صفحة الكاتب : ابو فاطمة العذاري

وقفة مع الأدب الإسلامي ...
ابو فاطمة العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد واله الطاهرين
الكتابة عن الأدب العربي كتاريخ وكمفاهيم وكتحليل تحتاج إلى ذوق ورؤية واطلاع وهذا قد يكون عائق أساسي دون اقتحام هذا الميدان من الكثيرين خصوصا إذا أريد للكتابة ان تتصف بالشمولية والموضوعية وهي قبل ذلك تحتاج إلى شعور حقيقي بالأهمية المعرفية والعملية التي تقدمها الدراسات الأدبية للمجتمع وخصوصا الآثار التي تتسم بالبعد الديني كعنصر ايجابي من عناصر تربية الفرد وتكامله المعرفي فالأدب ليس _ كما هو الشائع _ حاجة ثانوية في المكتبة الإسلامية بل الذي نعتقدة ان الارتباط بالدراسة الأدبية ولا اقل بالاطلاع الأدبي إنما هو حاجة أساسية وعنصر رئيسي من عناصر ثقافة الفرد وخصوصا طلبة العلوم الإسلامية .
 
من هنا نجد من الضروري إعادة الأدب كدراسة واطلاع لأجواء المحافل العلمية بعد غيبة واضحة للأدب عنها خصوصا بعد سيطرة المرجعيات _ الجليلة _ الغير عربية على زعامة المراكز العلمية في القرون الأخيرة مما أدى الى إهمال الكثيرين للأدب العربي بل وصل الأمر الى استهجان الحديث عنه وفيه وهذا طبعا يرجع لعوامل كثيرة ليس هنا محل ذكرها ولكن أهمها استغراق الباحثين بالدراسات العقلية وإهمالهم للدراسات الانسانية وشعورهم بالتالي بعدم الحاجة إليها .
 
رغم ان الأدب عموما والشعر خصوصا كان من الملامح البارزة في اروقة المحافل العلمية قديما حتى انك نادرا ما تجد عالما ليس له باع في الشعر كما تجد ألان العكس فنادرا تجد عالم او باحث يكون شاعر او حتى قارئ للشعر الا اللهم بعض الخطباء الذين يحفظون بعض القصائد لأجل المجالس والاحتفالات .
 
للأدب الإسلامي صفات واضحة يمتاز بها عمّا سواه من التوجهات الأدبية، فهو أدب ملتزم وأديبه أساسا إنسان ملتزم له هدف وغاية لان المسلم ينزّه نفسه عن أن يحدث عملاً أو قولاً ليس من ورائه رضا الله تعالى ومن هنا فالأدب الإسلامي يختزل النفس عبر نظرة متكاملة لانه يرى ان الإنسان جسدًا وروحاً لا انفصال بينهما ليحدث فيه التوازن والانسجام وليس التناقض .
لا ينكفئ على الجانب المادّي بمعزل عن الروح ، ومن هنا لاتهمل النتاجات الأدبية القيم الأخرى غير المادية كالمعنوية والروحية .
إن الأدب الإسلامي يعبّر ويدل على مفهوم فكري إسلامي، أو يدعو إليه عبر الدلالة والمحتوى ، و الشكل و ليس ضروريًا أن يكون دعاءً وتسبيحًا وتحميدًا واستغفارًا وابتهالاً بل هو الأكثر تعبيرًا عن \"امتلاء النفس بالمشاعر الإسلامية\" 
هو قوة حقيقية من قوى الإسلام ، مرتبطاً بعقيدة، يعطي ويأخذ، ينمو ويتطور، ويمضي إلى أهدافه. 
هو بالتالي  ذلك الجهد الذي تبذله الطاقة البشرية بمقدار ما تحمل من خصائصها الإيمانية من خلال نهج مدروس في صياغة عمل مترابط طاهر ونقي على قواعد تُرسيها العقيدة من القرآن والسنة، ومن هنا فهو لن ينطلق من فراغ .. 
إنّه يستشرف في سطور القرآن الكريم، وفي كلمات النبي صلى الله عليه واله سلم،والمعصومين ( ع ) ومن ثم في كثير من الشعر العربي عبر العصور الإسلامية وحتى يومنا هذا ، وفي النثر بمختلف إشكاله .
 
قال الدكتور عبد الرحمن الباشا: 
(إن الأدب الإسلامي هو التعبير الفني الهادف عن وقع الحياة والكون والإنسان على وجدان الأديب تعبيراً ينبع من التصور الإسلامي للخالق عز وجل ومخلوقاته ولا يجافي القيم الإسلامية)
 
وقال الأستاذ الشاعر محمد المجذوب بقوله: 
(أن الأدب الإسلامي هو الفن المصور للشخصية الإنسانية من خلال الكلمة المؤثرة)
 
نجد ان هناك فرق واسع بين مصطلحي أدب العصر الإسلامي، والأدب الإسلامي. فالأول يدل على الأدب الذي أنتجه الأدباء في عصر محدد، والثاني فهو رسالة لكل مكان ولكل زمان آت.
الأدب الإسلامي ليس مدرسة أدبية بحتة مقابل المدارس الأدبية المعروفة ، كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية والوجودية والاشتراكية وغيرها، فالأدب الإسلامي ليس مجرد مدرسة أدبية، بل هو تعبير عن التصور الإسلامي الكوني 
يخضع من خلاله الأديب الإسلامي لجملة من الضوابط الشرعية الثابتة في الشريعة الإسلامية السمحاء .
 
 
 
البقية تاتي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو فاطمة العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/27



كتابة تعليق لموضوع : وقفة مع الأدب الإسلامي ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net