صفحة الكاتب : فلاح المشعل

الفساد العراقي ..كيف ، ولماذا ..؟
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تترى الأرقام والبيانات والشهادات عن حجم السرقات التي تحصل في العراق مايثير الصدمة ويبعث على اليأس ، ماجعل منظمات الشفافية العالمية تصنفه في المراتب الأولى ضمن دول الفساد والفشل .
العراق لعله الأول في حجم الضياع والنهب المالي حين يصل الكلام عن مئات الملايين والمليارات من الدولارات ، وانتشار ثقافة السرقة والغش والتزوير في تعاملات وتعاقدات وإجراءات العمل والتوظيف بكافة مفاصل الدولة ووزاراتها ومؤسساتها بلا استثناء .
ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ العراق السياسي والإجتماعي والأخلاقي ، كما تعد من غرائب علم الإجتماع السياسي في العالم ...!
ظاهرة الفساد وانتشار السرقة وتنامي عصابات النهب وفنون الإحتيال ، تستحق الدراسة واستجلاء مكامن الأسباب نفسيا واخلاقيا ، ناهيك عن الظواهر السياسية والقانونية التي اعطت نتائجها السلبية بامتياز نوعي تجلى بهذه الإنهيارات التي صارت تمارس استلابا ً سلوكيا ً واخلاقيا ً يتكثف بصورة مرض اجتماعي خطير وخبيث .
نقدم هنا قراءة انطباعية أولية تعطي مفاتيح لقراءة هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة للمجتمع والدولة .
وإذ نبدء التشخيص في الخلل البنيوي للعملية السياسية بعد 2003، وأطرافها المتناحرة والمتنافسة على السلطة والنفوذ والمال ، بينما هي تصل لمراتب السلطة في قرار مفاجئ وعرضي ، قدمه بنحو " قصدي " إحتلال امريكي للعراق، دون مقدمات أو تأهيل أو صلاحية استحقاق مهني وتاريخي لهذه السلطة ، هذه الظاهرة الشاذة والغريبة انتجت نظام المحاصصة السياسية وفق التصنيفات العرقية والطائفية والأثينية ، وليس مبدأ التخصص و النزاهة والكفاءة والتدرج الوظيفي .
المثابة اعلاه فتحت الطريق لعدد ليس بالقليل من اللصوص والمحتالين والمزويرين الى مواقع السلطة ،بعضهم تسنم موقع وزير وسفير ومدير عام وهو بلا شهادة دراسية، أو وثيقة مزورة وكثيرون بدرجة مستشار لرئيس الحكومة وهو بلا تحصيل ابتدائي أو ثقافي ..! 
بل اصبح تصريح وزير التعليم العالي عن وجود (14) اربعة عشر الف شهادة مزورة في دوائر الدولة ، خبر لايحمل صدمة اوحتى مراجعة من قبل الحكومة ...!
التداخل الإسلاموي- السياسي في السلطة والغطاء الذي اعطته بعض الشخصيات والمرجعيات الدينية لهذا التشكيل السياسي الإسلامي او ذاك ، جعل الفساد محميا ً ليس من رأس السلطة السياسية والحكومية وحسب ، بل من العرف الطائفي الذي دفع للوراء مشروع الإخلاص الوطني والسمعة الشخصية والتقاليد الإجتماعية والأخلاقية، وأعطى سماحات تحت ظل حماية المذهب أو الطائفة ... ! وفي هذا متنفس رحب للصوص الدين ونفاق الطوائف وسلبياتها المبتذلة .
لاننسى ان يعض الأطراف السياسية المتسلطة يعلل السرقة ، وفق مبرر فقهي واهم يذهب الى خرق الدستور القرآني حين يضع السرقة خارج قانون التحريم ، تحت غطاء ان المال المسروق ليس له مالك شرعي معروف ...! والمقصود هنا المال العام ...؟ لهذا تبيح سرقته ....!
المحور الآخر المهم بهذه الظاهرة لايعود الى انهيار دولة القانون ، ومنافسة سلطة الميليشيات والعصابات لها ، بل تراجع القضاء ووضعه في تابعية سياسية صريحة تتيح للمجرم السارق الكبير بالهروب وضياع حقوق الشعب ، ذلك لأنه محمي سياسيا ً وبالتالي محمي قضائيا ً ...! 
لهذا لانجد غرابة ان يندرج المواطن البسيط او الإنسان الصغير في مدرج السرقة والحرام والتزوير حين يجد ثقافة الكبار بعناوينهم السياسية والدينية تسمح بهذا ، وهنا تكتمل الظاهرة اجتماعيا ً واخلاقيا ً ونفسيا ً .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/06



كتابة تعليق لموضوع : الفساد العراقي ..كيف ، ولماذا ..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/06 .

ٱلأستاذ فلاح المشعل .
السلام عليكم .
في عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني .ونتيجة لقيام اليهود العراقيون بعمليات الربا .حدثت فوضى نتج عنها غضب العراقيون من تلك الافعال وتم نهب ممتلكات اليهود .وسميت تلك الحادثة .بالفرهود .لاٱعرف بالضبط سبب التسمية ؟
وبعد سقوط النظام السابق حدثت عمليات فرهود،. لممتلكات الدولة وٱزلام النظام .،
وبعد تشكيل مجلس الحكم وما تلاه من تشكيل حكومات وفق الاستحقاق الانتخابي .تطورت عملية الفرهود .الى عمل لصوصي محترف وبالقليل من الجهات ودون ضجة حتى ٱنفضحت عمليات السرقة بسبب تحول السراق من ٱسماك صغيرة الى حيتان كبيرة ؟
فالفساد ٱو الفرهود.،له جذور قديمة ومراحل كثيرة .مره بهاو نتيجة لظروف خاصة .مرت بها البلاد .
فحادثة الفرهود في زمن الكيلاني جاءت نتيجة ٱنتشار الربى الذي نشره اليهود .ولردة فعل الناس لها مايبررها .ٱما في بعد سقوط النظام المباد فٱن بصمات الجريمة تدل على المحتل وٱزلام النظام الموجودين في متاريسهم بالمدن والمدن كانت خالية من السكان ؟
ٱما السرقات الكبرى التي تحدث اليوم وبوجود حكومات منتخبة .فما هو سر الفساد ياترى .لعل القلم يقف متحير والعقل مٱسور لايهتدي الى سبيل يمكن ٱن يعزو اليه تلك المفاسد وخاصة ..ٱذا كان الحاكمون ٱحزاب وشخصيات ٱسلامية .كيف سمحت لنفسها وغيرها بٱن يمد يده ويسرق ثروة ٱلأجيال حتى فاقت بدرجات الحكومات السابقة وربما اللاحقه ،. فلليوم ضيع علينا العالم الحر مغارة ٱفتح ياسمسم ٱو خزينة الحوت كما يشاع عنها التي كان يديرها فقط صدام وثلاث من ٱعوانه وذهبت مليارات هباء دون وجه حق ٱو قدره حكومة لأٱستردادها ٱو حتى معرفتها في ٱي دوله ومصرف .واليوم حدث ولاحرج حتى الفدرالي الامريكي ٱوقف ضخ السيولة من الاموال العراقية في المصارف الامريكية بدعوى خرجها الى ٱماكن مجهولة .. ويبدو ٱن العراق يتعرض الى فرهود عالمي لمحو كل ٱثر له من خلال ٱفقاره وسرقة ثروة ٱجياله في عملية تدمير بلاد منهجي بطريقة لاتثير لفت ٱنظار ٱحد ومن خلال عملية نشر فيروس الفساد للقضاء على بقايا دولة من خلال الفرهود؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net