صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

مجلس حسيني – معنى وجه الله
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }(البقرة 115)
 
 قبل الولوج للآية الكريمة التي تعرضت لمفهوم وجه الله تعالى  . لا بد أن نتعرف لمفهوم علمي يتعلق بالكون واتجاهاته  ,  ورد في القران الكريم عدة مرات .. وهو مصطلح  المشرق والمغرب , والمشرقين والمغربين . والثالثة رب المشارق والمغارب .. فما الفرق بينهم .. 
هناك قصة يذكرها القران الكريم عن نقاش جرى بين موسى {ع} وفرعون حول التوحيد {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ *  قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ   قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} عندئذ عدل فرعون عن هذه المسألة , وراح يسأله عن صميم دعواه . ولكن في تجاهل واستهزاء  وسوء أدب في حق الله الكريم:(قال فرعون:وما رب العالمين ?). 
يسأل:أي شيء يكون رب العالمين الذي تقول:إنك رسول من عنده ؟.. هذا  سؤال المتنكر للقول من أساسه , المتهكم على القول والقائل , مستغرب للمسألة كلها لأنه يراها غير ممكنة التصور , غير قابلة لأن تكون موضوع حديث ! وهو ان يكون هناك خالق للكون اسمه الله ..فيجيبه موسى {ع} بالصفة المشتملة للربوبية ..(قال:رب السماوات والأرض وما بينهما . إن كنتم موقنين). .
هذا جواب يلقم الجاهل حجرا , إنه رب هذا الكون الهائل الذي لا يبلغ إليه سلطانك وعلمك  يا فرعون – لان ما  ادعاه فرعون أنه إله الناس وخالق الأرض والماء ونهر النيل . إضافة انه ملك مصر فاعتبر نفسه خالق الدنيا كلها .. يقول المفسرون كان رد موسى لفرعون استصغارا , وهو جواب على سؤال واستصغار  وبيان حقيقة مخفية عليه  ثم أعقبه كلمة : (إن كنتم موقنين).. لأنه غير موقن بكلامه انه رب .هنا التفت فرعون إلى من حوله , مستعجبا من هذا القول ,  يريد أن يصرفهم عن التأثر به , على طريقة الجبارين الذين يخشون تسرب كلمات الحق الصريحة إلى القلوب: (قال لمن حوله:ألا تستمعون ?). .ألا تستمعون إلى هذا القول العجيب الغريب , الذي لا عهد لنا به , ولا قاله أحد نعرفه !
لم يلبث موسى {ع} أن أفحمه بوابل من الكلام , بين فيه صفة أخرى من صفات رب العالمين .وسط ذهوله ومن حوله قال له :  (ربكم ورب آبائكم الأولين). .
   كانت هذه الكلمات اكبر مساس بشخصية فرعون ودعواه وأوضاعه , فهو يحاججه بأن رب العالمين هو ربه , وما آنت إلا واحد من عبيده .  لست الاها كما تدعي بين قومك ..هو رب آبائهم الأولين . فالوراثة التي تقوم عليها إلوهية فرعون دعوى باطلة . فما كان من قبل إلا الله ربا للعالمين ! فكانت قاصمة لفرعون . فما يطيق أن يسكت عنها .. فيرمي قائلها بالجنون: (قال:إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون). . هنا استهزأ  بالرسالة والرسول ... فهو ليس فقط لا يعترف بها , بل يتهم موسى {ع} بالجنون , ليذهب أثر مقالته التي تطعن وضع فرعون السياسي والديني في الصميم . وترد الناس إلى الله ربهم ورب آبائهم الأولين .ولكن هذا التهكم وهذا القذف لا يفت في عضد موسى , فيمضي في طريقه يصدع بكلمة الحق التي تزلزل الطغاة والمتجبرين:
لما رأى موسى عدم اقتناعهم بالاستدلال على الوحدانية لأنه التبس عليهم الأمر الحق .. التبس عندهم من هو رب هذا الكون ..؟ هناك من صدق في دعواه .. فرعون الملك القوي , او موسى الذي يقول انه نبي ,هنا انتقل موسى إلى ما موضوع لا يمكن أن ينكروه , ولا يمكن أن يجيبه فرعون عليه .و يشاهده الناس كل يوم مرتين ..وهو من جنس ما حاج بها إبراهيم {ع} النمرود ... قال موسى ردا لاتهام فرعون وسخريته :{ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } فكرة خليلية  , .المشرق والمغرب يراد بها مكان شروق الشمس وغروبها , يكون المراد برب المشرق والمغرب خالق ذلك النظام الكوني والاستمرار اليومي على طريقة الإيجاز . 
*** استدلال الأنبياء على وجود الخالق تعالى من خلال الحركة الكونية :.... في القرآن الكريم عدد كبير من الآيات الكونية سخرت لتكون برهانًا لإثبات وجود الخالق الواحد وإقامة الحجة على ذلك من خلال التفسير العلمي الذي لا ينكره منصف ولا عقل رشيد، وثانيًا هداية للعلماء في أبحاثهم تقودهم إلى النتائج الصحيحة، لان عملية الشروق والغروب التي يعيشها الإنسان يوميٌّا فوق هذه الأرض ـ واحدة من هذه الحقائق الكونية حيث قال المولى تبارك وتعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) وقال : (بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) وقال : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) ...
حينما يذكر القران الكريم  المشرق والمغرب في صيغ مختلفة يعطي باعثًا للإنسان أن يبحث في المصطلحات المختلفة , لأنها أساسا تدعو للبحث والتفكير، وفيها مثل حي في بلاغة الأسلوب القرآني ودقة المعاني. وتشير إلى عظمة الخالق، وأنه ـ سبحانه وتعالى ـ موجود حيث الشروق وحيث الغروب بربوبيته وسلطانه ونوره ، وثانيًا إلى حقائق كونية لها وزنها العلمي وأهميتها الكبرى في معرفة نواميس الكون ، سخرت لهداية الإنسان في بحثه العلمي التجريبي والنظري كي لا يضل عن الحقيقة الكونية مصداقًا لقوله تعالى: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) . هناك آية تقول :....
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ }كان المسلمون يصلون باتجاه البيت الحرام في مكة , وبعد الهجرة لم يكن هناك أمرا سماويا بالتوجه إلى أي جهة , فقرر الرسول {ص} أن يتم الصلاة باتجاه البيت المقدس . الذي كان اليهود يتوجهون اليه في عبادتهم ..والمسلمون في مكة وبداية الهجرة يتوجهون إليه في عباداتهم و صلواتهم وذبائحهم التي يشترط فيها مراعاة القبلة .......و في النصف من شهر شعبان من السنة الأولى للهجرة النبوية ، أي بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة . وكانت المناسبة في مسجد بني سالم  في المدينة المنورة .
سبب تغيير القبلة :-  لما كثُر تعيير اليهود للنبي و للمسلمين بسبب استقبال المسلمين لقبلة اليهود ، تأذى النبي ( ص) من تعيير اليهود له و للمسلمين ، فنزلت الآية المباركة : ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ).  قرر  النبي ( ص) بتغيير القبلة و تحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة ,ن الإمام الصادق ( ع ) أنه قال : " تحوّلت القبلة إلى الكعبة بعدما صلى النبي ( ص) بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس ، و بعد مهاجرته إلى المدينة صلّى إلى بيت المقدس سبعة أشهر "  ثم و جّهه الله إلى الكعبة ، و ذلك أن اليهود كانوا يقولون له أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا ، فأغتمّ رسول الله ( ص) غمّاً شديداً و خرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك أمراً ، فلمّا أصبح و حضر وقت الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين ، فنزل عليه جبرائيل ( ع) فأخذ بعضديه و حوّله إلى الكعبة و انزل عليه : ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ ) فقال اليهود ( ما وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا )  .
من أسباب تغيير القبلة و وجوب استقبالها حال الصلاة و الذبح و غيرها من الأمور ، هو أن الله  يمتحن الناس و يميّز المؤمنين بهذه الطريقة عن غيرهم , الان بعض الناس لا يهتم لتوجيه الذبيحة نحو القبلة ..مجرد  يدّعون الإسلام و يتظاهرون به ، لكنهم لم يكونوا ملتزمين واقعاً بأوامر الله ورسوله ( ص) .قال تعالى :{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ } هذا المسجد في الحال الحاضر بمسجد " ذو القبلتين " و فيه محرابان :
بالاتجاه الذي كان يصلي إليه النبي ( ص) نحو بيت المقدس الركعتين الأوليتين من صلاة الظهر قبل نزول الآية التي تخبر بتغيير جهة القبلة .
ومن انجازات أمير المؤمنين {ع} انه حين جاء البصرة سنة 36 هجرية , صحح قبلتهم باتجاه الكعبة , وخطب فيهم خطبة قال فيها :  يا أهل البصرة أنتم أقوم الناس قبلة ، قبلتكم على المقام حيث يقوم الإمام بمكة ، وقراؤكم أقرأ الناس ، وزاهدكم أزهد الناس ، وعابدكم أعبد الناس ،ومتصدقكم أكرم الناس ,وغنيكم أشد الناس بذلاً وتواضعاً ، وشريفكم أحسن الناس خلقاً ، ثمرتكم أكثر الثمار ، وأموالكم أكثر الأموال ، وصغاركم أكيس الأولاد ، ونساؤكم أقنع النساء وأحسنهن»
***** اتجاه قبلة النصارى :..من يتأمل في صلوات المسيحيين في كنائسهم سيجد أنها غير مستوفية بتاتا للصلاة ..لعدة أسباب  منها :....
أولاً: لا يشترطون الطهارة في الصلاة :  مع ان الاغتسال والوضوء للصلاة هي من العبادات الواردة في كتابهم المقدس سفر الخروج لكنهم  لا يفعلونها ، فلا حرج عليهم يصلون بالنجاسة والجنابة .
ثانيا : يتجهون في صلاتهم إلى جهة المشرق : هناك طائفتان هما الكاثوليك والأرثوذكس تصلي إلى مشرق الشمس باعتبار أن المسيح{ع}  مصدر النور, و سوف ينزل من جهة المشرق , والبروتستانت ليس لديهم جهة معينة فيصلون بأي اتجاه كان .. اما قضية التصليب عند بدء الصلاة : يصلبون على وجوهم وصدورهم عند الدخول في الصلاة هم يرسمون الصليب , ولا يوجد عندهم نص شرعي  به . ولا يوجد عندهم سجود في الصلاة علما انه من سنن  الأنبياء الكرام بمن فيهم المسيح {ع}. 
أما  رفع الصور والاتجاه إلى تمثال المسيح وأمه أثناء الصلاة :  وهذا الأمر هو تماماً كما يفعله الوثنيون في صلواتهم . والعياذ بالله فإنك لا تجد ديراً أو كنيسة من كنائسهم تخلوا من صورة أو تمثال لمريم والمسيح{ع}  وإذا زرت كاتدرائية القديس بولس في لندن أو كنيسة القديس بطرس في روما ، فإنك لا تكاد تفرق بينهما وبين معبد ( الهندوس ) في الهند من كثرة التماثيل !لا يخلعون احذيتهم وهم يؤدون الصلاة في الكنائس:مع أن الأمر بخلع الحذاء في الأماكن المقدسة قد ورد في سفر الخروج .. يجعلون صورة السيدة العذراء محجبة ونساءهم مكشوفات الرأس يرفعون أصواتهم بالغناء والترانيم الجماعية..
يصلون ويتعبدون لله بالآلات الموسيقية  مع انه لا يوجد بالإنجيل ان المسيح وتلامذته فعلوا هذا الأمر ، بل هي بدعة دسها بولس في رسالته إلى أهل أفسوس, ان الصلاة المسيحية لا تعدو مجرد تراتيل وأناشيد وضعت من أناس غير معصومين ، لم يضع فيها المسيح حرفاً واحداً، يرتلونها وقوفاً على أنغام آلات الطرب التي لم تكن معروفة  لدى المسيح !وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. اما الشجرة للميلاد فلا علاقة لها بميلاد السيد المسيح ...،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ    ورد في القران الكريم ..  ذكر المشرق والمغرب في صيغة المفرد، وورد كلمة  :(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) وكلمة ...  (فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ) .. كيف يمكن ان نفهم هذا المعنى مفردا ومثنى وجمع .. وهو يشير إلى قوله تعالى : {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم }*‏ البقرة‏:115*‏ عن الأصبغ بن نباته قال : خطبنا أمير المؤمنين ( ع ) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين جوانحي علما جما . فقام إليه ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا ؟ قال : الرياح... قال : فما الحاملات وقرا ؟ قال : السحاب .ثم استمر يسال الإمام والإمام يجيب .. بعدها يريد ان يصل الى غاية ..
قال : يا أمير المؤمنين وجدت كتاب الله ينقض بعضه بعضا . قال : ثكلتك أمك يا ابن الكواء كتاب الله يصدق بعضه بعضا ،سل عما بدا لك قال : يا أمير المؤمنين سمعته يقول : ( رب المشارق والمغارب)وأخرى : ( رب المشرقين ورب المغربين) .. و ( رب المشرق والمغرب)... قال : يا ابن الكواء هذا المشرق وهذا المغرب.{ ويحتمل انه أشار إلى جهة واحدة , لان أثناء الدوران يحدث شروق وغروب في نفس المكان .. فيتحدد الشروق والغروب بسبب دوران الأرض ..... أما قوله : ( رب المشرقين ورب المغربين ) فإن مشرق الشتاء على حدة ، ومشرق الصيف على حدة ، أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها ؟ { وهذا القرب والبعد يعطي اجواء تختلف عن الفترة التي سبقتها .} ويمكن يراد بقوله ان للأرض مشرق في موسم يختلف عن الموسم الآخر .. وكلاهما مشرقين وخالقهما رب العزة ..
وأما قوله : ( رب المشارق والمغارب) فإن لها ثلاث مائة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر ولا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم..
يذكر السيد الخوئي  في كتاب البيان في تفسير القرآن  ص 74 ما يلي :.. من الأسرار التي كشف عنها القرآن قبل أربعة عشر قرنا : وجود قارة أخرى . قال سبحانه وتعالى : ” رب المشرقين ورب المغربين هذه الآية الكريمة,  شغلت أذهان المفسرين قرونا عديدة ، وذهبوا في تفسيرها مذاهب شتى . فقال بعضهم : المراد مشرق الشمس ومشرق القمر ومغرباهما ، وحمله بعضهم على مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما . ولكن الظاهر أن المراد بها الإشارة إلى وجود قارة أخرى تكون على السطح الآخر للأرض يلازم شروق الشمس عليها غروبها عنا . وذلك بدليل قوله تعالى: ” يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين,, الظاهر من هذه الآية أن البعد بين المشرقين هو أطول مسافة محسوسة فلا يمكن حملها على مشرقي الشمس والقمر ولا على مشرقي الصيف والشتاء ، لان المسافة بين ذلك ليست أطول مسافة محسوسة,   فلا بد من أن يراد بها المسافة التي ما بين المشرق والمغرب . ومعنى ذلك أن يكون المغرب مشرقا لجزء آخر من الكرة الأرضية ليصح هذا التعبير ، فالآية تدل على وجود هذا الجزء الذي لم يكتشف إلا بعد مئات من السنين من نزول القرآن...ــــــــــــــــــــــــــــــ
****------  أعود لمفهوم الآية المباركة .. بين الله سبحانه وتعالى جزاء الذين يخربون مساجد الله ويهدمونها .. ويمنعون أن يذكر فيها اسمه والعذاب الذي ينتظرهم في الآخرة أراد أن يذكرنا بأن تنفيذ هذه المؤامرات على الدين بشكل كامل عملية مستحيلة لأن الأرض كلها مساجد .. وتخريبها معناه أن تخرب الأرض كلها .. لأن الله تبارك وتعالى موجود في كل مكان فأينما كنتم فستجدون الله مقبلا عليكم بالتجليات. وقوله تعالى: "فثم وجه الله" .. أي هناك وجه الله ورحمته وآثاره  واضحة في كل مكان ,  وقوله تعالى: "والله واسع عليم" .. أي لا تضيقوا بمكان التقاءاتكم بربكم؛ لأن الله واسع موجود في كل مكان في هذا الكون وفي كل مكان خارج هذا الكون .. ولكن إذا قال الله سبحانه وتعالى: "ولله المشرق والمغرب" لا يعني تحديد جهة الشرق أو جهة الغرب فقط .. ولكنه يتعداها إلي كل الجهات شرقها وغربها .. شمالها وجنوبها والشمال الشرقي والجنوب الغربي وكل جهة تفكر فيها. 
*****  توحيد القبلة معناه أن يكون للمسلمين اتجاه واحد في الصلاة .. وذلك دليل على وحدة الهدف .. فيجب أن تفرق بين اتجاه في الصلاة واتجاه في غير الصلاة .. اتجاه في الصلاة نكون جميعا متجهين إلي مكان محدد اختاره الله لنا لنتجه إليه في الصلاة .. والناس تصلي في جميع أنحاء العالم متجهة إلي الكعبة باعتبار الكعبة مكانها واحد لا يتغير .. ولكن اتجاهنا إليها من بقاع الأرض هو الذي يتغير .. فواحد يتجه شمالا وواحد يتجه جنوبا وواحد يتجه شرقا وواحد يتجه غربا .. كل منا يتجه اتجاها مختلفا حسب البقعة التي يسكن عليها من الأرض .. ولكننا جميعا نتجه إلي الكعبة رغم اختلاف وجهاتنا إلا أننا نلتقي في اتجاهنا إلي مكان واحد. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ  وجه الله :..............
ما معنى  فثم وجه الله ..؟  الله:  اسم  علم , يدل على الذَّات الواجبة الوجود ، الجامعة لصفات الإلوهية ، ولذا لا يجوز أن يتسمَّى به أحد مطلقا  ، وسائر الأسماء قد يتسمَّى بها غيرُه ، وهو أوّل أسمائه سبحانه وأعظمها من الأسماء العظمى ..وتضاف له اللاّم المفخَّمة ، وَأصْلُ كَلِمَةِ اللهِ إلاهٌ ، دَخَلَتْ عَلَيْهِ ألْ ، ثُمَّ حُذِفَتْ هَمْزَتُهُ قال تعالى عن ذاته الشريفة .. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ "  هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ **** 
**** نسمي وجَاهة الشَّخصَ : صار وجيها عند النّاس , وفلان وجيه يعني له وجاهه ... يُقْبِل منه  كلِّ شيء , لان الوجاهة تعني نفْسُ الشيء وذاتُه . هنا نقول فعلنا هذا الأمر  لِوَجْهِ اللَّهِ ولِمَرْضَاتِهِ , فأصبح كل فعل خير هو لوجه الله . لذاته المقدسة .+. هناك صفات مشتركة بين الله وعباده كثيرة منها الوجاهة ..والكرم والسماحة , والعفو , والرحمة ... الخ , من هنا نقول في دعاء التوسل :.. يا وجيها عند الله  اشفع لنا عند الله .اي له وجاهة ...  
******  ذكرت الوجاهة في القرآن الكريم في موضعين أحدهما: في قوله تعالى: {وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ} معناه كان ذا وجاهة وكرامة في الدنيا والآخرة، قال ابن كثير في التفسير: «أي له وجاهة ومكانة عند الله في الدنيا، بما يوحيه الله إليه من الرسالة والكتاب .. وفي الدار الآخرة يشفع عند الله في من يأذن له فيه، فيُقبل منه، أسوة بإخوانه من أولي العزم صلوات الله عليهم أجمعين»، والموضع الثاني في سورة الأحزاب عن عيسى {ع}  في قوله تعالى: {وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً}.  
***** مادة الوجيه مأخوذة من الوجه، والعرب تُطلق الوجه على مقدمة الشيء، والوجه مستقبِلٌ  كل شيء، يقال: «وَجْهُ الرجل له دور فاعل .. وتقول اذا واجهت رجلا : واجهت فلاناً جعلت وجهي تلقاء وجهه، ومن هذا الباب قولهم: هو وجيه ,الوجيه الذي لا يقدر وجهه بثمن  لمواقفه العظيمة ومنزلته الرفيعة .. لان وجه الإنسان هو أشرف أعضائه ظهوراً، به يستقبل الناس، وإذا ظهر إنسان شريف  في أي مجتمع وبرز عن أقرانه  قيل له وجيه، ولا يخلو مجتمع من المجتمعات مِن وجهاء وشخصيات بارزة فيه مع اختلاف المواصفات التي يحملونها والقيم التي يتعاملون بها. يقابله من لا موقف له ... يقول عنه احد الشعراء .. إذا المرء لم يحفظ ثلاثا .... فبعه ولو بكف من رماد ... وفاء للصديق وبذل مال .
 وكتمان السرائر في الفؤاد .. الذي ليس له وفاء .. ولا يبذل من ماله وطعامه للناس .. ولا يحفظ أسرار الناس خاصة الأصدقاء .. بل البعض يحسب أسرار الناس عنده نوع من  الهيمنة على تلك العائلة .. هذا ليس صديقا بل ليس إنسانا .. فقيمته كف تراب .. أفضل من كيانه كله ..
""" كان العرب يقولون فلان وجيه , لان له وجه في الناس وله جاه ووجاهة عقل وموقف  وهو الذي كلما أقبل بوجهه  عند الناس في وقت مشاكلهم .. أو احتياجاتهم قضاها من خلال وجاهته ..و من يُعظم ويُحترمه الوجيه ذاك له منزلة قريبة من النفوس ..  اما عند الله تعالى القياسات تختلف , فانه جعل للأنبياء الدرجة العالية الرفيعة , وبعدهم الأوصياء  من آل بيته المعصومين عليهم السلام  .. والوجاهة عند الله لا تكون إلا للأنبياء وأتباعهم ومن سار على منهجهم , هؤلاء أهل الوجاهة في الدنيا والآخرة. وأما في الدنيا فبعض الناس يشتركون في وجاهتها في الدنيا .. ، ولا يفوز بوجاهة الآخرة إلا الأنبياء وأتباعهم ومن سار على طريقتهم. 
***** الوجاهة المرتبطة بالدين والعمل الصالح والإخلاص لله، هي الوجاهة الحقيقية يمنحها الله لمن يشاء من عباده، فيكون صاحبها بركة على الناس في كل أحواله، وهذا الوجيه تكون له مكانة في القلوب واحترام ثابت في النفوس، حتى ولو لم يكن ذا منصب وجاه، وأما حقيقة الوجاهة في الآخرة فهي أن يكون الوجيه في مكان عال  ومنزلة عند الله. ...
****** ما هو وجه الله تعالى :... ما هو وجه الله وجنبه وعينه؟.................... 
السؤال الأول: لا ريب في أن الله تعالى ليس جسماً ليكون له يدٌ ووجه وعين وجنب ونحو ذلك، ولكن ما جاءت التعابير التالية؟ ..1- يدُ الله: (( يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم‏ ))( فَأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّه ))عينُ الله: (( وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُون )( وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا ) ا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ ) وروحُ الله: (( وَلَا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللَّهِ ) وقوله ( الرَّحمنُ عَلى العَرشِ استوى ).. 
السؤال الثاني: ما معنى كون الأئمة عليهم السلام (يد الله) و(وجه الله) و (عين الله) و(جنب الله) وأمثالها من التعابير؟ ..الجواب:..  لابد من تأويل اليد والوجه والعين والروح في الآيات المذكورة فهذه الآيات تعد من المتشابهات ولا بد من إرجاعها إلى آية محكمة كقوله تعالى { لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ} وقوله تعالى ( لَا تُدرِكُهُ الأَبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ ) .. سبب التأويل ان الله تعالى كما ثبت في الدليل القطعي ليس جسما أو شيئا يشبه الإنسان له عين ووجه وجنب ويد بل هو سبحانه منزه عن الشبيه والجسمية والحدود والصور ...فهذه الأمور من لواحق وتوابع الأشياء المرئية والله يتعالى عن الحدود والأبعاد والزمان والمكان . ... حينئذ لابد ان يكون المراد من هذه الأسماء المنسوبة إلى الله تعالى معان أخرى تناسب الالوهية كالقدرة والعلم وقد يحمل المعنى على إرادة بعض أوليائه فقد ورد في كلام لأمير المؤمنين (ع) : انا حجة الله تعالى على خلقه, انا يد الله القوي, انا وجه الله تعالى في السماوات, أنا جنب الله الظاهر .
******  المراد من وجه الله هو ما يتوجه به العباد لله تعالى فالله تعالى يجل عن الوجه واليد والعين  .
وألا لو تصورت إن لله وجها كوجوه الناس فقد صيرته من الأجسام والله تعالى يتنزه عن الجسمية , ***+*** معنى وجه الله في روايات أهل البيت{ع} عن معنى وجه الله , مثلا في قوله تعالى:{كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } قال: دين ربك هو الباقي ... وقال علي بن  الحسين{ع} نحن الوجه الذي يؤتى الله منه.  عن أبي حمزة قال:قلت لابي جعفر{ع}  قول الله عز و جل: " كل شئ هالك إلا وجهه " قال: فيهلك كل شئ، ويبقي الوجه إن الله عزوجل أعظم من أن يوصف بالوجه، ولكن معناه: كل شئ هالك إلا دينه، والوجه الذي يؤتى منه.  ونحن وجه الله الذي يؤتى منه.  قال خثيمة : سألت أبا عبد الله{ع} عن قول الله عز وجل: "كل شئ هالك إلا وجهه " قال: دينه وكان رسول الله{ص} وأمير المؤمنين{ع} دين الله ووجهه وعينه في عباده، ولسانه الذي ينطق به، ويده على خلقه، ونحن وجه الله الذي يؤتى منه,  لن نزل في عباده ما دامت لله فيهم روية. قلت: وما الروية ؟ قال: الحاجة، فإذا لم يكن الله فيهم حاجة رفعنا إليه فصنع ما أحب بهم ... 
ـــــــــــــ ه9ناك نقطة مهمة : هي تسمية بعض الناس تيمنا بأهل البيت {ع} عبد الرسول , عبد الزهراء , وعبد علي وأمثال ذلك ..؟ الجواب  البعض يحرم تحريما إلى حد رمي من يسمي بهذه الأسماء بالشرك والكفر , وهي تهمة سياسية لا علاقة لها بالشرع .. لنرى معنى كلمة العبد  ما تعني في مفهوم ومصطلحات الإسلام ....؟.. :(  أنواع العبودية ): تعني كلمة العبد بلغة العرب  بمعنى المحب والموالي والثالثة العبودية نوع من العمل ... والعبادة وأعمالها كلها في عبودية الله تعالى ... 
.... مثلا لو قلنا غلام , هذا المفهوم لا يدل على معنى تام , إلا إذا أضفناه إلى اسم أخر ,لمن أضيف اسمه أليه.. فنقول غلام فلان الفلاني .. وهذه الإضافة ليست عبادة للمضاف أليه ..هي أشبه بالأسماء اليوم . 
اما العبد يكون بمعنى العابد , أو بمعنى غلام ومحب وموالي, ..في القران الكريم اية صريحة تبين ذلك , قال تعالى (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائِكم).الأيامى» جمع «أيِّم» وهي المرأة التي لا زوج لها، وكذلك تطلق على الرجل الذي لا زوجة له، فيدخل في هذا المفهوم كلّ من ليس له زوج، سواء كان بكراً أم ثيّباً. وأنكحوا الايامى والصالحين من عبادكم وإمائكم أي من غلمانكم .. فهل يعتبر القران هنا كلمة من عبادكم أي من يعبدونكم من دون الله ..؟.  كلمة عبد ما دامت الكلمة مشتركة ، فيصح التسمية بها لأنها بالمعنى الثاني وليس الأول كما تتوهم . نحن نقول عن النبي {ص} بالمعنى الاول { واشهد ان محمدا عبده ورسوله ) اما بالمعنى الثاني :... ما قاله رسول الله {ص} :{ من كنت مولاه فعلي مولاه }  أي من كنت سيده فعلي سيده ، فيكون كل مسلم كالعبد للنبي{ص} ومن بعده لعلي {ع} ...
فكل مسلم هو عبد محمد وعبد لعلي بهذا المعنى !!ولو قال النبي{ص}  من كنت مولاه فعمر مولاه ، لسمينا  أبناءنا (عبد عمر) .  ................ ربما يسال سائل ..  أن مشركي قريش عبدوا اللات والعزى ، فلماذا تنحون منحاهم وتؤلهون النبي والمرتضى و الحسن والحسين{ع} ...؟ 
هناك رواية عن الحسن البصري عن عمران بن حصين قال: قال النبي{ص} لأبي يا ابن حصين كم تعبد اليوم إلها قال أبي سبعة , ستة في الأرض وواحدا في السماء قال فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء قال يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك قال فلما أسلم حصين قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني فقال: { قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي} ...
ما معنى الرشد  ورد الرشد في مقابل الغي في موضعين بالقران الكريم , الأول قوله تعالى  "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" والثانية { وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم} فارشد هو :..الرُّشْدُ ( في القانون ) : السِّنُّ التي إِذا بلغها المرءُ استقلّ بتصرفاتِهِ وعاد إلى رُشده : رجَع إلى طبيعته ولم يتصرف بطيش ... فهل وصل الشيعة إلى رشدهم من خلال تسميتهم لابناءهم عبد علي وعبد الزهراء أو عندهم تفسير آخر ..؟.
*** يقول الشيعة إنهم يعبدون الاها  لا شريك له ..لا يغيره زمان , و لا يحويه مكان .. وعندهم كلمة شرك هي عبادة غير الله , إما خاصة بغير الله أو بإشراك جهة أخرى معه / القران يقول :{  وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ } .. المراد بالصالحين، صلاح الدين،..  والصالح من العبيد والإماء وهو الذي لا يكون فاجرا زانيا- فسيده مأمور بإنكاحه، جزاء لصلاحه، لأن الفاسد بالزنا، منهي عن تزوجه،..ولكثرة وجود العبيد العزاب ينتشر الفساد بينهم عادة، ..
إذن استعمال لفظة عبد مقابل اسم مخلوق لا يدل على أنه عابد له , وقد وردت في القران كما ذكرنا ..وبناء على راي الذين يتهمون عبد علي وعبد الزهراء فهل يعني القران هنا أن المملوك يعبد سيده ؟؟ 
فاذا كان الراي ان العبد هو التابع او المملوك .. فأننا نتشرف بهذا المعنى ان نكون تابعين للنبي ولاهل البيت عليهم السلام ... في نفس الوقت , نرى ونسمع المخاطبات بين الرؤساء والمرؤوسين بكلمة  سيدي أو مولاي أو صاحب الجلالة..!! فهل أصبح الأمر حلال عليكم ..حرام علينا..!!  
معنى العبد في اللغة :...  العَبْدُ : يسمى رَّقيق مملوك لغيره , فيكون غير حُرّ ، يُباع ويُشترى ...وعبيد العَصا : الأذلاء الذين يخافون مَنْ يؤذيهم .. عَبْيدُ المالِ : الذي يخضَع لسيطرته لشدَّة حُبِّه له ...فُستق العبيد : فول السودانيّ ،تؤكل محمَّصة ، وتُعصَر ليستخلص منها زيت نباتيّ صالح للطعام .. وهناك عَبَدة الطّاغوت :هم  المشركون.. عِباد الرحمن / عِباد الله الذين يعبدونه .. وعَبْد : مخلوق ، مُطيع ، خاضع..
**** ورد في زيارة أهل البيت عليهم السلام .. السلام عليك يا مولاي ," عبدك وابن عبدك وابن أمتك  المقر بالرق والتارك للخلاف " وارد في زيارة الإمام الحسين {ع} فما هو المعنى بهذه الزيارة ..أن لفظة عبد  هي من المشتركات اللفظية , كلفظة ولي و مولى , حيث يراد بها مرة الرب ومرة الرسول والإمام, ...
كونها ترجع إلى المعنى الأصلي الأولي, وهو ولاية الله تعالى .. لأن ولايتهم هي من ولاية الله تعالى, وقد  تمت بأمره ورضاه, { إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا ... الخ . بهذا فرض الله الجمع في هذه الولاية وعدم قبول الإيمان ببعض والكفر ببعض, فلا تتم كلمة الإخلاص (( لا إله إلا الله )) وهي التوحيد إلا بشرطها وشروطها, وقد ورد عن الرضا {ع} قوله:( أنا من شرطها وشروطها ), وورد في الزيارة الجامعة حين  مخاطبة الأئمة عليهم السلام بأنهم ( أركان توحيده )....
ثم هناك كلمة أخرى هي ( سيد ),فالله هو سيد السادات, والنبي (ص) سيد الأنبياء والخلق أجمعين, والإمام {ع} سيد الوصيين, فلا تنافي لو خاطبت الله تعالى أو الرسول {ص} أو الإمام بكلمة سيدي .. كما يخاطب الناس ملوكهم الآن بكلمة سيدي ومولاي الملك الفلاني .. والكلمة الثالثة هي كلمة رب ( رب العالمين )  فكلمة {الرب ) إذا وردت بالألف واللام مطلقة من غير إضافة تقيدها فلا يراد بها إلا الله تعالى ( من حيث الاسم الجامع للربوبية ) يسمى منتهى العموم , بلا اشتراك معه ... ولو جاءت لوحدها دون الف ولام , يمكن ان تطلق على أي شيْ يحوزه الناس , رب العائلة .. رب العمل .. رب نعمتي ..
اجتمعت لدينا ثلاث لفظات, اله .. ورب .. وسيد ..اثنتان مشتركة وواحدة متفردة, ومقابل هذه الثلاثة لا نجد إلا لفظة  عبد التي تجمع الى عبيد وليس عباد ... هنا الفرق بين العبيد والعباد ..مثال :ورد في المناجات ( فنعم المولى أنت يا سيدي وبئس العبد أنا ) ( مولاي يا مولاي أنت المولى وأنا العبد وهل يرحم العبد إلا المولى, مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك وهل يرحم المملوك إلا المالك ) .. 
في رواية .. عن أبي عبد الله (ع) قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين (ع) فقال: يا أمير المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: متى لم يكن حتى يقال متى كان, كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد .. انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية, فقال: يا أمير المؤمنين  انت نبي ..؟ فقال: ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد(ص) هنا يصف الإمام{ع} نفسه وقد جمع لفظة عبد  على عبيد { عبد من عبيد } وليس  عباد, مما يدل على تعبد الإمام{ع} للنبي {ص}  بالموالاة والسيادة. وهو حقاً أولى الناس بالتشرف بهذه المنزلة التي تجعله أقرب الناس من الرسول بموالاته وطاعته, حتى رفعه الله ورسوله الى درجة الأخوة ومنزلة هارون من موسى وغير ذلك,... 
عن محمد بن زيد الطبري قال: كنت قائماً على رأس الرضا (ع) بخراسان وعنده عدة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى , فقال: يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون إنا نزعم أن الناس عبيد لنا, لا وقرابتي من رسول الله (ص) ما قلته قط ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله, ولكني أقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين , فليبلغ الشاهد الغائب ...لاحظ في هذا الحديث وغيره كيف أن الامام ينفي عن نفسه مفهوم العبودية لدى الناس بالتمليك القهري والجبر, ويثبت عبودية الطاعة والولاية, وبذلك يصحح الإمام مفهوم كلمة العبد المتداولة بين الناس ....
جاء  في الحديث:(( عن سهل قال: كتبت إلى الحسن العسكري (ع) سنة 255: قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد: منهم من يقول هو جسم, ومنهم من يقول هو صورة, فإن رأيت أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلتَ متطولا على عبدك, فوقع بخطه (ع): سألت عن التوحيد .. الله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد خالق وليس بمخلوق تبارك وتعالى , ليس بجسم يصور .. جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه هو لا غيره ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )لم يعترض الإمام على سهل حين قال له :"  تطول على عبدك, علماً بأن الصحابي الكريم سهل بن زياد كان على بينة من جواز إطلاق هذا اللفظ على نفسه مقابل سيده ومولاه الإمام العسكري{ع} ...
هل الأئمة هم وجه الله تعالى :..؟ عن أبي الصلت الهروي  قال: قلت للإمام الرضا {ع} : يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: ان المؤمنين يزورون ربهم في منازلهم في الجنة فقال{ع} : يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمدا (ص ) على جميع خلقه وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته وزيارته في الدنيا والاخره زيارته فقال عزو جل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) وقال: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) وقال النبي (ص): من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله تعالى ودرجه النبي (ص) في الجنة ارفع الدرجات فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى...
قال: فقلت له: يا بن رسول الله  ما معنى الخبر الذي رووه: ان ثواب كلمة لا اله إلا الله النظر إلى وجه الله فقال {ع} : يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه {ع} هم الذين بهم الناس إلى الله تعالى والى دينه ومعرفته ,قال الله تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وقال عز وجل (كل شى هالك إلا وجهه) فالنظر إلى أنبياء الله تعالى ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ..
أما سؤالك : هل أنتم عبيد للعترة الطاهرة ؟   فجوابه : نعم ،فاسمع مارواهاحمد بن حنبل  في مسنده : 5 / 419 : عن أبي أيوب الانصاري انه صلى مع الرسول {ص} في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة فجاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا السلام عليك يا مولانا قال كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب قالوا سمعنا رسول الله {ص} يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء,؟؟  قالوا جماعة من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري . 
لحكم الشرعي للتسمية بعبد النبي ، وعبد علي ، وعبد الحسين .. وأمثالها ، أن إن كان فيها ذرة واحدة من نية التأليه فهي شرك بالله تعالى وكفر ,لكن لا يصح اتهام أصحابها بالشرك ، لأن اللغة العربية بالغة  وأصحابها ينفونه ويثبتون معان جائزة . فالتسمية بها ليست حراماً ... 
يوم هوازن انهزم المسلمون حينما هربوا بعد ذهابهم للغنائم فاستقبلونا بالسهام , فهرب الناس ولكن الرسول{ص} لم يهرب وبقي معه جماعة وكان يرتجز : أنا النبي لا كذب ...أنا ابن عبد المطلب ... فهل  افتخر بمشرك ؟! او باسم فيه شرك ؟!
يقول الله تعالى عن لسان إبراهيم الخليل :{ وأذن للناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر } ونحن نلبي إلى الله .. لبيك اللهم لبيك فهل اشرك القران .... وحينما نزور اهل البيت انما نزورهم لانهم يقربونا لله تعالى .. انتم وجه الله الذي منه يؤتى ..
أصبحت مستشفى الإسلام يوادي كربلاء..  يلي تناشدني عليمن تهمل العين .. كل البكا والنوح الحسرة على حسين ....
 
 
الحمد لله رب العالمين 
21-2-2016 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/21



كتابة تعليق لموضوع : مجلس حسيني – معنى وجه الله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net