صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

لاوجود لأزمةٍ سُنّيَة في العراق
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المخجل جدا ان نتحدث بكلمات طائفية أو أن نناقش هكذا مواضيع ، لكن للأسف الشديد هناك من يحلو له العزف على هذا الوتر المقيت ، للأسف ان بعض السياسيين المحسوبين على العرب السُنة يلجأون الى التخندق الطائفي عندما تتشابك ألأمور لهذا السبب أو ذاك ، للأسف أن تصدر تصريحات تحمل بعدا طائفيا من السيد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي ، وحتى لو كانت هناك بعض الأمور التي من الممكن ان تشكل أزمة ما فيتوجب أن لاتصدر من السيد اسامة النجيفي لكونه رئيسا لمجس النواب العراقي ، أي انه ومن خلال منصبة يمثل جميع العراقيين وليس السُنة فقط ، المفروض أن يعمل السيد النجيفي على احتواء ألأزمة ان كانت موجودة فعلا بدلا من اثارتها واضفاء الطابع الطائفي عليها .
كل ابناء العراق يعانون حاليا من ضعف الخدمات المقدمة من قبل الجهات المختصة وبالذات مشكلة الكهرباء ، وهذا ألأمر يعاني منه السُني والشيعي والمسيحي والصابئي وألايزيدي وغيرهم ممن يسكن أرض العراق الطاهرة ، كذلك مسألة عدم توفر فرص العمل بشكل مناسب ، هذه المشكلة ايضا يعاني منها الجميع ، مضافا لذلك فأن ضعف ألأداء الحكومي الناتج عن تأخر اقرار وتشريع القوانين في مجلس النواب لأسباب مختلفة ايضا يلقي بظلاله على الجميع ، فلماذا لانقول ان جميع العراقيين يعانون من تلك ألأمور ؟ بدلا من ان نقول ان المواطن السُني يرى نفسه مواطنا من الدرجة الثانية وهذا شيء يدعو للخجل والاسف في ذات الوقت .
ليعلم الجميع أن اهل السُنة يعانون من تهميش الساسة السُنة لهم خصوصا الذين حصلوا على مقاعد وزارية ، واقولها بكل مرارة ان الوزارات التي تناط مسؤوليتها بالساسة السُنة اصحبت اماكن للاصطفاف العشائري والامثلة كثيرة على ذلك ، اغلب الساسة السُنة وبعد ان حصلوا على مايريدون من مقاعد برلمانية ووزارية راحوا يوظفون تلك المقاعد لخدمة العشيرة والاقارب وابناء العم والخال واقارب  الزوجة وهكذا ، وما بقي من النزر اليسير فأنه يترك للمواطن ، ولعل من تكون له مراجعة الى وزارة وزيرها سُني يرى بوضوح الاصطفاف العشائري والمناطقي الموجود فيها .
المطلوب من الساسة السُنة ان لايقحموا ابناء السُنة في مشاكلهم من اجل ان لايقودوا البلد الى اقتتال طائفي لامبرر له ، المطلوب منهم ايضا النظر الى كل العراقيين بالعين نفسها ، ماذا يعني ان يقوم سياسي ما بزيارة سجن ديالى والموصل للتعرف على احوال المعتقلين ومايعقب ذلك من تصريحات اعلامية مثيرة ؟ اليس من واجب السياسي المكلف بزيارة السجون ان يقوم بزيارتها جميعا للوقوف على احوال كل المعتقلين ؟ اليس هذا هو الاصطفاف الطائفي بعينه ؟
في عامي 2006 و 2007 عمل عدد من الساسة المحسوبين على السُنة على تغذية الطائفية وبالذات في منطقة الأعظمية وتعدى الأمر اكثر من ذلك بحيث تم تقسيم ابناء السًنة الى قسمين قسم يسمى بالمجاهدين والقسم الآخر يسمى بالمرتدين ، من كان يريد ان يصل العراق الى بر ألأمان اعتبر مرتدا وتم تصفية الكثير من الابرياء طبقا لذلك التصنيف ، انا واسمحوا لي ان اتكلم بأسلوب لاارضاه لكن من اجل اثبات الحقائق اقول انا من الطائفة السُنية ومن مواليد الاعظمية لكني كنت أخشى دخول الاعظمية في عامي 2006 و 2007 نتيجة الافكار المسمومة التي روّج لها البعض من الساسة السُنة وغرروا بها عددا من الجهلة ، كنت اخشى دخول الاعظمية ، لكني كنت اذهب بحرية تامة الى مدينة الصدر على سبيل المثال لا الحصر لغرض تقديم واجب العزاء لشخص صديق او قضاء عمل معين ، على الساسة السُنة ان يجيبوا على اسئلة من انتخبهم واوصلهم الى قبة البرلمان ، ابناء السُنة يسألون ساستهم ويقولون لهم ، لقد وعدتمونا ان تعملوا على اخراج القوات المحتلة في حال انتخبناكم لكنكم كنتم اول المصوتين على بقائهم حين تمت المصادقة على الاتفاقية الأمنية التي ابرمت بين العراق والولايات المتحدة الاميركية ، فما هو جوابكم ؟
ابناء السُنة يناشدون ساستهم الكف عن الترويج لمقترحات الانفصال لانه لايوجد سُني يرضى بها ، ابناء السُنة جزءا لايتجزأ من ابناء العراق ، ومن يريد غير ذلك فليترك الساحة السياسية لغيره ، لأن السياسة تتطلب الحكمة والتعقل في اصعب ألأمور ، ولو كانت السياسة تدار وفقا لمقترحات الانفصال لما كانت هناك دول حاليا ، كل العالم يمر بأزمات تكون خطيرة جدا في بعض الاوقات لكن دهاء الساسة يحتوي تلك الازمات ، ويجد الحلول اللازمة لها .
من يريد العراق عليه العمل من اجل وحدته لا تفرقته ، من يريد العراق عليه العمل في اصعب الظروف ، وليس عيبا ان كان الانسان غير قادر على العمل والعطاء لكن العيب حين يعمل من اجل التخريب واشاعة الفرقة بين الاخرين .
اكرر ان جميع العراقيين يشتركون في نفس المعاناة حاليا ، وعسى ان تتغيير الامور عاجلا أم اجلا وينعم الجميع بالخير والرفاه .
لاوجود لأزمة سُنية في العراق ، لاوجود لأزمة ولن تكون أزمة مطلقا ، سيعبر ابناء السُنة مع اخوانهم ابناء الشيعة والمسيح والصائبة والايزيديين الى بر الامان يدا بيد وكل منهم يهنىء ألآخر عندما بخرج آخر جندي من قوات الاحتلال .
من تسنّى له رؤية ابناء السُنة الذين فتحوا بيوتهم لزوار الامام الكاظم عليه السلام حين احياء ذكرى استشهاده فأنه سيجزم بأن لاشيء يفرق وحدة العراق ابدا ، وان كل تصريحات الذين يحسبون على السُنة لاتعدوا سوى كلاما في الهواء ليس له أي اساس او قاعدة يرتكز عليها .
سيبقى العراق عصيا على دعوات التفرقة والانفصال ، سيبقى العراق وطنا موحدا للجميع ، ستذهب دعوات من يفتعلون الازمات ادراج الرياح حيث لن تجد اذنا صاغية لها .
كل ابناء السُنة يريدون عراقا موحدا يعيشون فيه جنبا الى جنب مع اخوانهم الشيعة وسائر العراقيين ، اتمنى ان يجرى استطلاع مباشر لأبناء السنة حول تصريحات السيد النجيفي الداعية الى اقامة اقليم سني ، عند ذلك سيجدون ان نسبة الرافضين لتلك الفكرة هي النسبة ألأعظم ، ومن الجدير بالذكر ان ابناء السُنة اليوم يعانون من مرارة عالية تستقر في نفوسهم بسبب تصريحات السيد النجيفي التي تتعلق بأحقية مطالبة الولايات المتحدة الاميركية بالتعويضات ، وهذا التصريح بحد ذاته جعلَ ابناء السُنة في حيرة من أمرهم لأنه ينطوي على اهانة كبيرة للشعب العراقي بشكل كامل .
سيعبر العراق الى بر ألأمان ان شاء الله ، ولاوجود لأزمة سُنية مطلقا ، والله ولي التوفيق .
Khalidmaaljanabi@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/30



كتابة تعليق لموضوع : لاوجود لأزمةٍ سُنّيَة في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : الاعلامي ابراهيم الراجحي من : العراق ، بعنوان : تحية واحترام في 2011/07/02 .


الاستاذ خالد الجنابي المحترم
ليس غريبا عنك هذا الموقف المشرف ، تعودنا على مقالاتك النقية التي لاتختلف عن طيب نفسك ونقائها ايها الزميل والاخ والصديق العزيز .
اتمنى ان يحمل كل عراقي نفس ماتحمله من نكران ذات ولايهمك شيء سوى العراق الكبير والعزيز .
ان شاء الله سنعبر الى بر الامان

اخوك
ابراهيم الراجحي






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net