صفحة الكاتب : علي هادي الركابي

العراق وايران ....درس الحياة المشترك
علي هادي الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحديث عن تاريخ الاممم ,واجتيازها لنكباتها  ، يحتاج دائما الى الفصل بين ماهو حقيقي ،وما هو عاطفي وغير واقعي . هذه الحقيقة تواجه دائما من يريد ان يكتب عن تاريخ ما ،حدث في بلد من البلدان ،يعتمد في تقييمه على ماحدث فعلا , وما عولج؟ ومن قبل من ؟وكيف؟ .لان تاريخ الشعوب وقادتها ،يجب ان يوخذ خارطة طريق  ،لمن لايعرف شيئا عن المستقبل .

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979,وحدوث الحرب العراقية الايرانية ,تعرضت ايران الى هجوم عالمي من كل الاتجاهات ،وبكافة الوسائل ,ففرض عليها الحصار  الاقتصادي الجائربكل وسائله القذرة ،كذلك توغلت القوات العراقية في داخل العمق الايراني بحوالي 100كم بطول 500 كم منالمحمرة   الى مهران وقصر شيرين  ، واحتلت بمساعدة اموال العرب ،العشرات من المدن الايرانية مثل المحمرة ،الشوش ،ديزفول ،الخفاجية ،سربيل زهاب ،قصر شيرين والكثير من المدن الاخر في الشمال المتاخم بين العراق وايران .

في الداخل الايراني ،عانى الايرانيون ،من الاغتيالات لابرز قادة الثورة مثل بهشتي ومطهري ودستغيب وغيرهم ،وتفجيرات شملت ايران كلها ،حتى وصلت لرئيس الجمهوري ورئيس الوزراء محمد علي رجائي وجواد باهونروالكثيير من الوزراء في يوم مروع البس ايران سوادا لايام عدة  . كما ان سوء الاختيارالشعبي الايراني في الانتخابات ،واختيارهم الحسن بني صدر رئيسا ،زيد من الطين بلة ،ووضع الجمهورية الفتية ،وقائدها ،في موقف لايحسد عليه ،ووضع الثورة ورجالها في مستقبل مجهول ،وربما الضياع .

وضع  الغرب ،العرب ،وصدام ،الامام الخميني في موقف صعب جدا ،فبين  تحديات الداخل والخارج ،كان الاختبار الاصعب للثورة ولرعليها الاول في السير في طرقيين لاثالث لهما ،اما الرضوخ ،او النجاح .بدا الامام الخميني  بالاصلاحات الحقيقية ووجد ان ثورته مخترقة ،وان الازمات  بسب الفساد وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،فقام بتغيرات كثيرة ،شملت القضاء والجيش والتعليم والامن والاقتصاد والتجارة ووقانون الانتخاب والدستور   ,واحال  ما يقارب 6000 من كبار موظفي الدولة الفاسدين للقضاء ,ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،واستدعى ابناء الثورة و ابناء شهداءها ،في تشكيل الحرس اثوري والمخابرات والامن .

بعد شهرين ظهرت النتائج واضحة ،تقدم كبير للقوات اليرانية في الجبهة ،وتحرير كل المدن المغتصبة ،انعاش الاقتصاد الداخلي ، وتحريك عجلة العمالة والصناعة ،والوصول الى مستوى الكتفاء الذاتي في الزراعة  ،كذلك اختيار رئيس جديد للجمهورية متمثلا بالسيد الخامنائي  ،واجتياز عقبة عدم الاختيار الصائب , تغيرت ايران كليا ،اصبحت تهاجم ,تصنع ،تزرع ،تنقل قضيتها الى الخارج ،اصبح لها صوت دولي ،كل ذلك حدث خلال اربع سنوات من 1979 الى 1984.تغيرت ايران كثيرا ،وتعلمها الدرس لم يستمر طويلا خمس سنوات فقط ،انجزت المهمة بنجاح ووصلت بنجاح الى ماهي عليه الان ،بفضل الامام الخميني وطاعة الامة الايرانية له   .

اما العراق ،فلازال يرواح في مكانه،والبعثيين والانتهازيين في مقدمة الركب في كل دوائر الدولة  ،رغم مرور اكثر من ثلاث عشر سنة على التغيير ،لا لشي،فالقائد المرجع موجودا وهو نائب الامام المعصوم السيد السيستاني  دام ظله ،الذي حدث ،ان الشعب لم يعرف ما يريد يوما ،وما يختار في السلطة من الشرفاء  ،ولم ياخذ بنصائح  ،وتوجيهات مرجعيته وترك خلف ظهره ،شرفاء القوم ،فختار مجموعة من السياسين السراق،   ، لايفقهون شيئا في حب الوطن والمواطنة  ،فسرقوا الجمل بما حمل ، وباعوا العراق ، وضاع التغيير ...فشتنان مابين ماحث في ايران ،وحدث في العراق ...انها انتكاسة ...قيادة ...وخذلان شعب ...

والسلام 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي هادي الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/26



كتابة تعليق لموضوع : العراق وايران ....درس الحياة المشترك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net