صفحة الكاتب : رعد موسى الدخيلي

بغدادُ والشعراءُ والصُّوَرُ !!!
رعد موسى الدخيلي

مرّوا ببغدادَ ، بالمأساةِ ما شَعَروا 

جاروا عليها، فلا شِعرٌ ولا صُوَرُ

جارَ الزمانُ ، كأنْ ماتتْ قرائحُهم

هُمُ فارقوكِ غداةَ النأي وانتشروا

ماتوا على الشَّوقِ ..لم تنظرْ لواحظُهم

إلاّ الهَشِيمَ ، وقد بَثَّ اللظى الشَّرَرُ

مُذْ مرَّ فيكِ عدوٌ شاءَ تفرقة ً

مابين أهليكِ حتى غادرَ السَّمَرُ ..

شواطئَ الليل ِ .. حيثُ الأنسُ بهجتُهُ

أبا نؤاسَ ، فما كانوا كما ذُكِروا ..

في سِفْرِ ماضيكِ يا بغدادُ ،كلُّهمُ

قد فارقوكِ على المرسى وما انتظروا

أسرَوا على الليلِ فوقَ الموجِ تَحْمِلُهُمْ

أكياسُ (مَنْ كانَ) في صخر ٍ فما انقبروا

غاصوا إلى الطِّينِ ، لا غُسْـلٍ يُطَهِّرُهم

من الدِّماءِ ، فهمْ بالنَّزْفِ قد طَهِروا

كَمْ صفَّقَ الناسُ ـ أعواماً ـ يدٌ كَتَبَتْ

تلكَ التقارير ، كي يُثوى بها البَشَرُ

أيامُ (مَنْ كانَ) سكينٌ على رئتي

تَحِزُّ في الليل ِ أنفاسي فأصطبرُ

أقولُ حَسْبي ؛ هوَ التاريخُ يرحَمُني

إنْ مُتُّ يوماً ، ولم يرحمْ بيَ القَدَرُ

أسـتغفرُ اللهَ ؛ يا الله لا انطفأتْ

نارُ الصِّراعِ ، ولم تَمْكُرْ بمن مَكَرَوا

حتى أطاحَ إلهُ الحقِّ مَنْ حَكَموا

هذا العراقَ ، بما قد يُدَّعَى انتصروا

قلنا انتصرنا .. بلى ؛ ذا النصرُ في وطني

لكنَّ ما حلَّ لا نرجوهُ يا عُمَرُ ..

ويا عليُّ ويا عثمانُ ، ما أتُِّبعَتْ

رُوُحُ الدياناتِ يا عدنانُ يا مُضَرُ !

حتى المذاهِـبُ لم تُعْرَفْ لها جِهَةٌ

سارتْ يُعِيقُ خُطَاها الكَبْوُ والحُفَرُ

ســـاروا عليها وشاياتٍ مقنّعةً

كلُّ الذينَ قَفَوها السَّيرَ قد عثروا

ساروا على الدَّربِ ، لا يدرونَ وجهتَهُمْ

كلُّ الذين سَرَوا في الدَّربِ ما عبروا

يطويهُمُ الحِقْدُ .. حِقْدُ الأمسِ فَرَّقَهُمْ

شيطانُ إبليسَ أغواهُمْ ليَنْشَطِروا

حتى انشطرنا .. شَطَرْنا اللهَ .. صورتَهُ

فَكَمْ أساءَ بنا ذا المَوْقِفُ الخَطِرُ ..

أهلُ العراقِ .. هُمُ أهلي ؛ وأعرِفُهُمْ

ويعرِفونَ بأنَّ الحقدَ مُنْكَسِرُ

ويعرفونَ بأنْ لاشيءَ يُسْعِدُهُمْ

إلاّ الحنينُ ، إذا أجدتْ بنا العِبَرُ

نَحِنُّ للأمسِ يا بغدادُ فانتبهي

فليسَ تُجْدي صِرَاعاتٌ و تزدهرُ

ذي نخلةُ اللهِ في ذي قارَ شاهقةٌ

مِنْ عَصْرِ أوروكَ في التاريخِ تَصْطَبِرُ 

على الضِّفَافِ حضاراتٌ معانقةٌ

ضوءَ الشموسِ على الدُّنيا ، أتنكسرُ  ؟!!!

عودي إلى الأمسِ يا بغدادُ عاشقة ً

حُبَّانِ ماضيكِ تلكَ الشمسُ والقمرُ !

طالتْ مُنَى الليلِ .. طالَ الليلُ في وطني

 متى يحينُ طلوعُ البَدْرِ ؟! .. ننتظرُ !

                          *** 

        (*)الأخوان رحباني


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رعد موسى الدخيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/24



كتابة تعليق لموضوع : بغدادُ والشعراءُ والصُّوَرُ !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net