صفحة الكاتب : صباح خورشيد

الاتفاق النفطي...حصل ما توقعنا
صباح خورشيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل سنتين من الآن، كتبت مقال تناولت فيه الاتفاق النفطي بين الإقليم والحكومة الاتحادية، قلت في حينها، أن حكومة الإقليم وقعت في فخ تحالفها التاريخي مع المجلس الأعلى، وعلاقتها التاريخية مع القيادي فيه عادل عبدالمهدي، ذكرنا أن نيجرفان بارزاني ونائبة قباد طالباني، لا يمكنهم التفاوض مع شخصية سياسية واقتصادية مثل عادل عبدالمهدي، بخبرته وتاريخه. 
قلت أيضا أننا قد نترحم على المالكي، عندما تظهر نتائج هذا الاتفاق، بعض الأخوة من الإعلاميين والأصدقاء، اعترض وناقش ما ذكرت، بينهم من يعول على العلاقة التاريخية وآخر على فطنة وذكاء حكومة الإقليم، وحلفائها الداخليين والخارجيين، وان المالكي رجل مأزوم لا يختلف عن صدام، لديه استعداد ليخوض حرب ضد الإقليم، ليكرر مآسي الانفالات المتكررة.
اليوم حيث يعيش الإقليم المأساة الاقتصادية والأمنية، ذكرت بعض المعترضين، كوني بنيت توقعاتي على ما ذكرت أعلاه، إضافة لتشدد وتصلب رئيس إقليم كردستان، الذي يفكر بعقلية الجبل التي لا تصلح للسياسة، اليوم حيث نعيش المأساة التي احد أسبابها الرئيسة الاتفاق النفطي، عندما كنا نستلم النسبة كاملة من المركز، رغم جعجعة خطابات المالكي وأعضاء كتلته، لعدم وجود قاعدة قانونية يمكن أن يستند عليها في الضغط على الإقليم.
 كانت القوى الكوردستانية متوحدة خلف حكومة الإقليم في مطالبها، جاءنا عبدالمهدي، تحت ذريعة تصفير الأزمات بين الإقليم والمركز، ليضع قاعدة، لا يمكن للإقليم التنصل منها، ثم قام بثبيتها من خلال البرلمان، ليصوت عليها أعضاء التحالف الكوردستاني، ليلزموا أنفسهم بالدفاع عنها، لذا كان الاتفاق النفطي سبب آخر للخلافات التي تعصف اليوم بين قوى الإقليم السياسية، التي تهدد حتى وجوده، فضلا عن حرمان موظفيه منذ أشهر أربع مضت من الرواتب،  لوح بارزاني بورقة الانفصال، لم يسمع من المركز رد،  لان هذه الورقة أصبحت محترقة في نظر المركز، الذي كشف حقيقتها، حتى اضطر مسعود لإرسال وفد للحكومة الاتحادية التي أصبحت هي الأقوى، بعد أن غير اتفاق عبدالمهدي الموازين، هذه الحقيقة التي أخفاها عبدالمهدي في تفاوضه وادركناها، دون أن يسمع أو يتنبه احد من نخب كوردستان السياسية. 
 السياسة ليس خطابات، وليس لها قلب، لذا التعويل على علاقة تاريخية، أو صداقة سذاجة، نعم هو حليفك وصديقك، لكن تبقى مصالحه أولى من هذه العلاقات، لذا كان المالكي كسياسي أفضل لنا، رغم جعجعته، وأسلوب الأزمات الذي انتهجه في علاقته معنا، على خلاف القائد عبدالمهدي الذي تمكن منا، ووضعنا في زاوية لا يمكننا الخلاص منها. 
بقى على حكومة الإقليم أن تستسلم للحقيقة، وتسحب سلطتها على أبار نفط الإقليم لصالح المركز، وتسلم أنابيب النفط إلى الحكومة الاتحادية، لتستلم حصتها من المركز، لإنقاذ أكثر من مليون عائلة يهددها الجوع، بسبب قطع رواتب موظفي الإقليم، إضافة لرواتب البيشمركة الذي أثر وسيزداد تأثيره مع كل يوم جديد، على معنويات وأداء المقاتلين، الآمر الذي يهدد بجدية الإقليم الذي تقف "داعش" على حدوده، نتمنى أن يرضخ قادة الإقليم لهذه الحقيقة، قبل فوات الأوان.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح خورشيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/02



كتابة تعليق لموضوع : الاتفاق النفطي...حصل ما توقعنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net