (عليه السلام), زينت أخت الحسن والحسين (عليهما السلام) وسيدا شباب اهل الجنة, وأخت الأسد الضرغام ساقي عطاشى كربلاء أبي الفضل العباس (عليه السلام), الصابرة في ذات الله والمثابرة في عبادة الحق تعالى, والناصرة للإسلام والرسالة المحمدية الغراء, صاحبة العطاء والسخاء, والمتميزة بالوفاء, التي لم تأبه ان تقول كلمة الحق صادعة بها أمام طاغوت عصرها, لتردي به إلى لعنات التاريخ... الناطقة والناشرة للحق فهي تمثل الصوت الاعلامي الطاهر والرائد الذي نقل وقائع الجريمة الكبرى والمصيبة العظمى التي اقترفها بني أمية و ذيول الانجاس
زينب سلام الله عليها التي حملت علم الرسالة ومنار العطاء والتي لم يرّ لها ظلا مسجدها بيتها وعبادتها الاخلاص للباري المتعال... أبنة الطاهرين وعمة الأئمة الكرام ...
ما برحت أن تخرج مع الحسين بن علي عليهما السلام إلى كربلاء وذلك لما روي عنه سلام الله عليه انه قال (شاءالله ان يراني قتيلا ويراهن سبايا...) (ولا أئمن عليهن احدا...) فكيف يأمن عليهم في بقائهم مع وجود المجرمين من بني أمية فكان لا بد أن يأخذهم سلام الله عليه معه...ولأجل أمر إلهي أيضا فكل ما يصدر من الحكيم حكيم...
ولا ينسى اللبيب موقفها لما ادخلوا على يزيد - لعنه الله - اقبل قاتل الحسين بن علي يقول:
أوقر ركابي فضة أو ذهبا*** فقد قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا*** وخيرهم إذ ينسبون نسبا
ووضع الرأس الشريف بين يدي يزيد - لعنه الله - في طست فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب وهو يقول:
نفلق هاما من رجال أعزة***علينا وهم كانوا أعق واظلما
وقد قيل ن ابن زياد - لعنه الله - فعل ذلك.
وقيل: إنه تمثل أيضا والرأس بين يديه بقول عبدالله بن الزبعري:
ليت اشياخي ببدر شهدوا***جزع الخزرج من وقع الاسل
قد قتلنا القرم من أشياخهم*** وعدلناه ببدر فاعتدل
ثم دعا يزيد - لعنه الله - بعلي بن الحسين " عليه السلام " فقال.
ما اسمك؟ فقال علي بن الحسين،
قال: اولم يقتل الله علي بن الحسين قال: قد كان لي أخ اكبر مني يسمى عليا فقتلتموه.
قال: بل الله قتله
قال علي: الله يتوفى الانفس حين موتها)
قال له يزيد: (وما اصابكم من مصيبة فبماكسبت ايدكم)
فقال علي: (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم إلا في كتاب من قبل ان نبرأها إن ذلك على الله يسير.(لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور).
وفي محل آخر عندما ادخل اسارى آل الرسول إلى مجلس ابن زياد، وهو العتل الزنيم ابن المرأة الفاجرة وأبوه زياد الذي لم يعرف له أب فقيل زياد بن مرجانة أو زياد بن أبيه .
هنالك دخلت زينب متنكرة حيث لبست أرثى ثيابها ، فلما توجه اليها ابن زياد قائلا من هذه المتنكرة ، قيل له انها زينب بنت علي .
فأراد ابن زياد ان يتشفى منها فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب احدوثتكم .
فقالت : انما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر وهو غيرنا .
فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك واهل بيتك .
فقالت ما رأيت الا جميلا ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امك يا ابن مرجانة .
فغضب ( ابن زياد ) وكأنه هم بها ،
فقال له عمرو بن حريث : انها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال لها ابن زياد : لقد شفي الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك .
فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت اصلي ، فان كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت .
فقال ابن زياد : هذه سجاعة ، لعمري لقد كان أبوك سجاعا شاعرا .
فقالت : يا ابن زياد ما للمرأة والسجاعة ،
وأضافت : وان لي عن السجاعة لشغلا ، واني لأعجب ممن يشتفي بقتل أئمته ، ويعلم أنهم منتقمون منه في آخرته . إنها رباطة جأش ، و صبر وعلم وحكمة ..
فهي سلام الله عليها وارثة علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء (صلوات الله عليهم).
فسلام عليك يا سيدتي يوم ولدت ويوم رحلت الله دار البقاء ويوم تبعثين مع آل محمد الأطهار
F_m1333@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/21



كتابة تعليق لموضوع : زينب صاحبة المواقف الكبرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net