صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

رجال الإرادة جهادٌ مستمر
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


الجهادُ ليس مقتصراً على وقت معين, وقد يكون بالنسبة لبعض الساسة, أشد وأقسى, عند وصولهم للحكم, واستلام المناصب, فيكونوا أكثر صلابة وشدة, مما كانوا عليه قبل ذلك.
المهندس جبر صولاغ سياسيٌ عراقي, عُرف هذا الرجل بنزاهته وكفاءته, حيث تسنم المناصب عدة, بعد سقوط الطاغية, فقد كان وزيراً للإعمار والإسكان, ما بين أيلول 2003- حزيران 2004, ثم وزيراً للداخلية, في نيسان 2005- أيار 2006, ووزيراً للمالية للقترة من 2006- 2010.
ما الذي قدمه باقر جبر صولاغ, المولود في محافظة ميسان عام 1946, من خلال تسنمه تلك الوزارات؟ من خلال متابعة متسلسلة متواضعة, تبين ا لاتي, أعد في أقل من عام بوزارة الإعمار والاسكان, برنامجاً متكاملاً لبناء وحدات سكنية عملاقة, كان يأمل العمل عليها, إن تم تجديد ولايته لتلك الوزارة, أو يكمل من يأتي بعده ذلك البرنامج, الذي لم يَرَ النور, لضعف أداء الوزراء الذين خلفوه.
تم اختياره وزيرا للداخلية بفترة عصيبة, حيث استفحال تنظيمات القاعدة, وقد تم كشف عملية, كان مؤملاً من قبل الإرهاب, بعد تفخيخ وزارة الداخلية, ولولا رحمة الخالق, الذي ألْهَمَ صولاغ, حسن الإدارة وصدق الهمة والإيمان, بان عدوه ضعيف, ومن الممكن السيطرة عليه, كان كل طابق من بناية الوزارة, يحوي على ما يقارب ألف منتسب, هذا غير المواطنين, الذين كانوا يراجعون تلك الوزارة, وقد شهد جميع الخيرين بنجاحه.
بعد تلك الفترة أنيطت وزارة المالية اليه, حيث قام بجولات مكوكية مضنية, لإطفاء الديون التي تُكَبلُ العراق, وقد نجح حسب إطلاع المختصين, بالوصول الى نسبةٍ تجاوزت الـ 60%, واستطاع الافلات من حبال, صندوق النقد الدولي, فأصدر أول سلم لرواتب الموظفين عام 2008, يتم الاعتماد عليه كأساس لحد الان, ويكفيه فخراً, أن النزاهة البرلمانية لم تسجل عليه, أي ملف ليتم محاسبة عليه.
عند الدورة الحالية 2014, تم وقوع الاختيار على باقر الزبيدي, ليكون وزيراً للنقل, وتنفيذاً لأوامر المرجعية المباركة بمحاربة الفساد؛ فقد قام بادئ ذي بدء, بهذا الأمر الذي جعله هدفاً للقذف, والاتهام, إلاّ أنه سار بنهجه للإصلاح, ولم يبالي باتهامات المغرضين, آخذاً نُصبَ عينيه, برنامجاً تم إعداده باقتدار, لإعادة الثقة بهذه الوزارة, فما بين ساحة عباس ابن فرناس, بوابة العاصمة من جهة المطار, نجد اللبنة الأولى.
كانت الأجواء العراقية ومنذ سقوط الطاغية, مفتوحة أمام جميع الرحلات, بلا رقابة ولا رسوم مرور, وبضربة شاطر حكيمي, تم استرجاع مبلغ 121 مليون دولار, من عائدات عبور الأجواء العراقية, وتحويل المبالغ الى وزارة المالية, لسد العجز بموازنة 2015, ناهيك عن التنسيق الواضح, أثناء زيارة الأربعين الحسينية, بالرغم من زيادة الزوار, عن العوام السابقة.
أثبت الزبيدي استمرارية الجهاد, فما بين مقاتلة الطغيان والفساد, ترابط ما لم التواصل به, لا يمكن للمسيرة أن تنجح, وبالرغم من الهجمة والتشويه, فقد ثبت المهندس الوزير, انه من تيارٍ لا يتقوقع في الاختصاص, بل على القائد أن يكون مُلماً, بكل ما يتم تكليفه به.
هكذا يكون الرجال, وبتلك الإدارة تُبنى الدول, مسيرة بتخطيط وإدارة بإرادة, وإصرار مستمر على النجاح, وكما يقول المثل العراقي" حرامي لا تصير, من سلطان لا تخاف"      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/19



كتابة تعليق لموضوع : رجال الإرادة جهادٌ مستمر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net