اصلاح ما افسده ساسة العراق
مجاهد منعثر منشد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المفسد لا يمكن أن يكون مصلح الا بعد ان يصلح نفسه قبل غيره ,ثم افراد جماعاته ,فينتقل الى اصلاح الامة .
و نظرية تسليم السلطة بيد الجماعات الاسلامية في العراق لا ينجح ابدا ,فأي فرد منهم ومهما كانت امكانياته الفكرية لا يستطيع ان يتجرد من انتمائه الحزبي .
ومن جانب اخر الجماعات الاخرى ستكون اول منافس لإسقاطه ,كونها تريد الوصول الى أعلى هرم في السلطة .
وهناك مسألة مهمة تنطبق على كافة الاحزاب ,وهي انها بالأصل كانت اتباع لمفكر ما ,وكل مفكر يموت لا يكون له بديل من اتباعه ,وبمجرد رحيله تتحول هذه الاتباع الى احزاب تحمل غطاء الاسلام وتبحث عن مصالحها الشخصية ,فلا تجدها تطبق ولو فكره واحدة من افكاره على مستوى الساحة العملية .
ولعل هناك استفسار يراود ذهن القراء !
كيف نجحت الجماعة الاسلامية في ايران ؟
الجمهورية الاسلامية الايرانية وضعها مختلف ,فلها مفكر هو السيد الخميني جعل الشعب يؤمن بمسألة ولاية الفقيه ,وطبقها من جاء بعده كقائد السيد الخامنئي ولازالت الى اليوم .
وفي لبنان الجماعة الاسلامية المتمثلة بحركة امل ثم حزب الله كان يقودها المغيب السيد موسى الصدر ثم الشهيد السيد عباس الموسوي ثم السيد حسن نصر الله .
والسيد نصر الله يطبق افكار القادة الاوائل ,ولم يخرج عنها ,فهدفه لا يتمثل بالوصول الى السلطة ,انما الدفاع عن لبنان فقط .
ومن الممكن ان يدعم شخصية سياسية سواء ان كانت داخل السلطة او معارضة لها ,وحسب ما يرى فيه من مصلحة بلاده ,لا مصلحة الحزب .
وهذه النماذج من الحكومة الاسلامية والحزب نماذج فريدة من نوعها , لا يمكن ان يكون لها مثيل في العراق !
ونوعز ذلك لعدة اسباب منها :ـ
1. بعد استشهاد القادة في العراق من الذين يحملون الموصفات ذاتها ,لم تظهر اي شخصيه بديله عنهم من سنة 2004 ولحد الان .
2. كل الاحزاب الاسلامية في العراق تطلق شعارات نظرية بدون تطبيق .
وترى احزاب البلاد بأنها افضل خبير بالسياسة ,وغيرهم من الشعب سياستهم ناقصه ,والحقيقة انهم فشلوا في السياسة والدين .
وما نلمسه من تجربة حكمهم من سنة 2003 ـ 2016م ,فأنها تشبه نوع ما افكار الاخوان في جمهورية مصر الشقيقة ,ولا نقصد بأفكارهم الافكار الدينية حيث كانت الاخوان ترى اسلامها كامل وغيرها من الناس اسلامهم ناقص , انما الافكار السياسية التي اطاحت بهم في وقتنا المعاصر .
وكل هذا جاء نتيجة تحول الاتباع الى احزاب , والاجتهادات الخاطئة في التجاوز على نظرية المفكر .
والناس اليوم ليس بحاجة الى المظهر الاسلامي انما حاجتهم الملحة الى تطبيق جوهر الاسلام .
ولدينا اعتقاد لا نحيد عنه ,فلا ننكر بأن قيادة الامة الاسلامية كانت تمارس السلطة و السياسة منذ عصر حبيب الله محمد (ص) الى نهاية خلافة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام).
وبعد هذه الحقبة التاريخية لم يطبق ما ارساه القادة الاوائل من عدالة ومساواة واقامة الحق ودفع الباطل وما شابهها من حقوق الانسان في الاسلام .
ومن جاء بعدهم اتخذ اسم الاسلام غطاء ,الا في بعض الحالات الفريدة من نوعها .
ولعل بعض القراء يفهمون من كلامي بأنني ادعوا الى الحكم العلماني !
فأقول لهم ,كلا والف كلا .
والسبب هو ان كل الاحزاب العلمانية في العراق الة بيد المخابرات الغربية ,وايضا بينهم من هو في الاحزاب الاسلامية مظهره مظهر اسلامي وباطنه علماني .
وعندما نتحدث اليكم فأننا نتكلم عن تجربة وشهود عيان ,فعاصرنا الاحداث والتقينا وراقبنا تصرفات جميع الساسة سواء بلقاء خاص او من على شاشة التلفاز او النظر بمواقفهم تجاه الوطن والمواطن .
وان العراق في محنة صنعها جميع الساسة بدون استثناء , وهناك قاعده لنجاح وسعادة كل بلد في العالم ,هي ان تكون السلطة بيد رجل وطني بمعنى الكلمة , يختاره الشعب ,ولا ينتمي الى اي حزب مهما كان , ولا يكون مشتبه فيه بمعنى غير عميل .
فالمسألة الاولى اختيار الوطني من قبل الشعب .
واما جميع الاحزاب يجب ان تفهم بان الشعب لم يختارهم ,فاختارتهم اتباعهم ,وهم جزء وليس كل الشعب .
ولكي يكون لهم دور ,فعليهم ان يختاروا الخروج من اي سلطة وكل منصب ,ويكونوا واتباعهم مراقب لأداء الحكومة الوطنية البعيدة عن الانتماء الحزبي .
واما السيد رئيس الوزراء العراقي ,فنقول له انت ترى شيء ,والشعب يرى شيئا اخر .
والاصلاحات تتمثل بثلاثة فروع :
1. اختيار رجل وطني مستقل لمهمة رئاسة الوزراء من قبل الشعب عن طريق الانتخابات .
2. اقالة كافة المسؤولين من الاحزاب .
3. تقديم استقالتك .
هذا ملخص راي الشارع العراقي ,فأن صممت على تنفيذ تلك الفقرات, فاعلم بأن هويتك وطنية .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مجاهد منعثر منشد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat