صفحة الكاتب : عمار الجادر

إعدام الشهيد النمر والبعد الثالث
عمار الجادر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد اعتاد الشارع تبعا للإعلام المؤجج له, أن يتخذ من القضايا مادة دسمة لوجوده, دون الخوض بأبعاد تلك القضايا بواقع ألمدلوليه البعيدة, التابعة للعقل خارج نطاق العاطفة, الوتر الذي يعزف عليه القاصد, لغاية أبعد بكثير من نشوة العاطفة, وهنا سنبين الأبعاد التي حدثت جراء ذلك الحدث.
من ناحية الشارع الشعبي, كان هناك البعد الأول, الذي تحرك نحو القضية بعاطفية بعيد عن الهدف الرئيسي الذي قصده الفاعل, ولا شك إن بين تلك المجاميع الغفيرة التي خرجت ثائرة في البلدان الأخرى غير المملكة, حيث لا شك إننا لا نتكلم عن أهل القطيف, وغيرها من المحافظات السعودية, لأنهم أصحاب الشأن الأول, ولكن نتكلم عن الشارع الحساس خصوصا في العراق و إيران,  هنا لاشك بأن بينهم من هو مدفوع الثمن, لتحقيق بعض البعد الثاني الذي سنتطرق له, و أغلبية البعد الثالث, الذي هو مقصد الفاعل.  
نعم الهياج العاطفي و استهجان الفعل, أمر يقتضي لمثل هذه الجرائم, ولكنها قياسا بإجرام تلك المملكة وتحركها الطائفي, ليس بالجديد, ولا القتل بهذه الطريقة لمثل الشهيد النمر, بالجديد بالنسبة لأتباع خط الحسين عليه السلام, ولكن لماذا كان كل ذلك؟! و أبطال الشاشة الذين يطلون علينا كل عزاء! وفي الوقت هذا بالذات! حيث جبهات القتال في العراق تشهد انتصارات محطمة لدولة سعود, و اتفاق إيران مقبل على انجازه الأخير رغم المراوغات التي حاولت إيقافه!  الكثير من علامات التعجب تدفعنا للتفكير بالأبعاد الثلاثة.
كما أن البعد الأول واضح لمثل تلك الجريمة البشعة, فان البعد الثاني هو واضح أيضا, ولكن ليس للمنتشين جدا بالعاطفة, بل لمن رفع رأسه قليلا ليرى بعد خمسة أمتار عن عنتريات الشاشة المتضاربة, ليجد إن مهلكة آل سعود متناحرة من الداخل, حيث الصراعات الأميرية, وكذلك الاقتصاد المتهالك جراء حروبهم الرعناء, ألا يستحق أن يثار هذا الأمر لتجاوز تلك المحنة؟ فتشعل الفتيل الطائفي, وتجعل لها حق دولي عند الأمم المتحدة, حيث حرق السفارة في إيران ردة فعل عاطفية متوقعة لمثل تلك الجريمة, أضف لذلك بعض المأجورين وبعض المتباكين على شاشات عرض العضلات. 
هناك للقضية بعدا ثالث لتلك القضية, البعد الذي لم يخفى على مرجعية العراق الرشيدة, ومن تبعها من قادة, ينظرون إلى أبعد بكثير, من ما ينظر إليه أولئك الأعراب, ومن يعتمدون عليهم لقلة بصيرتهم, وكذلك رأته سياسة طهران الرائدة, وهو بعد الضرب بنفس القضية الإنسانية, التي ظهرت واضحة أمام العالم, بأن أصحاب الرأي الشيعة والقادة هم أبعد ما يكون عن طائفية مقيتة, وهم من مثل الإنسانية بأجل تأثيرها وشمسها الواضحة, وكذلك فوتوا الفرصة لجرهم لحرب طائفية, وبهذا لم يؤثر ذلك الغبار الذي افتعلوه على وضوح الشمس, بل أرتد عكسا عليهم بخسارات  سياسية واضحة.
ختاما نقول: ليس جميع الغبار المتطاير هو لخيل أصيلة تصول, فربما هناك فرسان لا يجيدون ركوب الخيل, فتجدهم يثيرون الغبار لكي لا ترى كبواتهم.      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار الجادر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/09



كتابة تعليق لموضوع : إعدام الشهيد النمر والبعد الثالث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net