صفحة الكاتب : امل الياسري

العبادي بين التفويض والتقريض!!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حكايات الرجل المتصدي، لعملية الإصلاح في العراق السيد العبادي، الذي لم تكتفِ جماعته بطلب المشاورة، في كل قرار يتخذه، وإنما يجب ان تحضر معها، المصلحة الحزبية فوق كل إعتبار، فيردد بعض من شخصيات حزبه، بأن الإصلاحات مثيرة، ولكنها تحتاج الى توضيحات كثيرة، فنشاهدهم يتعرضون له تارة بالتقريض، لتمزيق وحدة التحالف الوطني بإصرارهم على إضعافه، لما أنجزه بعيداً عن المحاصصة، وبالتفويض تارة أخرى ولكن بشروطهم هم، وإلا فالسحب هو الحل، مع تضرر مصالحهم!
 الحقيقة التي يصرح بها العبادي، بأن التفرد في قراراته، تأتي لتلافي المحاصصة، وعدم إحداث فوضى، يستغلها المقربون من أعضاء حزبه، لمصلحتهم الشخصية والفئوية، وإلا فإن المجلس الإسلامي الأعلى، والتيار الصدري مع الإصلاحات الواقعية الصحيحة، ويساندونه فيها، دون أن يفقد العبادي خيطاً من خيوط الإصلاحات، التي طالبت بها المرجعية الرشيدة، لكن البدايات الصحيحة، تقودنا الى سلوك سياسي مبدع، إذا انتبهنا الى أن المشروع الإصلاحي مع الشعب، هو طريق القضاء على الفساد والإرهاب معاً!
 ما يشاع حول عدم إستغلال التفويض، الذي منحه حزب الدعوة للعبادي بالشكل الجيد، أمر مبالغ فيه، وينم عن أراء شخصية لساسة طارئين، والتعطيل المتعمد لمجموعة قوانين مهمة، قد تكون له مبررات موضوعية، والعراق يعيش أزمة حقيقية، وعليه فالتركة ثقيلة جداً، ولا يمكن إعتبار الحزم الإصلاحية للعبادي، مجرد قرارات متسرعة لا طائل منها، فهذا تجن ٍ كبير، لأن مَنْ يقول ذلك من أعضاء حكومته، فهو متضرر برلماني من الإصلاحات، ولا تسعده العدالة مطلقاً!
لحن المكاسب الضيقة، التي يحاول بعض من الساسة وضعه، في طريق الإصلاحات الحكومية، تحت ذريعة التأخير والتعطيل، في حسم المواقفة على طلب مساعدة التحالف الرباعي، أو التعيينات في المناصب العليا في الحكومة، ما هو إلا طريق رخيص، من أجل زيادة نسبة الفساد والفاسدين، في مواقع رسمية وخدمية، كمسلسل الهيئات المستقلة، التي وضعت فيها المحاصصة، وعدم التشاور مع الأطراف الاخرى أساساً لها، فبدأ الإخطبوط الفاسد بمد أذرعه الخبيثة، والنتيجة مزيد من الفوضى والخراب!
يروى قديماً أن قوماً ركبوا سفينة، فأقتسموا أماكنهم، فصار لكل رجل موضعه، فنفر أحدهم على محله بالفأس، فقالوا له: ما تصنع؟! قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت، فأن منعوه نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا معه، عليه أيها الساسة المأزومون من الإصلاحات، وهي في أولى بداياتها: دعوا السفينة تسير بأمان، وأتركوا التقريض، لأنه يقطع نسيج العراق، وإضربوا على الفاسدين والمفسدين، فحريتكم مقيدة، وتقف عندما تبدأ حريتنا، فالمرجعية والشعب من منحاه التفويض!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/19



كتابة تعليق لموضوع : العبادي بين التفويض والتقريض!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net