صفحة الكاتب : محمد تقي الذاكري

الى متى الشيعة يدفعون الثمن؟
محمد تقي الذاكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان الشاه شيعيا ومن الدرجة الاولى (!) وكانت  علاقته مع الدول العربية باجمعها جيدة ومن الدرجة الاولى ايضا، لكن عندما تغييرت الامور

ونجحت الثورة الايرانية صار الشيعة صفوييون وكفرة و.... وبدأ القتل والدمار وتهجير الشيعة من مختلف الدول العربية على الاقل!

ياترى اين تكمن المشكلة؟

بالقطع واليقين ان المذهب الشيعي لم يتغيير متأثرا بالثورة الايرانية، ولا المرجعية والسياسيين و... من الشيعه لم يتغيير فيهم شيء،

حتى الانتماء السياسي لجميع الدول العربية والاسلامية، بما فيها ايران، لم يتغيير، بمعنى ان كل هذه الدول تربطها مصالح مع الغرب او الشرق، كل ما حصل هو تغيير في بعض الانتماءات.

بمعنى ان البعض الذي كان عميلا (عفوا) لامريكا اصبح متكئا اومتعاونا (!) مع بريطانيا، والبعض الاخر بالعكس، وبعضهم كان مع فرنسا والبعض الاخر مع الاتحاد السوفياتي السابق وهكذا ...

فلماذا كل هذا الصراع بيننا، وكلنا (عفوا كلهم) عملاء و ليس للشعوب والامم اية نصيب الا دفع الظرائب والقتل والتشريد؟

المسلمون (اقصد غير الشيعة) على الأغلب محكومون بالاطاعة العمياء للانظمة الحاكمة، ويجب عليهم (حسب فقههم) اطاعة الحاكم وان كان فاسقا وفاجرا، نزيها او حراميا، حُرا او مملوكا، و...

لكن الشيعة (اقصد الاثني عشرية منهم) كانوا يمتازون بعدم تسييس الدين، فمنهم من كان يفصل الدين عن السياسة ويترك ما لفيصل لفيصل وما للروم للروم، ومنهم من كان يقول بالتفصيل بين ما اذاكان الحاكم متدينا فتجب اطاعته، واذا كان فاسقا فيجب على الناس ان يحاربوه، او على الاقل يقاطعوه.

لكن كلهم وباختلاف مدارسهم كانوا يمتازون بالاستقلال، او على الاقل لم يكونوا مجبرين باطاعة الحاكم.

لكن عندما ظهرت ولايت الفقيه المطلقة، كُتِبَ عليهم إما الطاعة، وإما ..... كما حصل في ايران اليوم، فكل من لايقبل ولاية الفقيه لايحق له التنفس في ايران على الاقل، لأن القانون فرض على الشعب الايراني القبول (او عدم الاعتراض) بهذا القانون، وذلك لأنه قانون له ماله، وليس عليه ما هو المفروض ان يكون عليه!


فايران ايا كانت هي دولة كغيرها، ولا نتدخل في شؤونها راجين من الله ان يُبعدنا من شرورها البتة!

وما يهمنا في هذا المقال هو الوضع الشيعي فحسب.

فلو تأمل الباحث في المعطيات السياسية والسياسة العالمية ومايجري في الشرق الاوسط سيعرف انها خطة مدبرة من قبل، وصراع بين الغرب والغرب، او الغرب مع الشرق، او بين الكونجرس الامريكي والبيت الأبيض ولا نقول غيرها، لعدم وجودها.

فالصراع مع ايران ،اليوم، ليس لأنها شيعية، بل لأنها كانت ضمن اجندة احدى هذه الاتجاهات و قد حصل بعض التغيير في جهتها، فوجودها مع اية جهة كانت لايهمنا، ولكن لماذا يجب على الشيعة دفع الثمن؟

فلماذا الشيعي في سوريا واليمن والعراق ونيجيريا وآذربيجان مثلا، يجب ان يدفع ثمن الوضع السياسي وهو لم يحصل على اية فائدة، ولم يكن في الاصل من اللاعبين؟

الاجماع العربي هذا ضد الشيعة تلبية لطلب الكونجرس الامريكي او تلبية للبيت الابيض الامريكي؟

لقد تنازل الشيعة (غير السياسيين طبعا) عن الذخائر والثروات و... للحرامية( بالمباشرة او غير المباشر) لأنهم لايريدون الا دينهم، يُريدون ان يبقىى الاستقلال لهم في انتخاب او ممارسة معتقداتهم، يريدون المضي قدما في اتباع الرسول واهل بيته الكرام، هل هذا هو السبب في دفعهم للظرائب يا اولاد القردة والخنازير؟

بالطبع مع كل احترامي لكل القردة وكل الخنازير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد تقي الذاكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/30



كتابة تعليق لموضوع : الى متى الشيعة يدفعون الثمن؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net