"داعش" .. التطبیق العملي للعقیدة الوهابیة
نبيل لطيف

المراقب لمواقف وتصریحات واجتماعات ومؤتمرات قادة اوروبا السیاسیین والامنیین ، ، حول سبل مواجهة “داعش” ، لاسیما بعد التفجیرات الارهابیة التی شهدتها العاصمة الفرنسیة باریس ، یُصاب بحیرة ، من حجم النفاق الغربی الفاضح ، ورقص قادة الغرب حتى على دماء شعوبهم.
اذا کان اغلب زعماء الدول العربیة ، اصابتهم “المساعدات” السعودیة بالعمى ، ازاء ما تفعله مرتزقة السعودیة فی اوطانهم ومجتمعاتهم ، عبر مدارسها الدینیة وتفریخها لاجیال ممسوخة معقدة متطرفة مجرمة ، وشرائها لذمم بعض ادعیاء الثقافة والاعلام ، واثارتها الفتن والاضطرابات ، بسبب الاوضاع الاقتصادیة المتردیة ، ولا نرید هنا ذکر امثلة یعرفها القارىء اکثر من کاتب هذه السطور ، ولکن ان یصاب قادة الغرب بهذا العمى ، رغم الاوضاع الاقتصادیة لبلدانهم التی لایمکن قیاسها بالدول التی ضربتها الوهابیة السعودیة ، فهذا امر یحتاج الى وقفة تأمل.

من السهل جدا ان یتم تبریر سکوت وعمى قادة الغرب ازاء الاسباب التی جعلت الارهاب التکفیری یضرب ربوعهم ، بانه “الطمع والجشع” الغربی ، وهو صحیح ، ولکن ان یتم التغاضی عن الاسباب الحقیقیة لظاهرة الارهاب التی اخذ یضرب مجتمعاتهم و التی قتلت فی دقائق معدودة 140 فرنسیا واصابت اکثر من 300 اخرین بجروج حالة 80 منهم حرجة ، فهذا امر یتجاوز الطمع والجشع الى حد التواطؤ ، عندما یجلس قادة هذا الغرب مع الملک السعودیة وال سعود لمناقشة کیفیة التصدی للارهاب الوهابی القادم والممول من السعودیة!!.

الغرب الذی یقیم الدنیا ولا یقعدها فی الحدیث عن مراکز ابحاثة وفلاسفته ومفکریه واجهزة امنه ، کیف لا یدری ان “داعش” و”جبهة النصرة” والقاعدة وکل التنظیمات التکفیریة التی ظهرت فی العالم العربی والاسلامی خرجت من رحم الوهابیة السعودیة ؟، کیف لا یدری هذا الغرب ان کل زعماء هذه التنظیمات التکفیریة الارهابیة هم وهابیون بدء من اسامة بن لادن وانتهاء بالبغدادی ؟، کیف لایدری هذا الغرب ان تمویل هذه الجماعات التکفیریة حتى تلک الذی ضربت امریکا فی ال11 من سبتمر 2001 یاتی من السعودیة وعلى مستوى امراء العائلة السعودیة بالدرجة الاولى وبالتالی من بعض الدول الخلیجیة الاخرى المتوهبنة؟ ، هذه الحقیقة لیست کشفا ولا سرا من الاسرار ، فهی حقیقة بدیهیة یعرفها الجمیع ، ولا یرفضها الا وهابی او جاهل او غربی منافق.
صحیح ان السعودیة قد اغلقت افواه الغالبیة العظمى من الاعلامیین والمثقفین وعلماء الدین ، باموالها القذرة ، او بالارهاب باستخدام التصفیة الجسدیة من قبل اذرعها ، ولکل مازالت هناک اصوات تصدح الحق ، رافضة اغراءات وتهدیدات السعودیة ووهابیتها فی نفس الوقت ، ومن هذه الاصوات الحرة الاعلامی المصری المعروف إبراهیم عیسى ، الذی کثیرا ما یضع اصبعه على الجرح النازف ، ویعلن جهارا نهارا دون خوف عن اسباب هذا النزف فی الجسد العربی والاسلامی ، واخر هذه المواقف الشجاعة لعیسى کان اعلانه صراحة خلال برنامجه “مع إبراهیم عیسى” المذاع عبر فضائیة “القاهرة والناس″، ان ابن تیمیة والوهابیة وراء سفک الدماء بإسم الإسلام ، منتقدا بشدة، عدم مواجهة مضمون الکتب التی تدعو إلى سفک الدماء ، ودعا الى التنصل منها والرد علیها، قائلا إنه من الطبیعی بعد کل ما یحصل أن یقال عن الذین یفجرون أنفسهم أنهم “إسلامیون” لأنهم یعتمدون على کتب إسلامیة.
وشدد عیسى على إن مرتکبی تفجیرات باریس، یقتلون بإسم الإسلام، مستندین إلى أحادیث نبویة موجودة بکتب البخاری ویستندون إلى ابن تیمیة والوهابیة.
وناشد عیسى العلماء أن یوضحوا للناس أن ابن تیمیة لیس الإسلام، قائلاً “ارحموا الإنسانیة، واطلعوا ردوا وقولوا إن هذا فهم ضیق مکفر.. حرام علیکم.. الى متى تستغفلوا الناس والدنیا والإنسانیة؟.

فی ذات الوقت الذی کان عیسى یعلن باعلى صوته ان الوهابیة هی اس واساس ما نعانی منه الان فی العالمین العربی والاسلامی والعالم ، کان “مرصد الفتاوى الشاذة والتکفیریة” التابع لدار الإفتاء المصریة ، یتخذ موقفا لا یقل شجاعة عن موقف الاعلامی ابراهیم عیسى ، عندما اشار ودون مواربة الى ان احد اکبر مشایخ الوهابیة المدعو ابن عثیمین، واصفا ایاه بانه المرجع الأساسی للمتطرفین لقتل المدنیین بسبب فتاویه “الشاذة” التی تبیح قتل النساء والاطفال ، وأشار المرصد إلى أن الإعلام الغربی یستغل مثل هذه الفتاوى الشاذة لتشویه صورة الإسلام وزرع “الإسلاموفوبیا” فی الغرب، واستعداء الرأی العام الدولی على المسلمین.

وأشار إلى أنه، رصد فتوى للشیخ ابن عثیمین یبیح فیها قتل النساء والأطفال من المدنیین بقوله “الظاهر أنه لنا أن نقتل النساء والصبیان؛ لما فی ذلک من کسر لقلوب الأعداء وإهانتهم”.

ظاهرة شجاعة مثل ظاهرة الاعلامی ابراهیم عیسى ، وزملائه ، یجب ان تکون نموذجا یحتذى به ، لو اردنا ان نتحرر من الوهابیة التی اخرست الکثیر ، لا لایجابیتها او قوتها او فهمها ، بل بسبب الدولارات السعودیة القذرة التی اشترت للاسف الشدید ذمم الکثیریین فی العالمین العربی والاسلامی.

اذا کان الغرب ینافق بسبب الطمع والجشع المعروف عن زعمائه ، فعلینا کعرب ومسلمین ، ان نعلن ومن الان وصاعدا وبصوت عال ، اذا کان یهمنا مستقبل اطفالنا ، ان “داعش” هی التطبیق العملی للعقید الوهابیة ، وان لا عیش ولاکرامة لنا الا بالقضاء على الوهابیة ، التی لاتقل خطرا وفتکا عن الصهیونیة ، بل هی اخطر ، لانها متلفحة بالاسلام ، وان یتم مطاردة هذا الفکر الظلامی ورموزه ، لیل نهار ، دون الاعتناء بترغیب اوترهیب السعودیة ووهابیتها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل لطيف

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/18



كتابة تعليق لموضوع : "داعش" .. التطبیق العملي للعقیدة الوهابیة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net