صفحة الكاتب : هشام حيدر

استحلفكم بالله !من يكذب على المرجع ,يتورع عن ان يقول (ماعدنه مولدة)؟
هشام حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الدول المتحضرة تعتمد نظام الفصل بين السلطات اساسا للحكم سواء أكان الحكم رئاسيا ام برلمانيا !

والسلطات ثلاث....تشريعية وتنفيذية وقضائية.....وهناك سلطة اخرى لاتحمل طابعا رسميا وتتمتع بامتيازات ومساحة عمل اوسع في الرقابة والمحاسبة الا وهي سلطة الاعلام ....لذلك اطلق عليها...السلطة الرابعة !

هذه السلطة الرابعة نجحت في اسقاط حكومات كما نجحت في تقديم الكثير من المسؤولين في مختلف الدول الى القضاء والزج بهم في السجون الامر الذي ادى ان يكون لهذه السلطة ورجالاتها هيبة وسمعة واهمية كبيرة في بعض المجتمعات باعتبار غفلة العامة عن معظم مايدور بسبب انشغال الناس بامور حياتهم اليومية وتوفير مستلزمات المعيشة مع مراعاة المستوى الثقافي والتعليمي لطبقات المجتمع, عليه يعد رجل الاعلام وكيلا عن المجتمع كما يعد عضو البرلمان نائبا عن الشعب !

وطبعا نحن نتحدث عن دول العالم الحر.....لاعن دول العالم المستعبدة,المحتلة, احتلالا مباشرا او غير مباشر ...عبر ديكتاتوريات ..او عبر ديمقراطيات مسرحية!

عاش العراق في العصر الحديث تجربتين ديمقراطيتين ...الاولى زمن الاحتلال البريطاني والثانية زمن الاحتلال الامريكي !

ولكل تجربة حسنات وسيئات مع ان النتائج في كلا التجربتين كانت متقاربة !

في التجربة البريطانية اعتمدوا حينا نظام توقيع (مضابط) من قبل شيوخ العشائر بعد ان يملئوا جيوبهم وبطونهم ....في التجربة الامريكية الاكثر تطورا تم تاسيس (مجالس اسناد) ياتي فيها الشيخ معززا مكرما اخر الشهر ليقبض المقسوم لانه يقوم بتثقيف ابناء عشيرته لانتخاب القائد الضرورة!

في التجربة البريطانية نجح نوري السعيد في اقصاء معظم المنافسين المناوئين بعد ان نجح في اقناع البريطانيين باهميته وكفائته وقدرته على تنفيذ مطالبهم وتحقيق مصالحهم مقابل دعمهم له واسناد معظم الوزارات له في تلك الحقبة حتى انتهت الامور الى قيام اجهزة الامن باعتقال من يرشح في قائمة منافسة لنوري السعيد او قد تلصق بهم بعض التهم فكانت النتيجة ان تفوز قائمة نوري السعيد بالتزكية عدة مرات لعدم وجود مرشحين منافسين!

بدأ نوري السعيد مشواره في العراق بالاشراف على بناء جهازي الشرطة والامن بتكليف من الملك الذي عينه لاحقا بمنصب مدير الشرطة العام ثم بمنصب نائب القائد العام للقوات المسلحة بعد تشكيل الجيش العراقي!

(كما أشغل السعيد وزارة الدفاع في أغلب الوزارات، وكان بحكم منصبه كنائب للقائد العام مشرفاً على عمل وزارة الدفاع في كافة الوزارات التي لم يكن يشغل فيها الوزارة المذكورة وقد حرص السعيد على جمع أكبر عدد من الضباط الشريفيين القدامى في الجيش الوليد ،وبوأهم أعلى المناصب فيه بحيث وصل عددهم إلى 12ً من أصل 19 من الضباط ذوي الرتب العالية).

(كما شبهه السيد [ طالب مشتاق] بكرة الثلج التي تكبر وتكبر باستمرار،أي يكبر نفوذه باستمرار،وكان السياسيون يخشون أحابيله ومؤامراته،حيث كان لا يتوانى عن القيام بأي عمل إذا كان ذلك العمل يحقق طموحه السياسي ويوصله إلى أرفع مراكز السلطة لدرجة جعلت منافسيه من السياسيين يخشونه ويشعرون منه بالرعب ،فقد كان باستطاعته أن يدبر بكل سهولة اغتيال معارضيه)!

(كما أن الشكوك كانت تدور حول وفاة الملك فيصل في سويسرا في 7 أيلول 1933 ،واختفاء مذكراته فور وفاته ،فقد ثارت الشكوك حول وفاته ،وكان هناك شك أن السبب الحقيقي للوفاة هو التسمم ،وأن لنوري السعيد يد فيها)!

(أما ملابسات قضية مقتل الملك غازي فإن كل الدلائل كانت تشير إلى عملية اغتيال مدبرة من قبل البريطانيين وأن من خطط لتنفيذها كل من نوري السعيد وعبد الإله)!

(استمر نجم نوري السعيد بالصعود حتى تبوأ منصب رئيس الوزراء لأول مرة بتاريخ 23 آذار 1930،بإيعاز من السفارة البريطانية لكي ينفذ لهم أخطر مهمة ناءَ بحملها الآخرين من رجال السياسة،إلا وهي توقيع معاهدة عام 1930 التي ربطت العراق بعجلة الإمبريالية البريطانية لزمن طويل)!

كانت المعارضة للمعاهدة قوية جدا لاسيما داخل المجلس التاسيسي كما كانت ضغوطات المندوب السامي قوية جدا حتى وصل به الامر ان يوجه انذارا اخيرا للملك ويبقى(في البلاط ليواصل الضغط على الملك لإقرار المعاهدة قبل الساعة الثانية عشرة ليلاً ،وصار مدير الشرطة يرافقه مرافق الملك وعدد من أفراد الشرطة يدورون على أعضاء المجلس ،ويرغمونهم على حضور الجلسة لأجل إقرار المعاهدة في تلك الليلة ،فقد ذكر الحاج ناجي ،أحد أعضاء المجلس أن الشرطة انتزعته من سريره وحشرته في السيارة ،وهو لا يعرف إن كانوا سيأخذونه إلى المشنقة أم إلى السجن ،فقد كان من معارضي المعاهدة )!

(استطاع مدير الشرطة ورجاله جمع 68 نائباً في ليلة 10 / 11 حزيران 1924، قبل منتصف الليل،وأعلن رئيس المجلس [ عبد المحسن السعدون ] عن افتتاح الجلسة،حيث تحدث إلى الحاضرين من أعضائه قائلاً :{كان مجلسكم العالي قد أجل جلسته إلى يوم الغد (الأربعاء) غير أن جلالة الملك أبلغني بأن فخامة المندوب السامي قد أبلغ جلالته بأنه لا يمكن تأجيل المذاكرات إلى الغد،لأنه يعد ذلك رفضاً للمعاهدة ،وعليه فقد دعوتكم إلى الاجتماع ،ومن وظيفتي أن أبلغكم ذلك}.

لم يكن أمام المجلس إلا إقرار المعاهدة في تلك الليلة ،حيث جرى التصويت عليها على عجل ،وتحت التهديد بحل المجلس ،وقد وافق عليها 37 نائباً ،وعارضها 24، وامتنع عن التصويت 8 أعضاء ،وبذلك أقرت المعاهدة من قبل المجلس التأسيسي ).

حتى سقوط الحكم الملكي شكل نوري السعيد اربعة عشر حكومة عراقية ثم شكل حكومة مايسمى بالاتحاد الهاشمي بعد اعلان الاتحاد مع الاردن واثناء كل هذا كان نوري السعيد تدريجيا يسيطر على مقاليد الامور في العراق حتى بات يتحكم بمصير الملك بالتعاون مع الانكليز ونجح في اصدار عدد كبير من القوانين المخالفة للدستور والتي تنتهك حقوق وحريات المواطنين بعد ان نجح بالهيمنة على البرلمان والقضاء واجهزة الامن والمؤسسة العسكرية !

بل ولقد قام بتعديل الدستور بصورة غير دستورية اصلا في ظل برلمان كان حله من اسهل واسرع المراسيم الملكية!

خلال انقلاب بكر صدقي قتل صهر السعيد (جعفر العسكري) الذي عينه السعيد وزيرا للدفاع ثم قتل السعيد نفسه صبيحة الرابع عشر من تموز ولو دام الامر للسعيد لكان لابنه الطيار (صباح) شأن كبير لان شانه كان يعلو شيئا فشيئا!

 

لامني من خلال بعض الرسائل بعض الزملاء والقراء على ماورد في مقال سابق بعنوان(يابغداد ثوري ثوري علينا صباح وعليكم نوري)....حيث ان المقال كان يقصد قائد شرطة الناصرية المدعو صباح الفتلاوي بحسب ظاهر المقال فانكر الاخوة المقارنة بين سلطة رئيس الوزراء وسلطة قائد شرطة في محافظة ....اذ انهم لم يلتفتوا الى ان المقارنة كانت تشير الى نوري السعيد وابنه صباح من جهة والى نوري المالكي وجلوازه صباح(الفتلاوي)..من جهة اخرى كديكتاتور في طور النشوء !

في الحقبة الملكية نجح نوري السعيد في تكميم افواه رجال الاعلام من خلال اغلاق معظم الصحف واعتقال اصحابها اما في عهد نوري المالكي فان الامور تغيرت وتطورت....بما ان القضاء (بالجيب) فان دعوى ضد بعض المواقع الالكترونية تنتج حكما بمبلغ تعويض (يكسر الظهر) كفيلة بتاديبه وجعله افاقا اكثر من قناة افاق نفسها!

وقد يكون التشخيص هو (بسطة) على الطريقة العراقية لمثل الاعلامية زهراء الموسوي ...تقيد ضد (مجهول المالكي)!

وخلال كل هذا تفعل كوبونات النفط فعلها وهي الطريقة الناجحة التي تعلمها من قائد الضرورة السابق كما تعلم منه كيفية شراء شيوخ العشائر...علما ان صاحب الامتياز في كل هذه الالاعيب هو المعلم الاول....المندوب السامي البريطاني !

هذه (القدرات)الخلاقة كفيلة باحتواء وتحجيم اية سلطات ....ثلاثة كانت او اربعة ....وحتى لو كانت عشرة !

رجال السلطة الرابعة في هذه المرحلة تناوبوا على تمثيل ادوار صلاح المختار وامير الحلو وعبد الجبار محسن امام بطل(التحرير القومي)!

قبيل الانتخابات رتبت السومرية لقاء مع المالكي حضره ثلاثة او اربعة من هذا الصنف الرديء تناوبوا على تلميع وجه و حذاء سيادته حتى باتوا يسالونه عمن يختار له ملابسه ومن يصفف شعره ومن يلمع حذائه وعلى اية مواقع يدخل في الشبكة العنكبوتية واذا ماكان سيادته يريد تحويلها الى شبكة صرصورية او خنفاسائية اذا كان سيادته يكره العنكبوت!

وكانت اجابة سيادته ان (العلوية)هي من تختار ملابسه وان(سيد علي)هو من يفتح له باب النت لا باب (التواليت)!

مؤخرا رتبت الفيحاء لقاء مع سيادته كان الغرض منه تمثيل مسرحية انقطاع التيار الكهربائي عن منزل سيادته !

كان الاعداد والانتاج والتمثيل غاية في الرداءة ومثيرا للسخرية والاشمئزاز كأنه واحدة من (المسلسلات المحلية) البايخة التي عودنا عليها (تلفزيون القناة الاولى) !!!

-لم يلتفت سيادته الى انقطاع التيار كما يفترض بكل مسؤول اوكل من حل عليه بعض الضيوف في منزله وظل مسترسلا في حديثه وهو يعلم ان هذا لقاء متلفز !

-الاعلامي يسال مقاطعا:هاي وطنية لو مولدة؟!- وهو سؤال سخيف !على الاقل كان يفترض ان ينتظر انتهاء المالكي من اجابته على السؤال!

-المالكي يجيب....ماعدنه مولدة !

- المالكي يقول عممنا القطع على الجميع دون استثناء....وهذا كذب صريح يعلمه الجميع!

-المالكي يقول .....عدنة مولدة بس ماصلحوهه ....وهذا دليل فساد حاشيته الخطير...ان صح كلامه..ولايصح!

فكيف تبقى (مولدة) رئيس الوزراء عاطلة ؟؟!!

ثم ان هذا يناقض زعمه قبل ثوان.....(ماعدنه مولدة)!

-الاعلامي (يمسح الميز)...يقولون انكم تجلسون تحت التبريد دوما وان الكهرباء لاتنقطع عنكم.....

-المالكي يقول لاوالله حالنا حال أي مواطن...انا ابات بلا (بنكة ولامبردة)!!!!

وهذا –ان صح- يدل على فساد عند المالكي او بخل فضيع!!

فالرجل يتقاضى اعلى راتب في العالم لافي العراق فحسب....وقد ادعى في وثيقة للنزاهة انه يمتلك مبلغا قدره اربعمائة الف دولار امريكي !!

والحال ان الكثير من الموظفين واصحاب المحلات فضلا عن صغار وكبار التجار يمتلكون اكثر من مولدة وعاكس تيار ولايمكن ان يناموا بلا تكييف فضلا عن ...(بنكة او مبردة)!

 

اما راي (ام الجهال) فان المالكي كان صادقا لانه ينام على تكييف مركزي لا(بنكة)ولا(مبردة)!!

على اية حال دام انقطاع التيار عن سيادته اقل من دقيقة واحدة وعاد التيار يزهو شامخا من جديد ولايحق لاحد ان يكذب المالكي ويقول انهم (شغلوا المولدة)...لان المالكي قال مرة انه لايمتلكها واخرى قال انهم لم يصلحوها بعد !!

http://www.youtube.com/watch?v=oy-hvhTUybM

اخذوا هذا المشهد البائس السخيف ودمجوه بالحان نشيد باقر الصدر منا سلاما لابالنشيد نفسه لان بثه على (افاق) كاملا....ممنوع ..لانه يتضمن شطرا يقول(كالخميني يهدي الاناما)....!!!

الخلاصة انه باموال عدة موازنات زادت عن 300مليار دولار نجح في شراء ذمم رجال الاعلام وشيوخ العشائر وعدد كبير من المسؤولين والنواب من مختلف الكتل ....فلن يجرؤ احد ان يرد عليه مقاله هذا ولن يتورع عنه وعن غيره بالتاكيد!

وقد قال الرجل سابقا وصدق....من يكذب على المرجع...هل يتورع عن ان يكذب علينا وعليكم ؟هل تبقى عنده حرمة لاحد؟؟!!!

 

هشام حيدر

الناصرية

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/30



كتابة تعليق لموضوع : استحلفكم بالله !من يكذب على المرجع ,يتورع عن ان يقول (ماعدنه مولدة)؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net