صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

أيلا... روايةٌ تسمو!
عماد يونس فغالي

أيلا روايةٌ من معينٍ قلّ ارتياده. مياهه سلسبيل حدّ الحلاوة. لستُ في الواقع أجرؤ على الغوص في التوصيف. دعيني رندلى أقول إنّكِ أبدعتِ.

أيلا شخصيّةٌ خلقتِها من بحر العالم بتأنٍّ واضح، طبيعيّةٌ في ملامح تربيتها وتداعيات ظروف والديها عليها. أمّا مواقفها منذ خيار ترهّبها إلى تبدّلات حياتها تباعًا حتى ختام الرواية، فتلك في رأيي، إلى مسارها التسلسليّ مع الأحداث التي مرّت بها، مثالٌ في النمط الإنسانيّ يُحتذى. رقيٌّ يتجلّى في التعامل مع المستجدّات، ليس مع البطلة وحسب، بل امتدّ إلى الشخصيّات الأخرى التي تفاعلت إيجابيًّا في ارتقاءٍ داخليّ إلى أسمى!

أمّا السياق، فقالبٌ روائيّ مشوّق. على الرغم من انسياب النصّ في وحدةٍ لم تتوزّعْ على فصول، يرغمكَ مجرى التتابع على مواصلة القراءة في بحثٍ إضافيّ عن بَعْد.

والنمط السرديّ مؤشّراتٌ واضحة، تحدَّدت فيها المقوّمات النصّيّة، لتهدي إلى القارئ إطارًا لبنانيًّا معاصرًا، مستخدِمًا القدرات العلميَّة والتكنولوجيّة المتطوّرة، مع الامتداد الأفقيّ نحو الاغتراب، والحفاظ على التقاليد الوطنيّة والشرقيّة في الجوّ العامّ للسياق. أمّا تعدّدُ العقَد في تداخل الشخصيّات، فأضفى غنىً على المسار السرديّ الذي أوجد تتابعَ الحلول. ويجدرُ ذكرُ تنقّل السرد من ضمير المتكلّم إلى ضمير الغائب، كم أهدى الروايةَ رفعةَ النمط القصصيّ المتنوّع.

رندلى جبّور، هي الرواية بين يديكِ، تتخطّى يراعًا يسكب مدادًا، في تكوّن حلقاتِ سيرةٍ أردتِ الإضاءة عليها. الرواية في مفهومكِ مرسلةٌ تؤدّي شهادةً تريح نفس القارئ، تقوده في مركبٍ عبر سَواقٍ يتمتّع في رُكبِ متنها، 

علّه يبلغ في نيّرات مسيرته ونكساتها، إلى شواطئَ آمنة تكفل سلامة الوصول!

شكرًا رندلى، شكرًا أيلا.  شكرًا لدعوةٍ إلى التعالي. شكرًا لأجل أمثولةٍ تُقرأ بين السطور. قلتِ يا كاتبة بحياة بطلتكِ، ما أردتِ قوله دون أن تقوليه.  لكنّ الرسالة وصلت. حسبُها!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/24



كتابة تعليق لموضوع : أيلا... روايةٌ تسمو!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net