صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

قفوا مرة مع وطنكم ... ساسة العراق
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ألم تكفينا تلك التنديدات الخجولة ؟ ما كانت حصليتنا ومغنمنا من الشجب والادانة؟ مرة واحده ردة فعل تتسامى الى مواقف قواتنا الامنية من جيش وشرطة وحشد ؟ ماذا ورائنا لنخافه ومن كان امامنا نهابه ؟ منذ ان وجد هذا المصر ( المعسكر) ونحن نقاد كمقاتلين وعساكر ، حاربنا وانتصرنا وكسرنا ولم تتعطل رغبة ساسنا ان تقودنا كجنود او حطب لرغبات امراء الحرب وسلاطين السلطة في ان يبقوا على دستها وصولجانها . قرون تتبعها قرون والحال هو الحال ، تزدحم المقابر باجداث شيبنا وشبابنا ، وكل ما جرى ليس بارادتنا وانما تحت سطوة الموت لمن عصى او تردد او من لبسه ايهاب الردى وناجى السلامة .   
ورغم القسط الكبير من عذابات الناس وأستلابها فأنهم ، لم ينالوا إلا اليسير من الحركة في أن يدبوا كبهائم سائرة مأمورة تحمل أزمة نفسها وغضب القرون السالفات، وألمها وتعسفها من تسلط ما بدأه أمراء المؤمنين وتبعهم السلاطين والمندوبين السماويين، مجمل ما حملته القرون من تهميش وتعذيب واستلاب. ولو قدر أن توزن هذه العذابات كلها في كفة، فأنها لا تزحزح كفة ما اصابنا من ويلات صدام وما بعده. لو ترك الناس ورائهم نهر الدماء في معركة إيران، والتي لم تزل بصماتها الحمراء بين جثث طٌحنت فذرتها الرياح وجيفاً أزهقت الضواري والأسماك شبعاً، فأن بصماتها السوداء بيارغ وأعلام ولافتات تسجل تاريخ الموت والموقعة، إنها النهاية المأساوية لمن رحلوا فلم يأتوا أبداً.
 ناس تعلقت أمالها بمنى القدوم ، فكانوا يتجرعون السم صبراً، وكان أنتظارهم الواهن هو النقلة المجاز للتحقيق، وتكاد أحلامهم أن تفرش المخيلة بالزهور دون عائق حين تسرح اخيلة الامل. كان قلق الناس يواطن أبشع الأرتكابات، وكان لمفردة ( لعل ) الأثر الفاعل في صنع التصور . حدث  السقوط فاسقط تلك المعادلة  في طبيعة استقبال الموت ، هذه المرة أضحينا نحصد بالجملة رياض مدارس وتجمع عمال واسواق الفقراء ، حصدنا بمناجل المفخخات وانواع المتفجرات ، ولعبت فينا التكتلات والائتلافات ومن جاء غفلة.. قتلة في عهدة السلطة ورجالها في الامس القريب ، نزعت بدلات الرفاق الى افندية يمتلكون كل شيء ، اموالا ازدحمت خزائنهم ففاضت ، جندوا كبيادق ومأمورين فاضحوا امراء حرب .
مرة واحده قرر الشعب ان يخوض الحرب بارادته وان يوقف نزيف الذل وبدلا من ان يستقبل الموت ذهب هو اليه فصرعه في مواقع قوته وحواضنه وتحصنه ، فسجل على سوحها ايات الانتصار ومسك زمام القرار ، وسجل للمجد لافتة نحن حشد العراق وجنده، اضحى القرار قرارنا ومضينا واياه الى حيث فرزنا هوية من كان مع هذا الشعب ومن كان يتلاعب بمصير بلد جريح .
اذن ماذا بعد في ان نمتلك القرار الشجاع ؟ علام لا نخطو خطوة مادام الاخرون يتسابقون الخطى لاهانتنا وتدميرنا وانتهاك حرماتنا واذلالنا ؟ لم نبرر للجبن والوهن والتخاذل عناوين بائسة ، مرة ندعيها شفافية وقنوات دبلوماسية ؟ أي قنوات ايها الساده وبساطيل الاتراك ومعداتهم العسكرية تمرغ انوفنا ؟ أي شيء سنخسر لو طردنا السفير التركي ، حالنا حال دول العالم حين يحتجون لابسط المعاملات ؟ أي اصابة تصيبنا مقتلا لو قاطعنا البضائع التركية واستثماراتها والتي تصل الى اكثر من عشرين مليار دولار ، مابين امور استهلاكية بخسة ممكن تعويضها بابسط السبل ؟ متى نودع الوهن ونحن نتوزع شتاتا بين دول الاقليم والعالم وكثير من سياسينا يلعبوا ادوار البيادق والادوات لامارات وممالك السوء ،ومن ارتبط مع شافط نفوطنا سرقة ونهبا مثل سلطان ال عثمان الجديد ؟ اين خارجيتنا ودبلوماسيها الاشاوس من ان يضعوا حدا لانتهاكات طاقمهم العائلي ومتعهم اولا وقضايانا التي تغلي تحت سعير الانتهاكات ثانيا  ؟ قفوا مرة واحده ايها السادة مع رجولتكم ومحنة وطنكم موقف ابسط ما يميز ساسة الاوطان؟ استعينوا بمن هو اولى لتمزق وطن ، دون تلك المؤمرات التي يصنعها الصهيوني ( مكين وغراهام ) قالها اوباما نحن لا نتعامل مع الجبناء فهل تنضون تحت هذا السقف . ارحمونا لقد ازدحمت صدورنا من الغيظ . اختمها بما ينطبق عليكم قدا وقالبا.
ما الوغد " دايان " الا فأرة شهدت .... خلو دياركم فاستاسد الفأر 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/06



كتابة تعليق لموضوع : قفوا مرة مع وطنكم ... ساسة العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net