صفحة الكاتب : حامد شهاب

الدكتور طه جزاع..ركب سفينة الفلسفة لكنها قادته لحمل لواء الصحافة وشعلة الإبداع!!
حامد شهاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شاءت الاقدار الجميلة أن تربطنا زمالة رائعة مع الدكتور طه جزاع ، منذ ان كان طالبا بفسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة بغداد ، منتصف السبعينات، وكان الرجل في حينها منشغلا بالانغمار في تقليب أفكار ورؤى نظريات الفلاسفة والطروحات السياسية الفكرية والصراع الفكري المحتدم أنذاك بين مختلف التيارات السياسية المعاصرة ، وبخاصة ان الفلسفة تشجع شباب ذلك الزمان على ولوج آقاق الثقافات الفكرية المختلفة، وتترك للاجيال حق اختيار ماتراه مناسبا لتوجهاتها وأنماط حياتها. 

كان الزميل طه جزاع الأقرب الى طلبة قسم الإعلام ، وكان يعرفهم واحدا واحدا كونه عمل مع الكثيرين منهم ، منذ ان كان طالبا بقسم الفلسفة في أكثر من صحيفة ومطبوع عراقي ، وابدع الرجل في مجال عمله، وتعرف على الكثير من الكفاءات الصحفية في السبعينات، وتقلد منذ الثمانينات قيادة العمل بالصحفي وفي أن يكون عضوا فاعلا في نقابة الصحفيين العراقيين وعضوا بمجلس  دارتها ، وتولى رئاسة مطبوعات صحفية مهمة مثل الزوراء وصحف ومطبوعات عراقية أخرى ، ثم تولى إدارة صحيفة الأفق عام 2004 .

كان ولعه بالصحافة ليس له حدود ، وقد أضافت له خبرته الميدانية لدى ممارسة مهنة الصحافة خبرات عملية أوصلته الى أن يكون احد روادها المحترفين ومن أسهموا في تطويع الكلمة والحرف الصحفي وسبكه ليكون طعما شهيا في متناول المتلقي بإسلوب شيق ولافت للنظر، حتى عد الان من مخضرمي الأسرة الصحفية وكتابها اللامعين.

حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه ، لكن ولعه بالصحافة كان الأهم بالنسبة له ، بالرغم من انه تقلد مناصب رفيعة في مراكز البحوث الجامعية، وكان شعلة متوقدة من النشاط أسهم فيها بالكثير من الابحاث الاعلامية والنفسية التي وضعت الاطار للمنهج العلمي الاعلامي، لمن يريد ان يسلك دروب النجاح والشهرة ويرتقي سلالم المجد، ولديه ذكريات طيبة مع الكثير من زملائه من الأسرة الصحفية وتربطه بهم علاقات متميزة ، وبخاصة مع الدكتور هاشم حسن والدكتور كامل خورشيد والزملاء حارث محمد فرج وحسين عمران والدكتور حسن كامل وزملاء اخرين من حملة الشهادات العليا في الاعلام ، وهو الذي وهبه الله سمة التواضع وسمو الخلق وترتسم على محياه علامات الانشراح  والهدوء ، حتى في أحلك الظروف صعوبة، ان لم تزيده الشدائد إصرارا على العطاء الثر والابداع ، بعد ان عشق مهنته الصحافة وأعطى لها من وقته الكثير.

كتب العشرات بل المئات من المقالات في الصحف العراقية وبخاصة صحيفة المشرق ، وكانت له إسهامات بإصدار مجلة عراقية عربية ثقافية وفنية واعلامية مع الصحفي والكاتب المقتدر زيد الحلي ، وكانت افكاره نبراسا لمن يود الاطلاع على أفقه الثقافي والمعرفي وقدرته على كسب المتلقي ، بأسلوبه السهل الممتنع ، المطعم بالمعلومات المفيدة ، لكي يضيف نكهة وتوابل وبهارات الى كلمات مقالاته، ليرغم الآخرين على قرائتها بشغف وتمعن ، والخروج منها بحلول او ملاحظات تخدم حياة الناس او احتياجات المثقفين، في مختلف أوجه الحياة ، حتى ظل وفيا لمعنى ان يكون الصحفي رسول الكلمة يقاتل من أجل الانتصار لقضايا وطنه وشعبه، ويرفع من شانه بين بني مجتمعه، ليرتقي به الى حيث الأعالي وما يتمناه من حياة حرة كريمة تليق ببني شعبه، بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وأهوائهم، وما يدور في خلجاتهم من أمان مشروعة.

تحية للدكتور طه جزاع ( أبو ياسين ) زميل العمر ، من كل زملائه ومحبيه، وامنياتهم له بالتألق الدائم، ومزيدا من العطاء على طريق الكلمة الصادقة المعبرة عن حق الانسان في العيش الآمن الكريم..مع فائق التقدير والاحترام لهذه القامة الصحفية الجليلة المعطاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد شهاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/18



كتابة تعليق لموضوع : الدكتور طه جزاع..ركب سفينة الفلسفة لكنها قادته لحمل لواء الصحافة وشعلة الإبداع!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net