صفحة الكاتب : محمود خليل ابراهيم

العراق بين الفساد والاصلاح
محمود خليل ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لو نظرنا الى حال بلدنا العراق اليوم نجده مثل سفينه في بحر هائج تتقاذفه الامواج المتلاطمه هبوطا وصعودا ... فالفاسدون ياخذون بها الى الاعماق والمصلحون يحاولون انتشالها والصعود بها الى اعلى نحو شاطئ الامان ..... والشعب المسكين من ركاب السفينه رهائن ينتظرون الفرج ويعولون على المصلحين المخلصين لانقاذ السفينه وانتشالها من مخالب الفاسدين الذين جعلوا من اهلها رهائن تفترسهم المخاوف من كل مكان من جوع وعوز وحرمان وجهل واميه ومرض وارهاب واختطاف وقتل وامور اخرى ما انزل الله بها من سلطان ...

ويتبادر الى الاذهان دوما تساؤل مشروع لماذا ابتلى الله العراق من بين بلدان المعموره بهذا الابتلاء؟؟؟؟

العراق كما هو معروف لدى الباحثين والمؤرخين والمستشرقين بانه ارض الرسالات والخيرات والبركات والحضارات منذ القدم ولا يمكن لاحد كان انكار هذه الحقائق الدامغه ,,, ف ابراهيم النبي عليه السلام ولد ونشاْ في العراق واعلن رسالته الى الناس انطلاقا من العراق وتحديدا من بابل بصوره حواريه وحضاريه لانظير لها ... وهو كما معروف لدى جميع الرسائل السماويه بانه ابو الانبياء وابو المصلحين على الاطلاق ,, ومن هذا المنطلق نرى انه من البديهي بان ارض العراق كانت نهبا بيد المفسدين من حكام وسلاطين تلك الحقب الزمنيه والتي عاثت في الارض فسادا وقتلا وارهابا ولا غرابة ان يقرر سلطان ذاك الزمان المتمثل بالنمرود باصدار قراره الشهير بحرق النبي ابراهيم عليه السلام لاسكات صوته الاصلاحي الى الابد ولكن الاراده الالهيه شاءت عكس مااراد الطغاة والمفسدون بان جعلت النار بردا وسلاما على ابراهيم وواصل النبي المصلح ابراهيم مسيرته الشهيره باتجاه الشام ومصر ليواصل مشواره الاصلاحي ,,,,

وتوالت مسيرات الاصلاح المتواليه في العراق ايضا والتي انتهت باكبر تراجيديا في التاريخ الانساني على الاطلاق والتي لايزال صداها ترن في اذان الطغاة والمفسدين الى يوم الوقت المعلوم ,, تلك التراجيديا التي تمثلت بثورة الطف الدمويه الشهيره بقيادة سبط الرسول الاكرم محمد عليه صلوات الله وسلامه ,, وحصل ما حصل وبدم بارد ...

ولا نستغرب اليوم ما يقوم به المفسدون من فساد وظلم وقتل وارهاب وطغيان واعتداء لان المفسدين على امتداد العصور والازمنه ملة واحده لايهمهم أي شئ سوى اللحظات الفانيه التي يعيشونها وليذهب الاخرون الى الجحيم على حد زعمهم ,,,

اذن علينا ان لا نستغرب ولا نتساءل ابدا لماذا بالذات ... العراق ... من دون دول الارض يعاني ما يعاني ,,, انه قدر العراق والعراقيين ان يتقبلوا قدرهم ويقبلوا به ,,

ويستمر الصراع بين المفسدين والمصلحين لان الحياة لن تتوقف ابدا مهما كانت او تكن النتائج ,,,, واليوم وفي خضم هذا الصراع الدموي الحاد صمد عراقنا ولا يزال صامدا بوجه كل الموجات المتواليه التي تهب عليه مثل صخرة عملاقه تتحطم على حافاتها كل مؤامرات الشر والفتنة والخيانة والغدر من اجل النيل منه ومن مكانته التاريخيه العظيمه عبر التاريخ ولكن هيهات وسيبقى العراق منبرا حرا ومنارا ينير للاجيال دروب الخير والهداية والصلاح والحضارة والمدنيه مهما حاول الغادرون ان ينالوا منه ومن تاريخه الوضاء ولابد للمصلحين ان ينتصروا في نهاية المطاف باذن الله .....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود خليل ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/17



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين الفساد والاصلاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : محمود خليل ابراهيم ، في 2016/02/19 .

عزيزي ابو زهراء العبادي: انه قدر العراق وهو محاط بجيران اكثرهم يبيتون له المكائد والسبب اما حسدا منهم او طمعا في ارضه وخيراته او حقدا على احتضانه لرفات الانبياء والائمة والصالحين ... تقبل تحياتي

• (2) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2016/02/18 .

لقد ابتلى العراق باعداء يتربصون به المنون استغلوا ظروفه التي يمر بها لينفذوا خططهم المشبوهه وهي تصفية حساب معه




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net