صفحة الكاتب : امل الياسري

العراق قضية يقترحها الجنون ويكتبها العقل!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في عراق مثقل بالهموم والنزاعات، والرؤوس المقطوعة، والعنف المتنقل، بين أفكار الساسة، يتوزع الألم على مفاصل حياة العراقيين، في ضوء هذه الصور، إضافة الى أن المجتمع، يعاني أمراضاً وأوبئة إستوطنت عقله، بسبب الفساد السياسي، المرهون بالمفاسد الاقتصادية والإجتماعية، التي باتت الشغل الشاغل، لكثير من الساسة المرتزقة، أما الشعب المسكين، فجنون فساد مجتمعه، يقوده الى الكتابة بعقلانية، عن أسباب هذا المرض العضال، وطرق علاجه في العراق!
السياسي الفاسد ينظر اليه المقربون منه، وكأنه قديس يجيء الناس إليه، للإعتراف بذنوبهم، لأنه أرخص بكثير، من الذهاب الى عدة جلسات مكلفة، عند عيادة طبيب نفساني، ويمكن أن تفضح خبائثه سهواً أو عمداً، عليه يصبح الطبيب حجر عثرة وحيد أمامه، فلابد من وأد شهادته، ثم يزداد السياسي المتغطرس تعجرفاً، فيمشي على أجساد الناس، بدلاً من الرصيف المخصص للمارة، وهذه الصورة تنطبق تماماً على فاسدي العراق!
تساؤلات يغلب عليها الضياع، لعدم وجود أجوبة شافية، لحالة التقاعس السياسي، عن حل مشكلات البلد، بسبب الثقافات المستوردة، التي تمثل مصالح بعض الساسة الطارئين، وأحزابهم الفئوية، في زمن سقوط الهوية والإنتماء عنهم، فما يلائم روح عصر فسادهم، هو التخلي عن عراقيتهم من أجل مكاسبهم، وكأن واحداً منهم، يتنظر أخذ الثأر من أخيه، دون أن يرتكب بحقة أية جريمة تذكر، لكنه جنون يدفعه، لخرق سفينة العراق!
أسوأ قضية يمكن أن تطرح، على الساحة السياسية في الوقت الراهن، كون حقيقتها تسويف للعقل العراقي، وهدر للمال العام، وباب من أبواب الفساد، هي المصالحة الوطنية، وما يصرف عليها من أموال، كان الأجدر بالحكومة صرفها، على الحشد الشعبي والنازحين، دون التوسل بالموازنة الإتحادية، لكي تستقر وتعاد هيبتها، دون المساس برواتب الموظفين والمتقاعدين، وسنغلق باباً من أبواب الطائفية، التي زرعها دواعش الإرهاب، وساسة الفساد في العراق!
هناك مفاهيم وفدت الينا، مع توافد التجربة الديمقراطية الجديدة، كالنزاهة، والشفافية، والحرية، ولكنها وفق وجهات نظر الفاسدين ليست كذلك، حيث لا مجال للنوم، في خريف السياسة العراقية، وتساقط الأقنعة فيها كأنها المطر، ثم أنه لا شيء جديد قد يأتي، تحت حرارة العنف الداعشي سوى الموت، عليه يجد السراق والفاسدون، أنفسهم داخل صندوق مشوه الولادة، فيفقد الشعب جنونه، ويتكلم القلم، لذا لا حرية إلا مع العراق!
يقول الشاعر العراقي الكبير، محمد مهدي البصير: (العراقيون ليسوا حشوداً من الناس، جمعتهم الظروف، على ظهر باخرة عراقية كبيرة، فكانوا مكونات أو طوائف، كما يحلو لبعض الطارئين تسميتها، إنما هو بقعة مباركة، وأرض مقدسة، شعبها معطاء، لم ولن ينهي حساباته مع التأريخ، لأنه مَنْ صنع التأريخ، أما حشود الأقنعة السياسية الزائفة، فهي كائنات هزيلة، لأن أجمل ما في جنون الشعب العاقل، جنونه بقضية، إسمها العراق!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/21



كتابة تعليق لموضوع : العراق قضية يقترحها الجنون ويكتبها العقل!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net