صفحة الكاتب : ايليا امامي

لماذا تستنفر السعودية .. وتسكت إيران .. وتصبر النجف ؟؟
ايليا امامي

@ يوماً ما قال حسن نصر الله مخاطباً السعودية : تلوموننا لأننا نتحالف مع ايران في مشروع المقاومة .. لوموا انفسكم .. انتو تنابله .. انتو فاشلين .. لو دعمتم المقاومة لما كنا بحاجة لايران .

ويوماً ما وقف احد الدواعش وهو يمزق جواز سفره السعودي وهو يعلن نفسه منتمياً لأمة الإسلام الواحدة وليس لملوك ال سعود ..

ويوماً ما تجاهل الغرب كل ضغوط السعودية لأجل وقف مفاوضاته النووية مع إيران .

وفي كل يوم .. يشاهد المراقبون السعوديون المزيد من الدعم والتأييد ( والتغريد ) لداعش بوصفها مشروع يقف في وجه التمدد الغربي من جهة .. والصفوي من جهة اخرى . ويحمي الإسلام والسنة من الطرفين .

ولذلك ..

سياسة المملكة برمتها قائمة اليوم على محور واحد وهو ردة الفعل على جميع المواقف المذكورة ومحاولة تغيير الصورة النمطية حيث يبدوا جلياً أن هذا هو السبيل الوحيد أمام السعودية .. فالثالوث الذي كان يحمي الأسرة الحاكمة لعشرات السنين بدأ يتفكك

# فالغرب ليس موثوقاً به بعد تعدد مصادر الطاقة وتغير خارطة الصراع .. وقد لايرى المملكة سداً منيعاً يعتمد عليه لحفظ مصالحه في المنطقه  .

# والغطاء الديني لآل الشيخ وجوقة المطاوعة أصبح لا يقنع ولا يخضع الشباب المتحمس لخطابات الخليفة البغدادي وأناشيد الدولة الإسلامية .

# والمال السعودي لم يعد كافياً لتوفير جيوش من المرتزقه تقاتل بالوكالة .

ومن هنا بالضبط .. قررت السعودية السير في اتجاه اخر .. وبدأت التحالفات والحروب والاعدامات والدبلوماسية الحادة تسير في المملكة العجوز بسرعة الضوء !!

تريد القول للوهابية لاتذهبوا لداعش نحن موجودون ونحمي السنة من كلا التمددين .

تريد القول للسنة المعتدلين نحن هنا لحفظ الإستقرار ..

تريد القول حتى لبعض الشيعة _ وبالذات في المملكة _ اننا هنا مشروع يحمي الجميع سواء من التمدد الصفوي او التمدد الداعشي .. فنحن توازن المنطقة وبدوننا سيكون الصراع دموياً

تريد القول للغرب وأمريكا اننا ايضاً لنا قوة وليس ايران لوحدها تلعب في الاقليم وتربك إستقرار المنطقة  فإحسبوا حسابنا عندما تتفقون مع ايران على نووي او غيره.

تريد القول لدول الخليج ليس مسموحاً لاحد ان يبقى متفرجاً على تمدد ايران .. ونحن سنمشي ويجب عليكم المسير خلفنا اذا كنتم تبحثون عمن يتصدى ويتحمل المسؤولية .

هذا ما تريد السعودية فعله وقوله من كل تصرفاتها ..

ومادام للمخابرات السعودية أذرعها الممتدة في الغرب .. وبعض خيوطها في الجماعات المسلحة .. وترسانتها الاعلامية الضخمة .. وبترولها السيال .. فهي عازمة على المضي في تغيير الصورة النمطيه وقلب المعادلة .

فإذا دخلت في تحالف عربي ضد اليمن .. فليس من حق أحد الاعتراض .. وإلا تم سحقه .

وإذا دخلت في تحالف إسلامي ضد الإرهاب .. فليس من حق أي دولة أن تعبر عن صدمتها إذا سمعت إسمها يعلن في التحالف من دون علمها !!!

والأزهر عليه أن يتخلى عن إعتداله التاريخي وسمعته الحسنة ويصدر تصريحات متشنجه تجاه ايران والشيعه والحشد الشعبي وتجاه داعش بالمقابل وكل شيئ لايعجب السعودية .. لكي تبدوا هي الحل الأمثل .

ورئيس السودان الذي يعاني من الفقر المدقع والملاحقة الدولية .. سيوضع في جيبه بعض الأموال ويتغاضى عنه قضاة محكمة العدل .. بشرط الإنقلاب على ايران الصديقة لصالح السعودية .

وباكستان .. ونواز شريف .. إن لم يستجب للسعودية .. فللسعودية ألف طريقة لتعكير مزاج الرابطة الإسلامية .

وملك المغرب .. عليه القبول .. فأوضاع شمال أفريقيا ليست على مايرام .. ومن لايدخل مع الأقوياء سيجد نفسه في مهب الريح .

وهكذا هو حال بقية الدول بدون تعداد .. بما فيها نيجيريا والصومال .. فمن لا يأتي بالجزرة .. سيأتي بالعصا .

ولكن ..
ولكن ..
هل هناك إمكانيه حقيقية لتحقيق هذا الأمر .. وأخد الصدارة والإمساك بزمام المواجهة ؟؟

هل من حق محمد بن سلمان الشاب الطموح ان يحلم بلقب ( قيصر العرب ) وهل له إمكانيه حقيقية لذلك ؟؟

يبدو من مراقبة الأحداث أن السعودية تأخرت كثيراً .. و المجدف السعودي تعبت يداه كثيراً ..

تفكك داخلي وصراع بين أجنحة الحكم في الأسرة لايستطيع الأمراء إخفائه .

عجز في الميزانيه سببه التمويل غير المدروس للحرب والذي يحركة التوحش وليس بنك الأهداف .

شك كبير بنوايا الغرب وعجز عن قراءة أولوياته يعزز حالة التخبط في المملكة .

إنتشار كبير للفكر الداعشي وخطاباته في صفوف الشباب .

ضغط متلاحق على الدول العربية وهدر لكافة اوراق القوة في سبيل تحريكها .
وهنا نقطة مهمة ..

فهذه الدول تتصرف اليوم بحسب الضغط السعودي .. ولكنها لاتريد تضييع مصالحها .

فباكستان لم ترفض الدخول في التحالف العربي خوفاً من ضغوط الرياض .. ولكنها أيضاً لم تتصدر القتال وتعرض جنودها للخطر .
ومصر حاولت المشاركة من بعيد .. ولم تدخل في عمق الاشتباك .

وفي التحالف الإسلامي لم تعلن الدول المشاركة عن مساهمات معينة بل اكتفت بالموافقه مراعاة للسعودية .. التي حاولت حفظ ماء وجهها بالقول انه تحالف استشاري .

وعندما سحبت السعودية والبحرين سفيرهما من طهران .. خففت الامارات من تمثيلها الدبلوماسي ولم تقطعه وتضيع مصالحها الاقتصادية المهمة مع ايران .

والنظام السوري لم يعد عدواً فعلا  بالنسبة للكثير من حلفاء الرياض

وخلاصة الموقف :
لو بقيت السعودية على هذا الحال .. من تشتت البال وهبوط اسعار الريال .. وهدر النفط لضرب اقتصاد ايران والعراق .. فإن هذه الدول التي تحالفها اليوم ستنفض من حولها غدا  قبل ان تغرق هي الاخرى في مركب الشاب المتهور محمد بن سلمان .
ولو بقيت في هذه الحرب المدمرة مع اليمن .
ولو بقيت في هذا التمويل الجنوني للحرب في سوريا ..
فلن يكون للسعودية أي مصدر قوة أو ورقة تفاوض تحركها لتبقى موجودة كلاعب اساسي على الساحة الاقليمية .

_____________
ومن هنا نقول :
السعودية تعرف انها فقدت كل اوراقها .. ولم يبق لديها الا ورقه واحدة وهي اشعال حرب طائفية تزيد من استقطاب السنة والوهابية من حولها .. وتضعها في صدارة المدافعين عن السنة لتلتف الدول حولها من جديد .

الحرب الطائفية .. فقط وفقط .. هي القادرة على إنقاذ السعودية من التخلف عن ركب التاريخ وإعطائها قوة كافية لتقول انا هنا .

ولكن يبدو ان الشيعه أكثر ذكاء مما تتصور السعودية .. ويريدون كسب عامل الوقت ليكون هو وحده الرد الحاسم على محاولات السعودية

حزب الله في لبنان لا زال يؤكد ان العدو الاول هو اسرائيل وليس حتى داعش والنصرة فضلاً عن بقية السنة
إيران لم تقم بأي عمل عدواني ولم تطلق اي تصريح طائفي بعد حادثة حجاج منى .. واعدام الشيخ النمر .
مرجعية النجف الاشرف تجاهلت تماماً مخاطبة ال سعود بعد اعدامهم للشيخ النمر ووجهت خطابها لعائلة الفقيد وشيعة القطيف .
ورغم أن المرجعية قد بعثت برسالة مسبقة الى السلطات تطالبها بإيقاف اعدام الشيخ النمر ولكن كان من المتوقع جداً ان لاتستجيب السعودية .. في المقابل سجلت المرجعيه نقطة مهمة في سحب الذرائع الطائفية .
حاولت السعودية الاستفزاز اكثر باعلان الافراج عن معتقليها في العراق يوم اعدام الشيخ النمر .

والشيئ الذي يعنبره بعض السطحيين موقفاً سلبيا للمرجعية بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى .. واصدار البيانات باسم الشيعة .. هو بالحقيقة دراية كاملة بخطط السعودية التي تريد جر المرجعية النجفية الى سباق تصريحات معها .. في المقابل سباق نفوذ مع ايران .. لتكتمل ملامح الصراع الطائفي وتفوز السعودية بصدارة المشهد العربي ..

ولكن المرجعية علمتنا انها تستنير بحكمة امير المؤمنين عليه السلام .. فجعلت الصبر تفويتاً للفرصة على نظام المملكة العجوز .. ولو بتحمل جراح مثل فقد الشيخ النمر او الحجاج المظلومين .

وبكلمة مختصرة : الأمر كله يعتمد على صبر وضبط اعصاب الشيعه فالأمر ليس أكثر من مسالة وقت  .. وسيسمعون في القريب العاجل إنهيار هذه الدولة المتآكلة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/07



كتابة تعليق لموضوع : لماذا تستنفر السعودية .. وتسكت إيران .. وتصبر النجف ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ملاك ستار ، في 2016/01/07 .

تكلمت بعين الصواب مما لا يدع لاحد ارتياب .. الحكمة التي تتمتع بها مرجعيتنا تحتاج لامثالك لينبهوا اليها ... شكرا لك أيها المجاهد بالكلمة الصادقة




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net