بين أروقة الزان
اسراء البيرماني

  كان احساس السباحة في كوة الضباب الرمادي أمر ممتع فحين تكون السماء هي البقعة المحايدة يكون لولوج مسارات الزان نكهة اخرى .. نكهة تثير الرغبة بالاستمرار .. الرغبة في الغور ببحر من المغالطات .. نكهة مزعجة حد الزكام لكنك يجب ان تستمر.. ابنة فينوس ... مصدر اخر للاستمرار و ممارسة غواية الحياة بأي شكل كان ، هناك حيث ترقد خلف عينيها الامنيات و شهوة الامال العريضة فتستفيق مع كل ابتسامة منها اسطورة بكر في التحديات .. لأجلها هي ينتصب الشجر ملقياً التحايا على جمالها الناعم و بها يكمن سر تلك السيرة القديمة الافلة من خبايا دفتر عتيق وقتما كان الاختيار الوحيد هو ترتبط الحياة بأهداف لا بأشخاص فكانت ابنة فينوس وحدها الشخص و الهدف ! انها قلعة الزان الباردة حيث يجثم في اركانها الصمت و الهدوء و نفحة هواء تميس معها احلام عتيقة تأتي متأخرة .. كل شي عاد متأخراً ، حتى ان الامنيات الحرى صارت باردة بعدما اخذت تنبعث من كوة ضباب رمادي كثيف حملته الايام على مهل و نول مرهق من الصبر .. لكنها لا زالت لذيذة .. لذيذة رغم برودتها ، هي لا تشبه الايس كريم ابدا ، لكنها تشبه القهوة الباردة لمن يشتهي القهوة كيفما اتفق و السلام ! رغم ذلك تبقى قلعة الزان المبالغ بمساحاتها و كثافة هدوءها الاخاذ اسطورة غير قابلة للتصديق .. فلتحرسها تعاويذ السماء و احراز مرهونة بالخلود... فما بين غربة الروح و خلو جوف المشاعر كانت لأروقة الزان العريضة اولوية مثلى .. الهدوء حلم قديم و لتكن هذه المرة الف عام من العزلة و لندع المئة عام لماركيز فهي لا تكفي اصحاب الادمغة التي تنشد الابواب المغلقة و الغور في الوحدة ... الوحدة .. وطن الارواح الراقية يا سادة و ربما المعذبة
 

الموضوع السابق ادرك شراعك

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat