صفحة الكاتب : قيس النجم

عروش فوق جثث الأبرياء!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"سقطت قطرة عسل على الارض، وجاءت نملة صغيرة وتذوقت العسل، ثم حاولت الذهاب، ولكن مذاق العسل راق لها، فعادت وأخذت رشفة أخرى، ثم أرادت الذهاب لكنها شعرت، بأنها لم تكتفِ بما إرتشفته من حافة القطرة، وقررت دخولها لتستمتع به أكثر وأكثر، لكنها لم تستطع الخروج من قطرة العسل، لقد كبلت قوائمها، وألتصقت بالارض ولم تستطع الحركة، وظلت على هذا الحال الى أن ماتت"

يقول الحكماء: "ما الدنيا إلا قطرة عسل كبيرة، فمن إكتفى بإرتشاف القليل منها نجا، ومن غرف من بحر عسلها غرق"

إن مافيات الفساد التي عاثت بمقدرات البلد، وسرقت من قوت الشعب ومما يندى له الجبين، لم تكتف، ولم تشبع، وما زالت تسير على نهجها، من جمع المال الحرام والسحت، فزاد الأغنياء ثراء، والفقراء شقاء، وأصبح البلد جحيماً لا يطاق، والقردة والخنازير تعيث فيه خراباً، فأفسدوا في الأرض، فباتت الديمقراطية في ظلهم، عبارة عن سرقات، وطريق وطني فاسد، تسبب بإفراغ الخزينة، وكذلك بحصد أرواح كثيرة، كل ذنبها أنها رفضت، أن يكون لساسة الموت مكانٌ بيننا.

تقديم القرابين من أجل الحثالة، هم دواعش الفساد، والذين يتربعون على العقول، بإسم إسترجاع الحقوق المغتصبة، فبلدنا تعيس، ورغم فقره وتعاسته فهو يعيش، لكن صناع الظلام والخوف، يقامرون بما تبقى من رصيد الشعب، فخلفوا لنا مليونا امرأة نازحة، ومثلها أرملة، وحرب تجري فوق أجسادهن ظلماً، وبرداً وقيضاً، ورمقاً ويتماً، ولا من معين سوى أنصار الدين، والمرجعية الرشيدة، ورجال العقيدة الحسينية الثائرة، والتي حفظت الأرض والعرض من الإرهاب.

 الفشل أن تنتخب الذئاب، وترى الأسد مكبلاً في قفص من القوانين، التي أكل الدهر عليها وشرب، ثم يصرح أحد الفاشلين الطارئين على العملية السياسية، بأن السبب هو دستور السلطة العثمانية! لابد أن تكون لدينا قناعة التغيير، لكونها كنز لا يقدر بثمن، ولأنها الخطوة الأولى للنزاهة، فكيف إذا كانت تعني التصميم، على إزالة آفة الفساد من جذورها، وإستئصال شياطين النهب المنتفعين، من وراء غياب القانون، وتسيس القضاء.

من أبرز مظاهر الفساد، هو اللجوء الى الأكاذيب والخرافات، وإتخاذها ركيزة للإستناد عليها، بدلاً من الحقائق، وبمجرد المطالبة بمحاسبتهم، تجدهم يفزعون، كأن الموت قد طرق بابهم، وتبدأ نوازع الشر بالخروج، لتتلاعب بزمن الأبرياء، وتدفعهم للهاوية ليؤمنوا بها، وبتكتيكات حديثة مسمومة وخطيرة، وهذا ما أسس له دواعش السياسة، وبالتالي حصدت الأخضر واليابس في آن واحد.

ختاماً: إذا لم نتمكن من ترويج أفكارنا، حينها نعلم أن الطريقة التي إستعملناها، ليست مناسبة للإقناع والتأثير، حينها علينا ألا نحول الإختلاف في الرؤى، الى خلافات فكرية، ونصب جام غضبنا عليها، فنحيل العراق الى رماد، بسبب الفاسدين والخونة، الذين أتخذوا من رؤوس أصابعنا، طريقاً للشهرة، لذا سنقطع أصابعنا، قبل أن نعيد إنتخاب القتلة، والسراق من الساسة، ليبنوا عروشهم فوق جثث الأبرياء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/08



كتابة تعليق لموضوع : عروش فوق جثث الأبرياء!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net