صفحة الكاتب : عباس الكتبي

والعاقبة للإمام الحسين عليه السلام
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من دعاء الإمام الصادق"عليه السلام"، لزوّار جده الامام الحسين"عليه السلام":(اغفر لي ولإخواني وزوّار قبر أبي الحسين بن صلوات الله عليه، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، ورجاءً لما عندك في وصلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمد ـ صلواتك عليه وعلى آله ـ وإجابة منهم لأمرنا، وغيضاً أدخلوه على عدوّنا).

كان وسيبقى الإمام الحسين"عليه السلام" ثورة على الظلم والطغيان، والأستبداد والتجبر، وعلى الفساد والمفسدين في الارض حياً وميتاً، لإنه العنوان الأكبر، للحق والعدل، والقيّم والمبادئ، والأخلاق، عبر العصور والدهور. 

كل الحكام الجائرين، كانوا يفزعون ويرتعبون من أسم الحسين"عليه السلام"، ومن زوّار قبره الشريف، مما جعلهم يسعون في محاربته ومحاربة شعائره، والمنع من زيارته، وقتل زؤاره، الشيخ"باقر شريف القرشي"، يذكر لنا في مؤلفاته، نماذج من الحكام الذين حاربوا الحسين ومنعوا من زيارته، لنأخذ بعض من هذه النماذج:

هارون الرشيد: ضاق ذرعاً حينما سمع جماهير المسلمين تتهافت بشوق على زيارة مرقد ريحانة رسول الله ـ صلواته تعالى عليهم ـ، فأمر بهدم المرقد العظيم، وهدم الدور المجاورة له، وأقتلاع السدرة، وكان يستظل تحتها الزائرون، كما أمر بحرث أرض كربلاء، ليمحوا بذلك كل أثر للقبر الشريف، وقد أنتقم الله تعالى منه، فلم يدر عليه الحول حتى هلك.

المتوكل العبّاسي: أقام المسالح والمراصد لملاحقة الزائرين، وإنزال أقسى العقوبات الصارمة بهم، من القتل وقطع الأيدي وسائر ألوان التنكيل، وبالرغم من الإجراءات القاسية، فأن المسلمين لم يمتنعوا عن زياراته، في سنة 247هج، بلغ المتوكّل أن حشداً كبيراً من المسلمين، قد مضوا إلى زيارة المرقد العضيم، فأنفذوا إليهم جيشاً مكثفاً وأمر مناديه ان ينادي أن برئت الذمّة ممن زار مرقد الحسين"عليه السلام".

تذمّر المسلمون من المتوكل، وسبّوه في الأنديه والمجالس وكتبوا سبّه على جدران المساجد، حتى أنتقم الله منه فقتله ولده وهو سكران، وقطّع الجيش جسمه بسيوفهم، حتى صارت كؤوس الخمر مليئة بلحمه.

صدّام التكريتي: سلك مسلك المتوكّل العبّاسي، في المنع عن زيارة سيّد الشهداء، وأشاع الخوف والارهاب، ونشر القتل وملأ السجون بالزائرين، شباباً وشيوخاً، نساءً واطفالاً، وفي زيارة الأربعين، قرا محافظ النجف مرسوم جمهوري على الزوّار، في المنع من زيارة الإمام مشياً إلى كربلاء، لكن الزوار أصروا وواصلوا المسير نحو قبره الشريف.

لاحقتهم القوات الصدامية في منتصف الطريق، بانواع الأسلحة الثقيلة، والطائرات والدبابات، وقامت الهيئة الحاكمة بأعدام كوكبة من الابطال القائمين على الزيارة، وقد أنتقم الله من صدّام شرّ أنتقام، وسلّط عليه أمريكا، فوجدوه في حفرة لا يتمكّن الكلب أن يعيش فيها، فأخرجوه منها مهان الجانب، قبيح الشكل، فحكمت عليه المحكمة بالأعدام.
ثم دفن وأخرجه من قبره أرحام حسين كامل، فداسوه بأحذيتهم، ثم أحرقوه، وكانت هذه النتيجة جزاء له على ما فرّط في زوّار قبر الإمام الحسين عليه السلام.

انطوت سنوات ملك الظالمين الغاشمين المتجبّرين، والمستكبرين في الأرض، وخاب وخسر سعيهم، وباءوا بالخزي والعار، وأمسوا في مزابل التاريخ، وبقى قبر الإمام الحسين"عليه السلام" شامخا خالداً، وقبته تتلألئ بنور الله تعالى، وها هي اليوم الجموع المليونية الزاحفة صوب قبره الشريف، تحمل معها رايات الخلود، مكتوب عليها( لبيّك يا حسين)، بدماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل خدمة أبا عبدالله الحسين عليه السلام.

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/02



كتابة تعليق لموضوع : والعاقبة للإمام الحسين عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net