صفحة الكاتب : علي حسين الجابري

رمضان فوق البركان
علي حسين الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رمضان هذا العام يطل على العراق مثل ما يطل على كل العالم  بالخيرات  والنفحات الروحانية , شهراً يكون فيه العبد في ضيافة ربه الكريم , شهر تغل به أيادي الشياطين , شهر يغفر للإنسان فيه كل ذنب أذنبه وكيل معصية عصى بها الرب الجليل , لكن إطلالته على العراق إطلالة فيها قدسية أكثر وتقرب إلى الله أكثر من باقي البلدان ولا نقصد الانتقاص ولا التهكم لكن نشير إلى السبب  لان سكان العراق يكونون أكثر تعلق ببيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وهي أضرحة الأولياء وقد كان للعراق النصيب الأوفر من تلك الجنات الأرضية  التي تفوح بشذى عطر الملائكة المقيمين فيها وهم وسيلة العبد إلى ربه وكذلك هي الإنس لتلك الأرواح التي تنشد الأمن والاطمئنان لتأتي ربها مطمئنة يوم الفزع الأكبر , وبعد تلك المقدمة ها نحن نتكلم عن رمضان الكريم وهو يقبل علينا وفي أي وقت انه الصيف العراقي اللاهب حيث درجة الحرارة تصل إلى 50 درجة  أو أكثر بقليل , فباقي البلدان لا تخشى ولا تهتم لهذه الدرجات المرتفعة بسبب ما انعم الله عليها من نعمة -  نسال الله بقائها لهم – وقد طال الكلام وتعددت الكلمات والمواقف في الكهرباء وهم الكهرباء الأزلي وملت حتى الأقلام من الكتابة  ولا يوجد أمل إلا رحمة الله , وقد يضاف الى هم الكهرباء هو ما يطلق عليه اليوم باجتثاث السكر الذي يعتبر من أهم المواد التي يحتاج إليها العراقي في رمضان فهو مدمن بالدرجة الأولى على الشاي وكذلك في رمضان تنشط صناعة الحلويات الشعبية وهي البقلاوة والزلابية والكنافة وغيرها فيا ترى  بكم تباع هذا العام وهل تتحول إلى قطرات أو تصبح عبارة عن مواد تعطى بالمغذيات فيا لله وللبطاقة التموينية التي لم يبقى منها إلا اسمها ومن موادها إلا رسمها ومن وكيلها إلا المقص الذي يقص فيه وريقات المواد فإلى الله نشكو ما فعل الوزراء منا , ومن الله نطلب إن يحل أزمة الوطن وهداية القائمين عليه والمتمسكين بكراسي ولاية  العراق,  وليست بجديدة فلم يزهد في عرش العراق إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وهو القائل بما يحمل حديثة من مضمون دخلت إليكم بهاتين القطيفتين  فان خرجت بغيرهما فقد خنتكم , وقد اكتفى بطمريه ومن لذات طعامنا بقرصيه  فأين يا ترى تضع ذات الملايين ملايينها , والسكر قد اختفى والشاي بدا بالضجر فقرر الهرب خلف أخيه وأما الطحين فمن ملله وطول انتظاره الفرج إصابته رائحة تجعل من يتناول الخبز العراقي يشعر بأنه يبتلع شيء غير طبيعي ورائحة تسد نفس المتلهف لقرص الخبز فهل يا ترى كل هذا يدخل في إستراتيجية الحكومة لترشيق الشعب والتخلص من السمة فالسكر اختفى ولاياتي إلا يوم بالسنة فهو يوم كبيسة  السكر , وفيما يخص والطحين الذي  لا يحب إن نبتلعه , نذكره بما قال  السياب في إحدى قصائده وهي الأسلحة والأطفال  " وهسهسة الخبز بيوم العيد " فالسياب هنا استثمار ذلك الصوت المنبعث من قرص الخبز الناضج , و ما ان تصل الفكرة الى ذهن السامع لكلمات القصيدة حتى يتخيل بفعل الصورة الراسخة في الدماغ لشكل وطعم ذلك الخبز ولكن أي خبز هو خبز أيام زمان , أيام كان الخبز خبزاً ذا رائحة  زكية , وبعد السياب وصوره الشعرية الرائعة  ننصح مراكز الرشاقة في العالم بدراسة  تجربة الحكومة العراقية في مجال تنحيف و ترشيق  الشعب العراقي  من خلال الوسائل والآليات المستعملة حالياً ألا وهي : حمامات الساونة الطبيعية والمتولدة من حر الظهيرة وقطع التيار الكهربائي مع الأخذ بنظر الاعتبار بلوغ حرارة الجو إلى 50 درجة  وكذلك التقليل من تناول السكريات والحلويات  والنفور من تناول النشويات والتي هي أعلى قيمة لها في الحنطة وذلك من خلال استعمال الحنطة ذات الرائحة الغير مقبولة لدى بني البشر , وبعد توفير ما تقدم يمكن الاستفادة من هذه التجربة الرائدة  في مجال التنحيف و الترشيق الجماعي , فرمضان على الأبواب والناس كأنها فوق فوهة بركان لاهب او على شفى تنور,  فالحذر كل الحذر يا سادتي من انه لو فار التنور ووقع المحذور,  بل نقول ان لدينا طموح  بتحسين الوضع الحالي مع دعوات خالصة من القلب لإيجاد  بريق أمل بانفراج كل تلك الهموم سائلين الله بحق  شهر الله أن يوفق الكل لخدمة ونحن لكم من الشاكرين 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/28



كتابة تعليق لموضوع : رمضان فوق البركان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net