صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

حكومة كفاءة : خطوة صائبة ، لكن بمنهجية فاعلة
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كثر الحديث عن تشكيل حكومة جديدة تتكون من الشخصيات الكفوءة والمهنية والقادرة على  عبور المرحلة الصعبة التي يعاني منها الشعب بعيداً عن المحاصصة وهي من افرازات التغيير وما طبختها واشنطن وتركت اوضاع الوطن عرضة للعواصف والمحن  و يعاني من معضلات يتضمر منها الاماً و وأعطى الالاف من الشهداء قتلوا بدم بارد على يد عصابات الاجرام  و ملفات قضايا الفساد المالي والاداري بعد مرور اكثر من اثنى عشر عام على سقوط الطاغية ونظامه ولم يحاسب احد من المتسببين بهذه الاهوال وانتشار ظاهرة الفرقة بعد ان اثارة النعرات الطائفية وشجعته من خلال دعم بعض السياسيين الموأجورين لتحريك هذه الورقة الملعونة بين حين واخر تحت غطاء الدفاع عن مجموعة معينىة . اليوم  نحن احوج مانكون من اي وقت مضى الى التمسك بالهوية الوطنية والاخاء والتعايش ونبذ الخلافات الطائفية منها خاصة والعيش بسلام والابتعاد عن العنف وخلق المحبة بين اطيافه الدينية والقومية وايجاد الاجواء لثقافة الحوار واحترام بعضنا البعض ووضع الاسس الصحيحة  لعبور هذه المرحلة نصب اعيوننا وترك الخلافات بكل انواعها لغلق الابواب امام دخول الطامعين و عوامل الشر التي تتربص منا فراغاً سياسياً تستطيع الولوج منه للسيطرة على خيراتنا بالاعتماد على بعض الانتهازيين والوصوليين من الذين دخلوا السلطة للعبث بها وكسب المال لمنافعهم الضيقة..ان الفرصة اصبحت سانحة لغرض عدم قبول التسويف والتغافل .ومن خلال زرع الثقة المتبادلة تنطلق إمكانات التسامح وخطابه، للقضاء على التطرف المذهبي، والطائفي، والمناطقي، والجهوي حتى تمضي سفينة المحبة وتصل بنا شاطئ الامان ، والسلم والتعايش، وخلق روح التسامح في سلوكنا الفردي، والشخصي مع وجودنا في مجتمع يطمح لطمئنة الاستقرار القائم على السلم الأهلي، وإزاحة مشهد العنف والانتقام ، و دوامة الثأر، واستعادة بناء دولة مدنية، ولكي يكون الشعب بمستوى المسؤولية ويتحمل الثقل الكبير من المهام في سبيل تحقيق مطالبه وتوفير عوامل بناء مستقبله  الذي ينتظره بعد ان فشلت الكثير من المحاولات السابقة  في تحقيق ارادات الناس للتعلل في تنفذ البرامج التي طرحتها  في السابق وغرق البعض الاخر في غرور المناصب ناسين المهمة الاساسية التي كلفوا فيها لخدمة الامة وتقديم مستلزمات الحياة الطبيعية والضرورية ولتوفير العيش الكريم وانشغالهم في امورهم الخاصة وتركت الجماهير التي اوصلتهم لتلك المهمة ولم يكونوا مع الاسف بمستوى المسؤولية لعدم اهليتهم للفقر الثقافي والاجتماعي والسياسي لديهم وعدم الحرص على تنفيذ المهام الموكلة اليهم لابل خانوا الامانة الملقاة على عاتقهم وطبعاً كان فشلهم يعني فشل الاحزاب والكتل التي رشحتهم...اذن على السياسيين الاستجابة لنداء الجماهير واعادة النظر في التعاون مع العبادي وترشيح  من تراهم يتحملون المسؤولية ولديهم الكفاءة اللازمة لهذه المهام  وعلى الاحزاب والكتل ان تكون بمستوى المرحلة القادمة لافساح المجال للسيد رئيس مجلس الوزراء لانتخاب الاجدر بعد ان فشل الكثير من الوزراء في مهامهم لعدم اهلية  هؤلاء الوزراء   للحفاظ على ماء وجههم اولاً واعادة الثقة المفقودة وخدمة المجتمع وتصل الى درجات الوعي الجماهيري الذي ينتظر منهم العمل واصلاح ما فات لانها سوف لن ترحم احد بعد منهم واعتقد انها فهمت حقوقها وسوف تدافع عنها بأختيار اصحاب القدرة والمواطنة الحقة لتنفيذ مطالبهم وزيادة عمل المشاريع بمراقبة جماهيرية اولاً باول وعلى اعضاء الحكومة القادمة  ان يعرفوا المهام والادوار المطلوبة منهم قبل الوصول الى المنصب لانها مسؤولية  شرعية واخلاقية وليست نزهة او ورقة تجارية يلعب بعواطف الناس من خلالها صفقات تجارية لخدمت جيوبهم بدل تقديم الخدمات اللازمة .المحاصصة راس الفتنة وورقة للهدم لا للاصلاح ولايقل عن التطرف ويشجع على  التطرف الطائفي فلا يقل عن خطر التطرف الديني الذي يتبجح به التكفيريون، فالحركات الطائفية تعيد كتابة تاريخ الوطن والأمة لتبني تاريخاً أسطوري الأبعاد يقوم على الخطاب الإنفعالي ويستنفر الصراعات ويشعل المحن ويعلي من شأن الطائفة على حساب الوطن ويدمر النسيج المجتمعي ويشيع الفوضى والخراب. فقد غابت الهوية الجامعة التي تتقبل الإختلافات وتجعلها مصدر قوة  وتؤسَس على جدل معرفي بين اللغة والدين بأبعاده الحضارية، و تتجلى انعكاسات التطرف الديني على مستويات متعددة، خاصة المرتبطة بالمجال الأمني والاجتماعي، حيث أن تأثيراتها تخلف آثارا سلبية، تمكن من تغلغل التعصب بين فئات المجتمع، وهو الشيء الذي يؤدي إلى اتساع هوة تماسك بنياته الاجتماعية، فيهدد بذلك أمنه الاجتماعي، فضلا عن شرخه للاستقرار الأمني العام واحلال الهويات الفرعية أو الهويات القاتلة، بديلا عنها. والهوية ليست معطى جاهزاً أو جامداً، إنها تبنى وتتغير وتغتني بمركبات جديدة، كما أنها تتحول على امتداد رحلة الفرد المعرفية، لكن الهويات الفرعية تنطوي على أبعاد طائفية مدمرة . الشعب العراقي طموح للاستقرار.وهذا يتحقق فيما اذا كانت هناك نوايا صادقة وجهود تبذل في سبيل الوصول اليه وتحتاج الى بيئة مناسبة من اجل توفيرالملاذ والمسير الصحيح  والهدف المنشود لتحقيقه . ولاشك ان الجهود التي تنشط هذه الايام من اجل ايجاد حكومة فاعلة خطوة صائبة لترسيخ قيم المساواة والعدالة ولدرءالمخاطر المحدقة والتي من شأنها ايضاً ابعاد شبح الفساد الذي يشوب عمل العديد من الوزراء الحاليين في الحكومة على ان تتنازل القوى السياسية من حصصها دون ايجاد الثغرات والمطبات والحجج الواهية التي تعيق وتعرقل المهمة التي تبناها الدكتور حيدر العبادي الذي يسعى الى مخرج لحل الازمات التي تعصف بالبلد وضرورة ايجاد الافكار والاطروحات السليمة والواقعية من اجل ازالة ترسبات التخندق والتعصب المستشري في بعض زوايا المجتمع  . ان التعاون المشترك لصنع اسس المبادرة عبر توفير الاطمئنان واليات تحقيق المبادرة ضمن الصيغ السليمة سوف تجعل الكتل السياسية مسؤولة امام التاريخ مع اعترافنا بأنها مهمة صعبة وتحتاج الى وقت كافي للتغيير  . ولأن الإصلاح يتطلب حكومة كفاءات وشخصيات نزيهة قادرة على مواجهة الأزمة للشروع في عملية الاصلاح الحقيقية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/22



كتابة تعليق لموضوع : حكومة كفاءة : خطوة صائبة ، لكن بمنهجية فاعلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net