مؤسسة العين .. عشرة أعوام من العطاء.

إنَّ المتأملَ في كلمة العَين يجد فيها معانٍ كثيرة ،لعل أهمها وأقربها إلى الذهنِ العين التي يُبصر بها الناظر،إذ همَّ نَفرٌ مِن المؤمنين إلى العملِ على توثيق قصصِ وسيِّر شهداء العمليات الإرهابيّة ، بعد أن أبصروا تجاهل وتقصيرَ الآخرين في هذا الجانب، إذ تَعرضت العوائلُ العراقية فِي أواخر عام 2005م، إلى موجةِ من أعمال العنفِ، والقتلِ، والتَّهجيرِ، فقد هبّت هذه الثّلة ُ المؤمنةُ المتمثلةُ بمؤسسةِ العين، بالعمل ِعلى توثيقِ مُعاناتهِم، فكانت ولازالت بمثابةِ العين الشاهدةِ على مظلوميتِهم، وانتهاك حقوقهِم مِن قبلِ الجماعاتِ التكفيريّةِ الضّالة، فوثّقت قصصِهم من جهةٍ، وقامت برعاية ذويهم – من أيتامهم وأراملهم- من جهةٍ أخرى.
حَملتْ المؤسسةُ على كاهلها أعباء تكفل تلك العوائل الفاقدة لمعيلها، وذلك بتخصيصِ مبالغٍ ماليةٍ، وصرفها لهم بهيئةِ رواتبٍ شهريةٍ، وقد كان لمكتب المرجعيّة العليا الأثر الكبير فِي دعمِ وإسنادِ عمل المؤسسة، بإشراف الشّيخ أمجد رياض البغدادي(دام عزّه)، إذ كان متابعاً لعمل المؤسسة منذ بدايته.

(مباركة المرجعية العليا)
عام ٌ مضى على انطلاق عملِ المؤسسة، وبعد تأكد مكتب المرجعيّة العليا من دقتها، والوثوق من عملها وإيصالها المبالغ الماليّة إلى مُستحقيها، تقدَّمت المؤسسة بطلبِ الإذن من سماحة المرجع الأعلى السيِّد علي الحسينيّ السيستانيّ (دام ظله ) باستلام الحقوق الشّرعيةِ، وصرفها لليتامى، وقد أرسل جوابهُ مكتوبا بخطِ يده المباركة، يأذن فيه للمؤسسة باستلام الحقوق الشرعيّة لمدة سنتين، ويبارك فيه الجهود المبذولة في هذا العمل، ثمَّ جُددّت هذه المباركة مراراً حتى كان آخرها في عام 2014م ولمدة 3 أعوام.


(إعانة المؤسسة والكفالة الخاصة)
شرعت المؤسسة في رعايتها لليتامى معنوياً ومادياً، فقد خصصت مبلغاً شهرياً ثابتاً اصطلحت عليه {إعانة المؤسسة} وقدره خمسين ألف دينار عراقي لكل يتيم، ولإشراك المحسنين في أجر كفالة اليتيم أسّست نظام الكفالة الخاصة، نظام يتعهد المحسنون فيه بدفع راتب شهري ليتيم واحد أو أكثر، وهي بدورها تنظم عملية تسليم واستلام المبالغ، وتكون وسيطا بين اليتيم وكافله، وقد تنوعت أقسام الكفالة إلى أربع أنواع:
1_الكفالة الاعتيادية: وتخصص ليتامى شهداء العمليات الإرهابيّة، ويتامى المتوفين وفاة طبيعية، ممن شملتهم المؤسسة برعايتها، ويكون مقدارها خمس وسبعون ألف دينار عراقي.
2_كفالة المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة: وتخصص لليتامى المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، ويكون مقدارها مئة ألف دينار عراقي .
أو ما يعادل المبالغ آنفا بالعملات الأخرى.
3_كفالة يتامى شهداء المتطوعين: وتخصص ليتامى الشهداء المتطوعين الذين لبّوا نداء المرجعيّة الرشيدة، ويكون مقدارها مئة ألف دينار عراقي .
4_كفالة الأيتام المتفوقين: وتخصص لليتامى المتفوقين دراسيا، ويكون مقدارها مئة وعشرون ألف دينار عراقي.

(صناديق الصدقات)
أنشأت مؤسسة العين صناديق الصدقات خاصة بها، لغرض جمع الصدقات فيها من قبل المؤمنين، وضمان وقوعها بيد مستحقيها، إذ تمتاز هذه الصناديق بأنها مأذونة من قبل المرجع الأعلى (دام ظله)، حيث اعتبر سماحته المال الموضوع في هذه الصناديق صدقة مقبوضة بإذنه، فالمال الذي يوضع في الصندوق كأنما وضع بيد اليتيم المستحق، وهذه الميزة لا يحويها صندوق آخر.

(الصدقة الجارية)
قامت المؤسسة بإنشاء مشاريع يعود ريعها لليتامى على أراضي وقفيّة تتولاها المرجعيّة العليا و تُدار من قبل المؤسسة، وقد بلغ عدد مشاريع الصدقة الجاريّة ثمان وعشرين مشروعا موزعا بين مختلف المحافظات العراقيّة.


(مركز الأنجم الزاهرة)
يعدُّ هذا المركز المخصص للتدريب المهني من مشاريع الصدقة الجاريّة، فقد شرعت المؤسسة ببنائه في أواخر عام 2015م على أرض تبلغ مساحتها 1600متر مربع، تقع في الكاظميّة المقدّسة خلف المقر الرئيس للمؤسسة، ويعدّ المشروع الأول من نوعه في العراق حيث أن الغرض منه تأهيل اليتامى نفسياً ومهنياً، فقد قسّم إلى ثلاثة أقسام :
القسم المهني:
يحتوي هذا القسم على ورشٍ متعدّدة ومتنوعة لغرض تعليم اليتامى مهناً كريمة تساعدهم على كسب المال في حال لم يوفقوا في الجانب الدراسي، أو لم تأهلهم الدراسة للعمل لأي سبب كان، مع الأخذ بالاعتبار ما يناسب كلا الجنسين من الورش المختلفة.
القسم التأهيلي:
أما هذه الأقسام فسوف تكون قاعات للتوزيع ومخازن كبيرة، وقاعة أخرى ذات إغراضٍ متعددّة وغيرها من الأمور المكملة لعمل المؤسسة.
يحتوي هذا القسم، مركزا للتأهيل والإرشاد النفسي و التربوي، فضلا عن وجود قاعات مخصصة يتمّ فيها لقاء الباحثين النفسيين والاجتماعيين باليتامى والأرامل، وقاعات مخصصة للأطفال تحتوي على وسائل ترفيهية لهم كالألعاب وغيرها، فضلا عن المساحات الخضراء لتكون متنفساً ترفيهياً.
الأقسام المتفرقة:

(مؤسسة العين ورعاية النازحين)
بعد تعرض مناطق متعددة –كتلعفر، الحمدانية، كركوك، ديالى، وغيرها..- إلى هجمة شرسة من قبل الإرهابيين التكفيريين، هرعت مؤسسة العين بتقديم المساعدات للعوائل النازحة حيث بلغ عدد العوائل النازحة المستفيدة من مساعدات مؤسسة العين أكثر من 32 ألف عائلة، حيث تقدم لهم مختلف المساعدات الضرورية إضافة إلى المبالغ المالية.

(مكاتب وفروع المؤسسة)
غَرَستْ العينُ بذرةً في أرضٍ طيِبْةٍ، سَقتها بجهودِها المُتواصلةِ، فإذا بها شجرةً ذات أصلٍ ثابت وفروعٍ متعددةٍ، فبعد أن كان عملُ المؤسسة في مكانٍ واحدٍ تجتمعُ الثلة المؤمنة من الموظفين فيه، الذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين في بادئ الأمر، ونتيجةٍ لاتساع العمل، اتسعت المؤسسة وصارت مقراً رئيساً يتكون من بنايتين متصلتين على مساحةٍ تتجاوز الألف متر مربع، بواقع خمس طوابقٍ تضمُ أقسام المؤسسة المتعددة، والتي تهدفُ جميعها إلى خدمة الأيتام، فضلا عن ذلك تمَّ افتتاح فرعين جديدين للمؤسسةِ في بغدادِ، إضافة إلى المقر الرئيس في الكاظميّة المقدّسةِ، الكرادة والرصافة، أما في محافظة البصرة فهناك أربعة فروع، وهناك فروع أخرى في (ميسان، واسط ،ذي قار، المثنى، الديوانيّة، النجف الأشرف، كربلاء المقدّسة، بابل ،ديالى، كركوك، تلعفر، الحمدانيّة، بلد والدجيل) وغيرها من المُدن والمحافظات العراقيّة، أما في خارج العراق فهناك مجموعة من المكاتبِ في الدول التالية (بريطانيا،الولايات المتّحدة الأميركيّة،السويد،النرويج،الدنمارك،هولندا،المانيا) فضلا عن المندوبين في عدة دولٍ مختلفةٍ.

(إحصائيات اليتامى)
بسبب تعرض بلدنا الحبيب إلى هجمةٍ وحشيّةٍ من قبل جنود الشيطان وحزبه ، الذين اتخذوا من سياسة القتل والتهجير منهجا، والتي خلفت أيتاماً و أراملاً، إذ بلغ عدد الأيتام المكفولين لدى المؤسسة ثلاثين ألف ومائة وثمانين (30180) لغاية نهاية عام 2015م، اثنا عشر ألف وسبعمائة وستة وسبعون منهم (12767) شُمِلوا بالكفالة الخاصة، و أما الذين شملتهم إعانة المؤسسة فعددهم سبعة عشر ألفا وأربعمائة وأربعة (17404)، أما أيتام الشهداء المتطوعون الذين لبّوا نداء المرجعيّة الرشيدة فقد بلغ عددهم ألفين وأربعمائة وواحد وستين يتيما (2461)، بينما بلغ عدد أيتام شهداء العمليات الإرهابيّة خمسة الآلف وأربعمائة وتسعة وسبعين (5479)، إضافة إلى يتامى المتوفين وفاة طبيعية الذين بلغ عددهم اثنان وعشرون ألفا ومائتان وأربعون (22240) ، وبرز من بين هؤلاء اليتامى جميعاً، مجموعة من المتفوقين دراسياً بلغ عددهم ألفان وتسعمائة وخمسين (2950)، منهم ألف ومائتين وعشرة (1210) متفوق في محافظة بغداد.


(جوانب الرعاية المختلفة)
إنَّ هذه الأعداد الكبيرة من الأيتام تحتاج إلى رعاية مختلفة الجوانب، عملت مؤسسة العين على تقديمها لليتامى والأرامل -فضلا عن المساعدات الماليّة والعينيّة- فقد قدمت المؤسسة قدّمت الرعاية الطبيّة (النفسيّة والبدنيّة)، إذ قامت بتخصيص قسما للرعاية الصحية ضمن ملاك المؤسسة، يتّم متابعة وضع اليتيم الصحي من خلاله، وتوفير المستلزمات الطبيّة كالأدوية والفحوصات، وإجراء العمليات الجراحيّة المختلفة، أما بالنسبة للجانب النفسي فقد أنشأت المؤسسة مركز التأهيل النفسي يتّم فيه مراعاة الوضع النفسي لليتيم والأرملة، وتشخيص المشاكل التي يعانيان منها أن وجدت، ووضع البرامج العلاجية لشفائها تماما.
ومن جوانب الرعاية الأخرى التي قدّمتها المؤسسة، هو تخصيص عيادة قانونية، تقوم على تقديم الاستشارات القانونية للعوائل المستفيدة من المؤسسة، وإرشادهم للطرق القانونية الصحيحة في كيفية الحصول على المستمسكات القانونية، كما وتقوم المؤسسة على توفير المساكن وترميمها لعوائل اليتامى من خلال كادر هندسي متخصص.

الموضوع السابق بالفيديو.. الحشد الشعبي يقتل عددا من جنود الحرس الوطني السعودي في الشرقاط

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat