صفحة الكاتب : فلاح العيساوي

قصة العالم التقي والشيخ علي
فلاح العيساوي

القصة مقتبسة عن رواية رواها احد العلماء  ( قدس الله روحه )..

يروى إن احد العلماء قد ضاقت نفسه ضيقا شديدا ،فقرر الذهاب إلى المقبرة للترويح عن نفسه المكروبه وكانت المقبرة قريبة من دار هذا العالم التقي الورع ،وما هي إلا بضع خطوات وإذا هو وسط قبور الموتى ، بدأ العالم بقراءة زيارة الموتى ،،،

اَلسَّلامُ عَلى أهل لا اِلـهَ إلا اللهُ، مِنْ أهل لا اِلـهَ إلا اللهُ، يا أهل لا اِلـهَ إلا اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ إلا اللهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلـهَ إلا اللهُ، مِنْ لا اِلـهَ إلا اللهُ، يا لا اِلـهَ إلا اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ إلا اللهُ، اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلـهَ إلا اللهُ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا اِلـهَ إلا اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلِىٌّ وَلِىُّ اللهِ،

اَللّـهُمَّ رَبَّ هذِهِ الأرواح الْفانِيَةِ والأجساد الْبالِيَةِ وَالْعِظامِ النَّخِرَةِ التي خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيا وَهِىَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ، اَدْخِلْ عَلَيْهِمْ رَوْحاً مِنْكَ وَسَلاماً مِنّى،

اَللّـهُمَّ جافِ الأرض عَنْ جُنُوبِهِمْ، وَصاعِدْ إليك أرواحهم، وَلَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْواناً، وَاَسْكِنْ إليهم مِنْ رَحْمَتِكَ ما تَصِلُ بهِ وَحْدَتَهُمْ وَتُونِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شيء قَديرٌ .

بعد إتمام الزيارة بدأ العالم يمعن النظر إلى القبور وأبنيتها !،، فأثار انتباه قبر قديم جدا ،وكان القبر شبه مهدم , عليه حجر من المرمر مكتوب عليه بخط جميل (( هذا قبر المرحوم الشاب الشيخ علي توفى سنة كذا ))!!،،، حسب العالم مدة وفاة صاحب القبر فوجدها تربوا على سبعمائة سنة وبضع سنين !،المدة الزمنية أثارت حالة التأمل لدى هذا العالم التقي ؟،، فوقف يسأل ماذا جرى لهذا الميت من حين الموت والى هذه اللحظة ؟؟ ،، ومن يجيب على هذا السؤال ؟؟،، العالم الجليل توجه إلى الحي القيوم يطلب منه الأستجابة لدعائه (( اللهم ارني صاحب هذا القبر كي اسأله عما وقع له من حين قبضت روحه والى هذه اللحظة ))...

وبعد هذا الدعاء والطلب إلى الرب الجليل ،، قفل راجعا إلى داره القريب من المقابر ،، ودخل داره وأوصد الأبواب والشبابيك جيدا حتى باب حجرته التي مكتبة كبيرة فجلس يطالع كتبه ويمعن النظر فيها إلى حلول أذان المغرب الذي ارتفع من المسجد الملاصق لداره فأنتبه وأفاق من رحلته الممتعة مع جلسائه الصادقين والممتعين بحديثهم العذب ،، فنهض وذهب يتوضأ لصلاة المغرب والعشاء فالصلاة ثم بعدها عاد لمطالعة الكتب ...

وبينما هو في عالم المطالعة ،، وإذا برجل بملابس بيضاء تحيطه هالة من النور يقف إمامه ويلقي عليه تحية الإسلام (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ))!!،، فأنتبه العالم الجليل فما كان منه إلا رد التحية بأحسن منها مع الترحيب والمجاملة اللطيفة بثغر باسم ومحيا عبق ،،، انتبه العالم !،، إلى أمر مهم وهو انه قد اقفل الأبواب والشبابيك !!،، فكيف تمكن هذا الزائر من الدخول إلى الدار من ثم إلى حجرته الشخصية ؟؟،،،

لم يرتع لهذا الأمر ولم يوجس خيفة لأنه مؤمن بالله وقلبه مطمأن بالإيمان ،، فتوجه العالم التقي الورع إلى الرجل الغريب الذي حل ضيفا عليه في غرفته ،، وسأله من أنت وكيف دخلت الدار والحجرة ؟؟،،،

فتبسم الرجل وكان شابا حسن الوجه وفي ريعان الشباب وحوله هالة من النور، يا شيخنا الجليل : غريب سؤالك لي ،، وأنت من دعاني لزيارته !،، فقال العالم الورع باستغراب شديد !: إنا من دعاك !،، كيف ومتى ذلك ؟؟،، فقال الشاب : يا شيخنا الجليل لماذا الاستغراب !،، انا الشيخ علي صاحب القبر القديم المهدم الذي طلبت إن تراه إما في عالم الرؤيا أو في عالم الواقع ،، وقد أتيت لك !!،،،

عرف العالم إن الله تعالى قد استجاب له طلبه وحق له ما تمناه ،، فقال للشاب : يا بني إنا دعوت الله تعالى إن أراك كي أسألك عما جرى لك من حين وافتك المنية والى هذا الوقت ؟،، فقال الشاب : سيدي ومولاي العالم الجليل حبا وكرامة ، لك ما تحب وترضى ...

كنت طالب علم في إحدى الحوزات الدينية لم أتزوج قط لكون إن همي إكمال دراستي الدينية ،، وكنت اسكن في دار لوجدي وفي يوم من الأيام اعتل جسمي بمرض الحمى !،، فكان يعودني إخواني من الأصدقاء والجيران لكن لم أتماثل للشفاء وزادت الحمى لدرجة إنني لم استطع النهوض من الفراش وفي وقت العشاء فتحت عيني على صوت أشخاص القوا علي تحية الإسلام !،، لقوة الألم في أعضاء جسمي وعظامي النخرة لم اسأل هؤلاء الأشخاص من انتم ؟،، وكيف دخلتم الدار ؟،، وكانوا ست رجال وجوههم نور على نور ،، التفوا حولي !،، واحدهم جلس عند رأسي والآخرين توزعوا حول جسدي الطريح ،، سألوني اجمعهم شيخ علي ما الذي يؤلمك ؟،، قلت لهم : كل أعضاء جسدي تؤلمني ،، فقالوا : لا تهتم يا شيخ علي سوف نريحك من آلمك !!،،،

وبدءوا يمررون أيديهم على أعضاء جسدي المتعب وأين ما مروا بأيديهم ذهب الألم والتعب والحس أيضا!!،،، إلى إن وصل الأمر إلى الرجل الذي كان يجلس إلى جنب رأسي فمرر يديه على وجهي فانتبهت وإذا إنا حر غير مثقل بالجسد وروحي تطوف وكأنها النسيم العليل !،، وجسدي مطروح !،، لكن روحي مفصولة عنه !، والأشخاص الستة لم أرهم بعد هذه اللحظة !!،،،

بعد برهة قصيرة طرق احد الجيران الباب لاطمئنان علي فلم استطع إن أحرك الجسد المطروح أرضا إذ لا قدرة لي عليه ولا سيطرة مطلقا !،، زاد الطرق على الباب قوة إذ إنني لا استطيع الإجابة على الطارق ،، والطارق بدأ يصيح بالجيران ،، إن الشيخ علي لا يجيب !،، فهرع كل الجيران فمنهم من تسور جدران الباب ونزل وفتح الباب لمن هم خارج الدار !،، وانأ أصيح بهم إخواني لا يجوز و لا يصح إن تفعلوا هذا إن للدار حرمة !،، ولكن هذا كله دون إي جدوى أو منفعة !،،

اقترب الأصدقاء من جسدي الطريح ،، وتحسسوه بأيديهم فصاح احدهم بصوت مرتفع تعلوه حشرجة وشهقة معه بكاء وحزن ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) إن الشيخ علي ميت !!!،،،

هنا انتبهت لهذه الكلمة واندهشت لها كيف إنا ميت وانأ اسمعهم واراهم !،، ولكن هم لا يسمعوني ولا يرون شخصي !،، لا أطيل عليك أيها العالم الجليل ، فقد وضعوني بقبري المظلم والموحش وحيدا فريدا لا اعلم ما وراء هذه الظلمة الموحشة !!،،،

انفرج القبر بشكل واسع جدا وظهر بابان واحد عن يميني والأخر عن يساري والباب اليمنى انفتحت وإذا هي تكشف عن جنان ورياض واسعة في أشجار وأفنان ورياحين تنم عن عبق الزهور وأريج الرياحين !،، وانفتحت الباب اليسرا ،، وإذا هي تكشف عن نار تلظى نزاعة للشوى ترهب القلوب الواجفة وترعد الفرائص الجامدة من شدة زفيرها !!،،،

في هذه اللحظات وإذا بملكين عظيمين مشتملة أيديهم على أعمدة من حديد لو ضرب بها جبل لتناثر مثل حبات المطر !!،،،

الموقف رهيب ولكن الآمل بالله كبير ورحمته وسعت كل شيء ، قبل إن يتكلم الملكان العظيمان ، وإذا الرسول الأعظم حبيب الله الأحمد محمد الشفيع صاحب المقام المحمود ( صلى الله عليه واله  ) يقف إمام الملكين فيشير لهما بالانصراف فينصرفان ويشير إلى باب النار فتغلق !!،،، ويشير إلى باب الجنان فتفتح ، وإذا إنا بجنة لم ترها عيني قط !!،،،

انفرج همي وغمي ورحت أتجول وانظر لنعم الله تعالى إلى تلك القصور الفارهة والجميلة والى تلك الأنهار والسواقي والى الأشجار والأعناب والى إلا إن وقعت عيني على فتاة سافرة عن رأسها عليها لباس الديباج والحلل !،، فغضضت بصري وأطرقت رأسي إلى الأرض !،، حياء لجمالها وطاعة لشرع الله عز وجل الغريب إن تلك الفتاة البديعة الجمال عندما وقعت عينها على شخصي هرولت مسرعة نحوي متلهفة لي ، وصلت بقربي وأمسكت بيديها الناعمتين يدي ،، فارتعدت وسحبت يدي من يديها وقلت حرام !،، قالت : لم يا شيخ علي إنا حليلتك خلقني الله لك من يوم ولدت أنت في عالم الدنيا !،، وانأ في انتظارك وأنت جازاك الله لأنك كنت تغض البصر عن النساء !،، أخذت يدي هذه المرة فلم اسحبها فأنها زوجتي وهي هبة الله لي !!،، ولكن كان الحياء قد أخذني من أم رأسي والى أخمص قدمي ، فلم يسبق لي في عالم الدنيا الزواج !!،،،

كانت الفتاة تضع حول رقبتها عقدا منظوما من لؤلؤ اسود عانقتني واعتنقتها بقوة !،، فأنقطع العقد وتناثره حبات ألؤلؤ السوداء على الأرض فنزلنا سويا نلتقط حبات ألؤلؤ فجمعت منها سبع حبات فقط وهممت عل التقاط الحبة الثامنة !،، فجاء النداء بصوت مرتفع يا شيخ علي إن العالم التقي الورع الفلاني يطلب رؤيتك وعليك الإجابة !!،،،

وإذا إنا ألان إمامك وحبات ألؤلؤ بيدي هذه وهي سبع حبات فقط !!،،،

فقال العالم : سبحان الله الجليل سبعمائة سنة بسبع حبات لؤلؤ فقط !!،،،

سبحان الله العظيم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/29



كتابة تعليق لموضوع : قصة العالم التقي والشيخ علي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net