صفحة الكاتب : علي حسين الجابري

القصة في الشعر الجاهلي
علي حسين الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
القصة هي إتباع الأثر , وقصصت أثره أي تبعته , والقصة بكسر القاف هي النتاج الأدبي المعروف و هي موجودة بشقي الأدب النثر و الشعر , ولما كان من المشهور أنها نص أدبي نثري قررنا أن نعرض للقصة الشعرية في مقالنا هذا ونشير إلى  أركانها وعناصرها من شخصيات  وأحداث  وزمان  ومكان وحبكة ونجد ذلك واضحا في شعر ما قبل الإسلام او ما يصطلح عليه الشعر الجاهلي في أنواع واضرب من أهمها القصة الغزلية وكانت على نوعين الغزل العفيف وقد تمثل في شعر عنترة الفحل فكان لا يذكر ابتسامة عبلة إلا في سوح الوغى و حين تلمع السيوف و تطعن الرماح  فكانت ترتوي من دمه  , وأما قصص الغزل الماجن فقد برع في سردها الملك الظليل صاحب أشهر معلقة هو أمير الشعراء الأول امرؤ ألقيس فكان يعرف كيف يصل خدرها وفي الخارج فرسان شداد يحرسونها و يطلبون دمه ولكنه يأخذها ويخرج بمكر ليصل إلى ساحة الحي واصفا تلك الحبيبة بوصف جسدي غاية في الروعة الأدبية وصفاً دقيقاً  حاويا لكل عناصر القصة الشعرية فعين المكان وحدد الزمان وروى لنا الحوار بين البطلين فكانت قصته مصقولة كالسجنجل , وقد امتلأت المعلقات بأنواع أخرى من القصص الشعرية كان أبرزها قصة الحمار الوحش وقصص الصيد وقصة رحلة الظعائن وقد برع فيها زهير بن ابي سلمى فروى لنا القصة منذ أن وردن الماء زرق جمامه وقد ضمنها من جواهر الكلم فكانت كلؤلؤ منظوم يحكي لنا حكمة قائلها وكذلك الحال في شعر غير أصحاب المعلقات من أمثال الشنفري وتأبط شراً وهم ما يصطلح عليهم بشعراء الصعاليك وغيرهم , وقد اخترنا أبيات من معلقة امرؤ ألقيس كمثال للقصة الشعرية لنبين أركانها وعناصرها فمن لؤلؤه المنظوم نختار المقطع الأتي :
وَبَيْضةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُها                         تَمتَّعْتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
تجاوَزتُ أَحْراساً إِلَيْها وَمَعْشراً                     علّي حِراصاً لَوْ يسرُّونَ مقتَلي
إِذا ما الثّرَيَّا في السَّماءِ تَعَرَّضَتْ                    تَعَرُّضَ أَثْناءِ الْوِشاحِ الُمفَصَّلِ
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثيابَها                         لدى السّترِ إِلا لِبْسَةَ الُمتَفَضِّلِ
فقالتْ: يَمينَ اللهِ مالكَ حِيلَةٌ                           وَما إِنْ أَرى عنكَ الغَوايةَ تَنْجلي
خَرَجْتُ بها أَمْشي تَجُرِّ وَراءنَا                      على أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فلمَّا أَجَزْنا ساحَة الحيّ وَانْتَحَى                     بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
إن الأبيات التي أوردناها هي مغامرة من مغامرات العشق والهوى وهي غاية في الدقة والرقة وصفها في أول كلامه ليثير السامع لمزيد من التواصل بين المتلقي والملقي ثم أورد لنا أول عنصر من عناصر القصة وهو مكان وقوع الحدث وهو قبيلتها لأنه الحرس الشداد يحرسون القبيلة بالدرجة الأولى وخدرها بالدرجة الثانية ثم من بعد المكان عين لنا الزمان لوقوع الحدث وهو وقت الليل عند صعود نجم الثريا في السماء وهو نفسه وقت نومها فدار الحوار بينهما كركن ثالث من أركان القصة وذلك واضح بقوله (قالت) فاختزل الكلام ليفاجئنا بأنه أخذها وخرج إلى حيث جازا ساحة الحي وهي تعفي أثرهما بذيل ثوبها لكي لا يتبعهما احد وفي هذه القصة الشعرية الجميلة نختم كلماتنا المتواضعة و نرجو الله أن نكون وفقنا في عرض الموضوع على نحو الاختصار 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/28



كتابة تعليق لموضوع : القصة في الشعر الجاهلي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : طالبة ، في 2014/03/25 .

السلام علیکم
اشکرکم علی کتابة هذا النص المفید.
انی طالبة ماجستیر فی قسم اللغة العربیة وآدابها من ایران وموضوع رسالتی هو«عناصر الشعر القصصي المعاصر» أرجو مساعدتی فی بعض المصادر لرسالتي اذا کان فی الإمکان.
شکراً جزیلا




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net