صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

إلى من يحير القلم في وصفه
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رجل مَلَكَ النفوس واسرها بحبه، رأته القلوب، فرسمتها للعيون لتراه، أي كلمات توصِفِ شخصه؟ كيف لها ألا تتطاير أمامه؟ كتطاير أوراق الشجر امام عاصفة عاتية، يملك حكمة حطمت سيول من الطائفية، قوته لا أحد يعرفها! هو ملك تراه يعيش فقيرا! حمل هموم أبناءه، حين اسودت شمسهم، وطغى ليلهم.

سَمِعْتُ به وكنتُ صغيراً، لا أعرف خفايا السنين، ولم أدرك أن كلماتي، يوما ما، ستعجز عن وصفه، ومضت الأيام، وإذا بالمصائب تغزونا، وسقط وطني، كسقوط يوسف في جب البئر، فَحِرنا من يخرجنا؟ ونسينا كل شيء، فنهايتنا حتمية! يوسف أتاه السيارة وأخرجوه، بعد أن كادَ إخوته عليه وأسقطوه، ونحن بعد فشل حكامنا، من ينقذنا؟!

بدأ اليأس يأخذ من القلوب أمآلها، ومن العيون نظرها، فكل أمانينا تبددت، وقوانا خارت، فشل الرعاة في حفظ رعيتهم، وتهنا، تياه قوم موسى في صحرائهم، تركونا لوحدنا، نبحث عن ظل في صحراء قاحلة، فحامت الذئاب حولنا، وأنيابها تتلألأ حمرةً، من دم أجسادنا، بعد أن خاننا الفاشلون، فغاص الوطن ببحر من نزيف شبابه، فجأةً في هذا اليأس، وإذا بذلك الرجل، يعود لينتشلنا من ضياعنا.

رجل أمنيته موضع قبر في هذا التراب، زئر بكلمة: أن هبوا للدفاع عن بلدكم، فهدمت كلماته أعمدة الباطل، وقَرتْ أعين أبناءه، بوجود راع لهم، يحمل همهم ويوجههم، بعد أن تسلط عليهم من لا يسمع ولا يرى، إلا ما يريد، فوصلنا لهذا الحال البائس، حيث بتنا نبحث عن أجساد شبابنا، مابين غابات البساتين، وشواطئ الأنهار، وتحت الأنقاض! ماذا لو سمع الرعاة لمن أرشدهم؟!

ذهب الفاشلون وبقيت سوآتهم، فتحملها خلفائهم، عسى ألا يسيروا كما ساروا؛ فيضلوا الطريق، ولات حين مندم، وان يستمعوا لنداء ذلك الرجل، الذي إعتلى صهوة الحكمة، وعنفوان الكلمة، بصبر كصبر أيوب، لولاه؛ لصرنا من الماضي، ولبنيت مساجد إحتفلاً بقتلنا، كما فعلوا في الكوفة حين قتلوا الإمام الحسين، ولتحولت كنائس بغداد وصارت معرضاً للجواري، ولإنتهكت الأعرض، وسرقت الاموال، وقتلت الرجال، كما حصل للأيزيديين هناك.

حين ضاق الخناق، ((وبلغت القلوب الحناجر))، وبان الفاسد والخائن، حين فشل الفاشلون، وتولوا، وتركوا جيشهم، عندما خذلوا رتبهم وهربوا، انبرى الفارس، ليزيل غبار الهزيمة عن جباه أبناءه، ويخط النصر لوطن ضاق صبرا، وهو ينتظر بزوغ الشمس، ليبدأ صباح جديد، يُعلِمَ العراقيين، أن النصر حليفهم؛ مادام فيهم من تقف الكلمات عند وصفه، ويحير القلم أمام عظمته، إنه خيمة العراق السيد علي السيستاني.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/09



كتابة تعليق لموضوع : إلى من يحير القلم في وصفه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net