صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

السعودية لاتهدد الشيعة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مهما مضت السعودية في حربها على اليمن فلن تحقق الرجاء، فالمعركة ليست مع الحوثيين وحسب بل هي جزء من محاولة لإعادة ترتيب البيت اليمني بما يقوي حلفاءها ويضعف أطرافا يمنية أخرى لاتريد أن تضيع ولذلك تحالفت مع الحوثيين، وليس المعني علي عبدالله صالح لوحده، بل إن ماتقوم به القاعدة في حضرموت ومدن في الجنوب والشرق يمثل نوعا من الإفشال للمشروع السعودي خاصة وإن الرباض مستهدفة من المتشديين الإسلاميين السنة الذين يريدون قلب نظام الحكم الأسري في كل دول الخليج، ولايمكن ذلك مالم تستهدف السعودية بضوء أخضر من الغرب.

إنخفاض أسعار النفط لم يضر بروسيا وإيران كثيرا فهاتين الدولتين الكبيرتين تعتمدان تعددية مصادر الطاقة والإيرادات، هما بلدان صناعيان وتجاريان وزراعيان ويصدران ما لاعين رأت ولاخطر على قلب بشر من المعدات والمنسوجات والمصنوعات والمزروعات والمنتجات البحرية، بل يعمل الإيرانيون على زيادة إنتاج مادة الزعفران لتصديرها، وتشهد زراعة الفستق نموا كبيرا ولايدخر الإيرانيون جهدا في عرض منتوجهم الشهير من السجاد الذي يجد الطريق الى قصور أمراء الخليج بأسعار خيالية، عدا عن الصناعات الحربية والغاز الذي تحتل إيران بالشراكة مع روسيا مكانة الريادة فيه، ثم الصناعة النووية التي ضمنت إيران مستقبلا لها فيها بعد الإتفاق الشهير مع الغرب.

وتحاول الرياض وهي تستشعر الخطر الكبير الذي يستهدفها ولاتجد مصدا فكريا أو طائفيا يوقفه خاصة وإن داعش على الأبواب ومعها القاعدة. السنة في السعودية يمكن أن يستدرجون تحت ظروف معينة، تحاول أن تمد حبال الوصل مع الزعيم الإخواني رجب طيب أوردوغان، وقد تضطر لتقليل دعمها للقاهرة بمايقوي الموجة الشعبية القادمة في بلاد الكنانة، وهي تسعى للحوار مع إيران بكل الطرق الممكنة وتريد إنهاء الحرب في اليمن وتعتمد على الوسيط العماني الكتوم، مع التركيز على تحقيق منجز على الأرض اليمنية والسورية قبيل أي مفاوضات جادة للحلحلة، ولاتخفي الرياض تواصلها مع روسيا في هذا الشأن مدركة إن الغرب لايؤتمن وبمجرد أن يقبض المليارات فسرعان مايغير من سياساته، بينما موسكو وواشنطن تنظران الى هذه الجغرافيا كمنطقة شراكة يؤطرها نزاع ظاهر.

إنخفاض أسعار البترول دون وجود مصادر للطاقة بديلة، سيؤدي الى خلل في البنية الإقتصادية التقليدية والترفية في الغالب، وسيدفع الى ظهور فئات إجتماعية مستعدة لتغيير وجهاتها ويمكن لداعش أن تجند المزيد من الشباب الخليجي، وقد تستورد داعش المزيد من الجهاديين الى المنطقة الخليجية من شمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان وحتى أوربا، بينما الجهاديون في سوريا والعراق سيضطرون الى الرحيل نتيجة تغيير هائل في معادلة الصراع، ولوجود حائط صد طائفي شيعي مدعوم من موسكو وطهران يدعمه وجود فصائل شيعية مدربة ومجهزة وفاعلة على الأرض وتمتلك القدرات والمهارات والرغبة العقائدية في القتال، هذا الرحيل سيكون جهة دول الخليج وليبيا وتونس والى أفغانستان لنصرة داعش التي بدأت بالتحشيد في شرق أفغانستان.

السعودية تتجهز لإستقبال الحرب مع داعش والفصائل السنية المتشددة، وليس مع الشيعة، فالصراع مع الشيعة يتأثر بالصراع الدولي والتوازنات التي تفرضها الدول الكبرى، الشيعة يتنافسون مع السنة، بينما السنة يتصارعون مع المتشددين السنة، وهناك خطر محدق بالإعتدال السني من داخله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/30



كتابة تعليق لموضوع : السعودية لاتهدد الشيعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net