صفحة الكاتب : واثق الجابري

غطاء سياسي وراء كل فاسد
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صرفت مئات ملايين الدولارات، على مشاريع لم تنجز رغم تجاوزها سنوات من المواعيد المفترضة؟! ولم تعط إنطباع يتناسب مع واقع الأموال المصروفة؛ من الطاقة والخدمات البلدية والوزرات؟! 
شركات وهمية وصيارفة مستجدّين وخديجي سياسة؛ إستنزفوا خزينة الدولة وقوت الشعب وقدموا نموذج للفساد الكبير؟!
وضع الجلبي نصب عينه ذلك الخطر الذي يُداهم العراق، وأهمها ملفات تهريب العملة، وقام بالتعاون مع أعضاء اللجنة المالية التي يترأسها؛ بجمع مئات الوثائق وقدمها الى رئاسة الحكومة والبرلمان؛ وبتعاون وزارة المالية بهذا الصدد، وظهر من الملفات بنوك تهرب أموال بسجلات الأموات لتضليل القضاء إذا تحرك من سباته؛ ولكن الغريب  أن البنك المركزي والنزاهة؛ في هذه الأيام بدأت تحقيقاتهم، ولو أن الجلبي وغيره تحدثوا سابقاً؛ لقيل إستهداف سياسي؟!
 حذر الجلبي في مقابلات تلفزيونية كثير، ومدخلاته البرلمانية؛ من عواقب إستمرار الفساد وحرية الفاسدين، وشدد على أن تسير الإصلاحات بسرعة وجدية، وخلال أسابيع بقرارات جريئة، يتم تغير مواقع أشخاص، ويُعالج الفساد، وتتخذ إجراءات بحق من هدر المال العام.
كان واضحاً في تشخيص وتحميل الحكومة السابقة مسؤولية إنهيار البنية المالية، والبنك المركزي، ووصفها بعصابات تتحكم بسعر السوق من 2006م الى 2014م؛ حيث دخل العراق 551 مليار دولار، وكان إستيراده 115 مليار؛ بينما البنك المركزي باع للبنوك الأهلية 312 مليار دولار؟! وهذا الملبغ يكفي لبناء إحتاطي نقدي؟!
إن الأموال الطائلة التي نهبت؛ لا يمكن  أن تكون لمجرد مطامع أشخاص منفردين، وحجم ما هرب من أموال أكبر مما أنفقت الدولة في عقودها ومشترياتها، وهذا دليل على وجود دولة مافيات في داخل البلاد، ومن الواضح أن السلطة مجرد قشور لفساد عشعش بين طيات مسؤوليها، ولا يمكن أن تكون حرية للفاسدين؛ لولا وجود غطاء سياسي، وعِلم كبار الساسة أن لم يكونوا شركاء بشكل مباشر، فأسسوا  لمفايا أكبر من إمكانية الدولة؟!
يقيناً أن من يسرق الأموات؛ فأن من المؤكد لا يُبالي بإيذاء الأحياء، ويقلتهم بطرق لا تخطر ببال أحد؟!
ليس بعيد عن التوقعات أن تكون تلك الأموال؛ هي أحد الداعمين للإرهاب، و ما راود الراحل الدكتور أحمد الجلبي ووضع أمامه علامات الإستفهام؛ كيف وصل العراق الى خزينة خاوية، ومن عطل مشاريع الخدمات وأساء للإقتصاد؟! ووجد الإجابة شافية بهذه الملفات؛ ولكن الجلبي رحل الى رحمة ربه وبرء ذمته من كل إتهام يمكن أن يحصل لسياسي شريك في السلطة، والمهم هنا؛ أن يأخذ الباقون عبرة من لعنة الأموات، وحرمة حق الشعب حياً كان أو ميتاً، ومثلما إنتقمت أرواح الأموات في قبورها؛ هنالك من الأموات نوعين؛ أحدهما ما يزال مخدوع ببعض الأشخاص، والآخر يرى السلب وصل الى الأكفان، ولا يحرك ساكناً؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/12



كتابة تعليق لموضوع : غطاء سياسي وراء كل فاسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/13 .

السيد واثق الجابري
السلام عليكم .
عندما يكون الفشل صناعة .لايخرج منها سوى بضاعة تخالف المعايير القانونية .تطرح في ٱسواق الجهل يتداول شراءها الفاشلون من هم على شاكلتها .تنتشر لتشكل تهديد جدي لكل نواحي الحياة .في العراق .نقطة مهمة ٱغفلت ولم تجد لها مساحة كافية من التعرض لها قبل ٱن نحمل البعض مسؤولية الفشل .هو طبيعة الصراع مع بقايا نظام دكتاتوري ٱسس دولة عميقة تركت بعض خلاياه النائمة في بعض مفاصل الدولة حره طليقة دون مراقبة ٱو مس ٱو تضيق الخناق عليها .فالتطهير وٱجتثاث البعث لم يشمل سوى رؤوس معينة فيما بقيت رؤوس كثيرة بمعزل عن ٱي ٱجراء مناسب وجدت الفرصة مناسبة لها لتخوض معركة التخريب والتدمير المنهجي لمفاصل الدولة ومن خلال مواقعها والتي شغلتها .ولو ٱستعرضنا قائمة مسؤولي حزب البعث في مناصبهم الجديدة .لقلنا .بٱن البعث هو الذي يحكم ؟ وهولاء ولأٱجل تغطية ٱعمال التخريب الممنهج التي يقومون بها حاولو ا تٱجيج المشاعر ضد غيرهم ويجدوا كبش فداء لهم .يلقون بالاائمه عليه .مستغلين ظهور ٱجواء معينة في الساحة العراقية ليتٱلقموا معها .ففي كل مفصل تجد خلية بعثية ناشطة بعمل معين .تنفذ ٱجندتها بغطاء كثيف من ماٱفرزته المرحلة من مشاكل حيث لايشك المستمع بطبيعة الطرح والفكرة .وقد عمل الكثيرون على ٱبعاد تلك النظرية وٱخراجها من المعركة جهلا بقواعد الحرب ونقص خبرة في طبيعة الصراع على السلطة .ٱو تعمد لتشتيت الانظار عنهم .فكثير من الحوادث التي تقع وراءها فعل فاعل .والمشكلة الاعظم بٱننا نخوض حرب مع البعث في الاصل وٱن تغيرت مسمياتها ولانذكره ٱو نلتفت الى خلاياه النائمة .ٱو الى فكره الذي لايقل خطوره عن الفكر التكفيري .البعث خلف وراءه مئات الالاف من الكوادر تعشعش في مفاصل الدولة ،ولو وضعت تحت المجهر .فسنكتشف ٱن تلك المٱسي هم وراءها وربما يكون هذاالاستكشاف ثوري يقلب كل النظريات الاخرى رٱس على عقب ويطيح بها .،




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net