صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

ما لهذه الأرض لا تغادر طعم الدم؟!
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من يتصفح كتب التاريخ، يجد إن هذه التربة، منذ أن خلقت وهي تراق على جوانبها الدم، حتى رفع الشرف لها بيرقا، وسحب تشرفه أمامها، وهو يقول ما هكذا يسلم الشرف، وقد تسلل إلى جوفك انهار من دماء، الم ترتوي؟ أم للدم العراقي نكهة خاصة، تشعرك بالنشوة، فلا تكاد تفارقيه، حتى تمزجين كل دماء أطيافه في كأس واحد.

فتبسمت وقالت: للجنوب أميل أكثر، فلدمائهم رائحة "غيرة" مالحة الطعم، تعشقها ضفاف نهري، ولأجسادهم ميزة؛ فهي بلسم لجروحي، استطيب بها من جور الزمان، فقال لها، وقد اعتلاه الغضب، أتهزئين بنا؟ وقد امتلئ جوفك دما، لماذا نحن وقد وسعت الأرض بشرا.

فجاء الرد صاعقا، ومالي وقد ابتليت بشعب يعشق جلاده! كلما رفعنا عنهم ظالما، استعانوا بأخر؛ ليظلمهم، وهم به فرحون، فلا يغير حالهم، حتى هم يتغيرون، وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

عندما تضعف إرادة الشعوب، على مقاومة الظلم ومجابهته، فمصيرها أما الموت أو يكونوا عبيدا، فكيفما تكونوا يولى عليكم، وقد كرم الإنسان بعقل، يميز به بين الحق والباطل وصالح من الطالح، فما ازدهرت شعوب وانتصروا على الظلم، إلا بإرادتهم الصلبة، وكما قيل: "ما ضاع حق ورائه مطالب".

لم يدرك هذا الشعب حجم التضحيات التي أيقظت كثير من الشعوب، وهو لم يحرك ساكنا، فذاك غاندي وهو يقول: تعلمت من الحسين(عليه السلام) كيف أكون مظلوما فأنتصر، فلماذا لا نتعلم نحن من الحسين؟

اقتصر تعريفنا للإمام الحسين (عليه السلام) في العبَرة والعاطفة، وتركنا العبِرة والاعتبار والسبب الحقيقي الذي خرج إليه (عليه السلام)، وكان يردد" لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي".

ما خرج إمامنا الحسين(عليه السلام) إلا ليرجع الحق إلى أهله، ويقتص من الظالم وينتصر للمظلوم، وإنها لمدرسة عظيمة أسسها أبا الأحرار، وها قد بدأت إحدى فصولها المتممة( زيارة الأربعين) تلك الثورة العظيمة، التي أوجبت على الشعوب إن تنتفض ضد الطغاة، بكل قوة ومع كل الظروف.

فلم يترك أبا السجاد(عليه السلام) عذر لأي إنسان إن يرضى بظلم، مع قلة العدد والعدة وخذلان الناصر، لم يبقى معه سوى أهل بيته الكرام وأصحابه المنتجبين، أعلن ثورته الإلهية، ضد الكفر والنفاق، حتى امتلأت الأرض والسماء دما.

متى نعلن ثورتنا على أنفسنا أولا؟ ثم على ظالمينا.. متى؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/23



كتابة تعليق لموضوع : ما لهذه الأرض لا تغادر طعم الدم؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net