صفحة الكاتب : امل الياسري

الأربعين حيث يجلس التأريخ على أرصفة الزائرين
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حوار كربلائي، إستشهادي طاهر، ممتع وعميق، وجائزة عظيمة، منحها أهل بيت النبوة، لأرض نينوى في طفها الملحمي، حيث أن الضياء الثاقب، الذي ينبعث من هذا القربان العطشان، كان وسيظل ساطعاً وخالداً، لدرجة أن الظلام، لم ولا ولن يكون بإستطاعته، أن يتغلب عليه، لأن كل قطرة دم، كتبها سبط المصطفى صلواته تعالى عليهما، كانت معجماً للكرامة، والحرية، والعدالة، دلت على قيمة الإنسان!
أبطال كربلاء صنعوا أمجاداً لا تضاهى، تناغمت مع مبادئ الأرض والسماء، لذلك فإن إختيار الكلام، عن الإمام الحسين أصعب من تأليفه، كما قال إبن عبد ربه، في كتابه العقد الفريد، فالشهيد المبدع إبن العصور كلها، فهو دماء تتجدد يوماً بعد أخر، ولا تنطفئ حرارته أبداًن في مواعيد السبات، ليس لأن مواسمه، تعني البكاء والنحيب فحسب، بل لأن كلماته، تؤمن الكرامة للإنسان!
روائح الخيول، وصليل السيوف، لم ترهب أسود الغاضرية قط، لأن هناك عبق مقدس، يستحق أن يقدموا أنفسهم قرابين، للحرية الحمراء، من أجل إصلاح الأمة، وتثبيت أحكام الدين، أيام المنابر المنافقة المستبدة، التي أسست بنيانها على السب والشتم، والأفكار المنحرفة، والبدع والضلالة، لحكم بني أمية، لكن هذه اللوحة المشوهة للإسلام، لم تكن ترضي الحسين عليه السلام، فأنبرى من أجل حفظ الدين والإنسان!
واقعة موقعة، أو حرب مأثرة، أو معركة ملحمة، لا تعني تأريخاً من الدمار، والدخان، والعطش فقط، إنها أسطورة عنقاء، وراية شماء، تحمل كل معاني الإيثار والتحدي، ومنع للماء، وسبي للنساء، وجروح بني هاشم، التي تسعى بين الصفا والمروة، لتروي للعالم قصة الطف، الذي من المستحيل أن ندمل ألمه، الى يوم القيامة، لأن الإمام الحسين جسد نبيل، ذو إيقاع خاص عند الإنسان!
مسيرة الأربعين الخالدة، التي إنطلقت فيها ملايين، من عشاق الحسين عليه السلام، يبدو فيها القلم متحيراً، في إختيار وصف كافٍ ووافٍ، حول هذه الجموع الزاحفة، صوب كعبة الأحرار، فقد خلقوا لأنفسهم عالماً نقياً، ولوحة لا توصف، فالتأريخ يجلس على أرصفة الزائرين، عاجزاً بعناوينه الخجولة، لكي يتخلص من الألم والعشق، الذي لا يفهمه عندهم، ولا يوجد عند الاخرين، فبماذا يختلف هذا الإنسان؟           


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/29



كتابة تعليق لموضوع : الأربعين حيث يجلس التأريخ على أرصفة الزائرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net