صفحة الكاتب : حسن حاتم المذكور

الجود من الماجود
حسن حاتم المذكور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
البعض يعتبون او ينتقدون الدكتور العبادي حول كذا او كذا متناسون انه مكلف ضمن قيود صفقة من داخل العملية السياسية, ماذا نبحث فيه او نطلب منه وهو القادم من ذات مؤسسة الأسلام السياسي, هو ليس الأفضل كما انه ليس الأسوأ, ما يتعلق بموضوع الفساد, فهم شركاء ومن الصفوف الأبتدائية في مدرسة التدعيش العقائدي, قد يحاول بعضهم خداع الرأي العام, على انه هناك حالة وطنية من داخل مستنقع التبعية او من يغرد من خارج السرب, هكذا يبدو, لكن عند صهره فلن نحصل على اكثر من سبيكة رذائل.
ما يثير الأستغراب ان البعض يحاول تلميع سمعة احدهم بخرقة سمعة الآخر معتقداً انه قدم خدمة لقضية ما متجاهلاً ان عيون التجربة العراقية تقرأ الممحي والذي لم يكتب بعد, الدكتور العبادي ليس اكثر من محراث امريكي لتحريك حطب المحرقة الوطنية, سيواصل وظيفته حتى يصبح العراق رماداً.
كتبنا مراراً على ان الوعي ثمار الخصائص الأيجابية للشخصية ولا يمكن استعارته او افتعاله ثم ثرثرته, لا وعي من خارج بيئة القيم الوطنية والفضائل المعرفية, لهذا لا يمكن ان نتشمم عطر الوعي ونحن على جرف المستنقع, من يحاول لا يحصد غير التلوث. 
العبادي كما هم رموز هجين العملية السياسية, خرجوا من رحم عهر الصفقات الدولية الأقليمية, لا خيط انتماء يربطهم في الوطن, من يفتعل ولاء لهذا على حساب تبعية ذاك, فالأمر ليس اكثر من قهقهة من تحت الذيل لا يستسيغها الا من يتوهم الحفرة صومعة نسر, الوطنية منظومة احاسيس ومشاعر وصدق ايمان بقضية عليا الذ واقدس ما فيها الثمن الذي يُدفع من اجلها, فما عسانا ان نجد في مستنقع التبعية, وحتى الخيارات بين السيء والأسوأ تخطأ كثيراً, نداء الوطن يدعونا الى مهمة التجفيف. 
السيد العبادي ومعه اتحاد القوى للمادة (4) ارهاب وحيتان الجهالة للبيوتات الضاحكة على ذقني المذهب والطائفة, يشكلون اعمدة مأزق الهزائم والأنكسارات, يلعبون ادوارهم غير الوطنية بجدارة المشروع الأمريكي وخبرة الأختراقات الأقليمية, هم الضريبة المكلفة التي سيواصل العراق دفعها ارواح ودماء ومعاناة وثروات وسيادة وطنية, عوائلهم ومسروقاتهم امنة خارج حرائق المجزرة, الغريب في الأمر تلك اللاابالية المقرفة التي يتعاملون فيها مع الضحايا.
في برنامج تلفزيوني على قناة الفيحاء نشره موقع الأخبار, شاهدنا فضائح فساد بالأدلة والوقائع والشهود, كانت مرعبة يستنتج منها المستمع, هناك دولة مافيات علنية تحت تصرفها السلطة والمال والأعلام والدستور والديمقراطية, العراق المسروق ساحة نشاطها وسوقها الحرة, مشتركاتها تجزئة الوطن ثم التوافق على اجزائه, تجمعهم عملية سياسية تدير شؤونها ارادات دولية اقليمية ومسلحة بمليشيات الوجه الآخر لعملة التدعيش. 
المافيات الأسلاموية من زاخو حد الفاو, هي امتداد تاريخي لثقافة الأمتين العربية والأسلامية, من يحاول الأقتراب منها او مسها سيصطدم بالتاريخ والدين والطوائف والمذاهب وانظمة فصلت الله على مقاس مصالحها ومن يعترض على مظالمها وانحرافها سيجلد بهراوة المشروع الأمريكي الصهيوني, حالة تدعيش تعيد بالأمتين الى تاريخ همجيتها في الغزو والفتح والسبي والأغتصاب تحت راية (امريكا الأكبر), من يخون نفسه وضميره وشعبه ووطنه ماذا سنقول عن دينه ان لم يكن هويته . 
الأمتين العربية الأسلامية تقاتلا انجازات القرن الواحد والعشرين من تحت ابطه, تخسر نفسها وتنكسر في عقر دارها, تفجر مفخخات دينها لتنقرض مع جفاف آخر قطرة نفط على ارضها, لماذا لا ولأمريكا المتصهينة سلطة عابثة على الأرض والبيوت واسرة الأعراض وبكارة ملوك وامراء ورؤساء عصر الأنقراض, من يعتقد غير ذلك, سأقبل جبينه كآخر المؤمنين بعودة الغائبون ليملأوا الأرض وبحدة السيف غزواً وفتحاً وسبياً وعدلاً داعشياً, ربما سيحدث هذا في غيبوبة انقطاع النفس الأخير . 
ايها السادة الكتاب, دعوا العبادي يواصل رسالته ويكمل مشواره وانتظروا اخراً قد تكون مسكنات اكاذيبه مريحة اكثر و "الجود من الماجود". 
04/ 11 / 2015 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حاتم المذكور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/04



كتابة تعليق لموضوع : الجود من الماجود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net