إنّ ما أفاضت به المرجعية الدينية العليا , من إرشادات ونصائح , ومواقف وعبر , على مدى سِنيّ ما بعد تغيير النظام المقبور الثلاث عشر , وحتى قرارها الأخير بعدم تناول الشأن العراقي , بشكل اسبوعي لم ينتهي ما بجعبتها ولم يكن لينفد أبدا ً , بقدر ما أنّ المرجعية لم تلقى آذانا صاغية من قبل الجميع , وخصوصاً الطبقة السياسية , ومن بيدهم زمام الأمور .
وامتعاض المرجعية هذا , يضع الجميع أمام مسؤوليتهم . مَنْ عناهم وشمِلهم القرار , ومَنْ لم يُعنِهم ويشملهم القرار . ونحن ومن هذا الباب , آثرنا أن نبين هشاشة وخواء وتخبط , آراء وأقوال ومواقف السياسيين العراقيين , سواء من هم في مواقع السلطة , أو القابعين خلف مكاتب التنظير الحزبي والفكري , وكانوا سببا ً في تردي أحوال العراق على كافة المستويات , الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها , لتقديمهم وتفضيلهم المصالح الحزبية والفئوية والطائفية وغيرها , على مصالح البلد العليا .
ولرفع الشبهة والحيف , كما يريد أن يسوقها البعض , عن مَنْ لها الفضل والامتنان على الجميع , في ترسيخ النظام الديمقراطي في العراق , وحثها على كتابة الدستور والاستفتاء عليه , وحثها ودعمها على إجراء الانتخابات وترسيخ دولة القانون , ووقوفها المشرف وصدّها البطولي , وحفظ العراق , من أشرس هجمة من أعتى عدو في هذا الزمان ( داعش ) بفتوى الجهاد الكفائي , في وقت عجز الجميع عن ذلك .
وبعيدا عن التشهير أو النيل من أحد , اكتفينا بعرض أقوالهم , بإزاء قول المرجعية من دون تدخل , بموضوع يحمل عنوان ( قـَـالَ .. وقـَـالـتِ المـَرْجِـعِـيّـة !!؟ ) . ليكون التناقض واضح أمام القارئ المنصف . وسيرى التقاطعات بأمّ عينيه وبمستويات عدّة .. منها ما هو بالضدّ من توجهات المرجعية , ومنها ما يتعارض كلية معها , ومنها ما تفوح منها المحاصصة والطائفية والحزبية . ومنها ما يقرب من السخرية بالمواقف الجادة .
وملاحظة أخيرة للقارئ المنصف : إذا ما لمست يا عزيزي أنّ هناك توافقا , بين موقف أو قول سياسي ما , وطروحات المرجعية , لا يعني إنّ صاحب هذا الموقف هو قريب من المرجعية وطروحاتها لا أبدا , فهي مجرد لقلقة لسانية , ومع ملاحظة بسيطة لتاريخ القولين , ستلحظ أقدميّة موقف وقول المرجعية , الذي لم يؤخذ به حتى ( بُحّ صوتها ) وقررت بعدها بعدم تناول الشأن العراقي . ))
( 1 )
قـال حَـمُـودي :
" أنّ النظام السابق , كان يقوم على فلسفة القانون في خدمة السلطة , ليشرّع لنفسه الظلم والاستبداد ، وقد انتهى ذلك بالعمل على بناء الدستور والقوانين , لتعزز سلطة الشعب والعدالة الإنسانية والمساواة !." .
/ اليوم 4/2/2016 في كلية القانون/ جامعة بغداد .
ــ وقـالـت المـرجـعـيـّة الـديـنـيـّة العُـلـيـا :
" .. الحكومات المتعاقبة على البلد , منذ عقود من الزمن , لم تعمل على تسخير هذه الإمكانات لخدمة الشعب , وتوفير الحياة الكريمة له ، بل أهدرت معظم موارده المالية , في الحروب المتتالية والنزوات الوقتية للحكام المستبدين .
وفي السنوات الأخيرة , بالرغم من قيام حكومات منبعثة من انتخابات حرة ، ألا إنّ الأوضاع لم تتغير نحو الأحسن , في كثير من المجالات , بل ازدادت معاناة المواطنين من جوانب عديدة ، فسوء الإدارة , والحجم الواسع للفساد المالي والإداري من جهة ، والأوضاع الأمنية المتردية من جهة أخرى ، منعت من استغلال إمكانات البلد , وموارده المالية في سبيل خدمة أبناءه وسعادتهم ".
/ خطبة صلاة الجمعة الموافق 22/كانون2 /2016م
( 2 )
قـال حسين العوادي عضو مجلس النواب العراقي :
ــ " قد يكون هنالك اختلاف .. في بعض المواقف السياسية أو غيرها ، لكن ذلك لا يعني ـ شق الصف ـ وإنما الاختلاف في وجهات النظر، أمر طبيعي ، ووارد في أي قضية سياسية . كل هذه القضايا ، تجعل من التحالف الوطني في سعي إلى وحدة الكلمة ، وتلافي المشاكل سواء داخل التحالف الوطني , أو مع الكتل الأخرى، لقطع الطريق أمام المتربصين بالعراق " .
ـ 5/2/2016 ــ في حوار مع المسلة .
ــ وقـَـالـتِ المـَرْجِـعِـيّـة :
" وقد بُحّت أصواتنا بلا جدوى , من تكرار دعوة .. المسؤولين والقوى السياسية , التي بيدها زمام الأمور , إلى أنْ يَعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم ، وينبذوا الخلافات السياسية التي ليس وراءها إلا ّ المصالح الشخصية , والفئوية , والمناطقية ، ويجمعوا كلمتهم على إدارة البلد بما يحقق الرفاه والسعادة والتقدّم لأبناء شعبهم " .
/ خطبة صلاة الجمعة الموافق 22/كانون2 /2016م .
( 3 )
قـال عادل خميس المحلاوي , النائب عن محافظة الانبار :
" أن العرب السنة وممثليهم , كانوا ومازالوا الأكثر حرصا على وحدة العراق , على الرغم من الظلم الكبير الذي لحق بهم , وبجمهورهم من خطف وقتل واعتقال مئات الآلاف , من خيرة أبنائهم , وسياسة التمييز الطائفي الذي استخدمتها السلطة ضدهم , طوال الفترة الماضية ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية ".
/ الجمعة 5/2/2016 , سكاي برس .
ــ وقـَـالـتِ المـَرْجِـعِـيّـة :
" واليوم يعاني العراق من مشاكل حقيقية وتحديات كبيرة , فبالإضافة إلى التحدي الأكبر في محاربة الإرهاب الداعشي , والتحديات الأمنية الأخرى , الناجمة من احتضان البعض للإرهابيين , ودعمهم لهم في الفتك بإخوانهم , وشركائهم في الوطن , بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ، وفي المقابل اعتداء البعض من حاملي السلاح خارج إطار الدولة على المواطنين الآمنين والتعدّي على أموالهم وممتلكاتهم " .
/ خطبة صلاة الجمعة الموافق 22/كانون2 /2016م .
( 4 )
قـال حامد الخضري رئيس كتلة المواطن :
ــ " إنّ المرجعية .. لم يكن قرارها لإيقاف الخطاب التوجيهي الأسبوعي , في خطبة صلاة الجمعة الثانية , إلا بعد أن بُح صوتها , وكأنها - وكما افهم - تريد أن تقول
(( لأصحاب القرار )) لقد أسمعت لو ناديت ..".
6/2/2016 , لوكالة وكالة الفرات نيوز .
ــ وقـَـالـتِ المـَرْجِـعِـيّـة :
" لقد تحدثنا بما فيه الكفاية , عن الحاجة الملحة إلى الإصلاح , ومدى أهمية الإسراع في مكافحة الفساد ... ومسؤولية السلطات الثلاث (( التشريعية والتنفيذية والقضائية )) في القيام بذلك .."
/ خطبة صلاة الجمعة اليوم الموافق 25/9/2015م .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat